في
تلك الليله المظلمه كنت اجلس وحيده.. وكان الطقس شديد البروده ,انتابني شعور بالخوف
لا اعرف ماذا افعل؟ سارعت واخذتَ حقيبتي وطعامي خرجت من الدار, ورحتُ اركض اركض
لعلي أكسر الخوف داخلي...حينها وجدتُ كهف مظلم شديد الظُلمة, دخلت اليه مسرعه لكي
احتمي من البرد القارص.. وعنئذ سمعت صوتا غريب !! وقتها عاودني الشعور بالخوف ..
ماذا افعل هل اخرج من الكهف ؟ ام ابقى لاكتشف هذا الصوت الغريب؟! وحينما اقترب
الصوت مني.. ركضتُ مسرعه لاخرج من الكهف صدمني شيئاً ما!! وصرخت بأعلى صوتي.. من
هنا ؟؟ من انت؟؟ اجابتني فتاه يافعة.. وهي تبكي بشده وترجف ..كانت حافية القدمين ...قالت
انا بنت وحيده فقدت حنان امها..بنت أشتاقت لرعايه والديها..بنت لا تعرف اين
أخوتها... انا فتاه سُلبت مني الحريه.. سُلبت طفولتي وبرائتي.. بسمتي أضحت كئيبة بلا
امل ...وأصبحت بلا اهل ولا اصحاب... قلت لها من انتي؟؟ وما اسمك؟؟ فاجابت باكيه ..انا
بغداد وابي العراق وامي دجلة والفرات واخوتي المحافظات...سَلبهم مني الطغات دون
رحمه او اشفاق... هل عرفتني من انا ؟؟ انا بغداد الجريحه...لم اتمالك نفسي فجهشت بالبكاء
وأخذتها بحضني...وقلت لها لا تحزني ان لك ربنآ لا تغفو عيناه عن ظلم الطغات...
اصبري لعل الفرج قريب بأذن الله ...ولكن بعدها اختفت عن ناظري وصرخت بأعلى صوتي بغداد
بغداد لاترحلي... ولكن لاجدوى ذهبت بغداد حزينه حينها عَرفتُ لما أنتابني الخوف في
تلك الليلة المظلمة...فبغداد لم تعد بغداد بعدما توالت عليها الاحزان والاحقاد...
فرحماك ربي وفَرجها على بغداد...
شهد
محمود