لن أمنحكم حقدي ... هذا ما كتبه الصحفي الفرنسي ( أنطون ليرس) الذي سقطت
زوجته برصاصات الإرهابين في مسرح ب( تاكلان) عندما بقى هو وإبنه وحيديين
بعد أن فارقت زوجته الحياة ، فخاطب الإرهابين الذين قتلوا زوجته قائلا : لا
أعرفكم ولا أريد أن أعرفكم وذلك لأنكم أرواح ميتة فلن أمنحكم هدية أن أحقد
عليكم ، لقد أردتم ذلك ولكن الرد على الحقد بالغضب يعني الإستسلام للجهل
الذي جعلكم على ما أنتم عليه الآن فلن أمنحكم حقدي ...
فإبتسم وأكمل حياته السعيدة هو وإبنه تحدى فيها كل من أراد أن يوقف الحياة
ويغير مسار الحرية ..
في هذا اليوم وأنا أتصفح في مواقع التواصل الأجتماعي وإذا بصورة لأطفال
نازحين في المخيمات وهم يبتسمون ويرفعون أصابع النصر عندها تذكرت ما كتب
الصحفي ( أنطون ليرس ) عندما قال لن ( أمنحكم حقدي ) ..
رأيت إبتسامتهم التي تخاطب أصحاب القلوب الضعيفة والجماعات الإرهابية
والسراق من أولي الأمر ، إبتسامة جميلة وبريئة تبعث الأمل رغم كل ما حدث ..
نظرت الى وجوههم البريئة فزاحمتني أفكاري وشعرت بالوحدة لأن وطني لم يعد
مهتم بهم .. بل إنه مشغول بلصوصه ،
أقساها تلك القلوب التي شردت الأطفال وما أجمله من رد من الأطفال وهم
يبتسمون وأولائك يقصفون ويفجرون ويشردون ،
ورغم ما فعل بهم الزمان وما كسر قلوبهم ستبقى إبتسامتهم أمل للحياة ...
إبتسامة تحدوا فيها خلايا الظلم بأجمعها ... إبتسامة وجهوها الى كل من
ظلمهم ، قالوا فيها ( لن نمنحكم حقدنا ) ولا يوجد شخص خال من الهموم لكن
يوجد من يتذكر إنها مجرد حياة فيبتسم
ليث الشاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق