آخر الأخبار

2017/12/10

بعد خراب البصرة ...







انه أحد الأمثال الشعبية المشهورة، ويضرب المثل للذي يقوم بعمل ولكن بعد فوات الأوان، حيث وبعد اكثر من اربعة عشر سنة من الغزو الامريكي للعراق لا يزال العراق يحتل المرتبة الثانية كأكثر البلدان فساداً حسب تصريح ادلى به السفير الامريكي في العراق دوغلاس سليمان.

اخيراً اطلق رئيس الوزراء الدكتور العبادي حملة ضد الفساد والمفسدين في الحكومة حيث لاقت ترحيباً سياسياً وبرلمانياً وشعبياً كبيراً، ومن المفترض أن يكون الترحيب الشعبي واضح من خلال التظاهرات والفعاليات والندوات المساندة لحملة الرئيس العبادي في أجتثاث الفساد من جذوره، وأن لاتستثني هذه الحملة أحداً لتجنب أمكانية الطعن بها بوصفها استهداف سياسي لهذا الطرف أو ذاك.

 ونحن متأكدين بأن الحملة ستواجه تحديات كبيرة من اجل افشالها لاسباب اهمها ان الجزء الاكبر من الفاسدين الذين ثبتت عليهم ملفات فساد هم الجزء المسيطر في الحكومة لذلك نأمل بان يلعب القضاء دوراً مهماً في اصدار الاحكام العادلة من اجل بلد خالٍ من الفساد لكي يتسنى لنا بناء البلد بالصورة الصحيحة والارتقاء به نحو الامام، وعلى الحكومة ورئيسها تشريع قوانين واتخاذ اجراءات وتعيينات تساهم في دعم حملة مكافحة الفساد ومنها، تعيين رئيس مستقل وقانوني لرئاسة هيئة النزاهة وتفعيل دور الادعاء العام واختيار قضاة مشهود لهم بوطنيتهم ونزاهتهم وشجاعتهم لفتح ملفات الفساد الكبرى وربط المفتشين العموميين في الوزارات والهيئات المستقلة بهيئة النزاهة، أو الغاء هذه المكاتب في حالة بقاء المفتشين تحت رحمة الوزراء والرؤساء غير المرتبطين بوزارة، مع تنظيف هذه المكاتب من المفتشين المرتشين والفاشلين، وحتى الموظفين فيها، في حال أدت المساومات السياسية الى بقاء الحال على ماهو عليه وكذلك اعادة العمل بالقانون رقم 120 لسنة 1994 حيث ينص القانون بعدم اطلاق سراح المتهم الا بعد اعادته الاموال الى الخزينة العامة، والاستعجال بتشريع قانون الحصول على المعلومة ، واصدار قانون منع مزدوجي الجنسية من الحصول على مناصب مهمة في الدولة وعقد أتفاقيات مع بعض الدول لتبادل تسليم المتهمين ، ليتسنى للحكومة أستعادة المتهمين بالفساد منها ، والتنسيق مع الامم المتحدة وهيئاتها والشرطة الدولية ( الانتربول ) لغرض ملاحقة المدانين والمتهمين الذين هربوا خارج العراق.

نتمنى أن نرى دور للمرجعيات الدينية وشيوخ العشائر والشخصيات الاجتماعية والصحافة والاعلام ومنظمات المجتمع المدني وموظفي الدولة الذين يمتلكون أو مطلعين على ملفات فساد في دوائرهم ومؤسساتهم، بدعم حملة مكافحة الفساد بكل أنواعه، لان هذه المعركة هي الاصعب والاهم في الوقت الحاضر.



فهد النجار




  ما ذنب من لا ذنب له

كثيراً ما كانت تتردد على مسامعنا كلمة سجن والذي نعرفه عن هذا المكان يتم وضع المتهم فيه وذلك لعقوبته جراء ما قام به من انتهاك لحقوق ام القيام بجرائم اخرى منافية للقانون فلو رجعت لتعريفه بشكل ادق هو المكان الذي يتم فيه وضع المحكوم فيه لتأديبه وتقويم سلوكه على ما كان يفعله بمجتمعه من ايذاء الناس .
 فبعد ان سمعت قصة لصديقة تم حبس زوجها في احدى السجون العراقية كنتيجة لما حصل للبلد بعد الحرب وتخلخل الامن وظهور بعض المليشيات والجماعات المحرضة على الطائفية والإرهاب والتهام الأخضر واليابس، تبادرت أسئلة كثيرة في ذهني خاصة بعدما وجدت
زوجها بحالة يرثى لها من تعذيب وسوء المعاملة، ما ذنب ما لا ذنب له والصاق التهم به وبالتالي اعدامه وهو لم يرتكب اي جريمة اين حرية هؤلاء الاشخاص او الحكم عليه (بالسجن المؤبد)
فهنالك البعض من الدول كالبرتغال ابطلت مثل هذه العقوبة وذلك لاعادة النظر لجمعية حقوق السجناء عام 1984م بانها تترك مجالا له وبعدها يتم اطلاق سراحه  وليست البرتغال هي الدولة الوحيدة من ابطلت هذه العقوبة كذلك اسبانيا والنرويج000فالسجن هو مكان للمجرم وليس لشخص صالح لا يعرف الجرم ابدا ويجب ان نعطيه حريته .

زهراء خلف










العراق ..وطني

الغزو الأمريكي للعراق ، حرب الخليج الثالثة، حرب الاحتلال ، تحرير العراق...تعددت العناوين والاحتلال واحد يصب في نهر ممزوج بدماء العراقيين تحت ذريعة تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل نجمت عن هذه الحرب خسائر بشرية للمدنيين إلى أن انتهت في 15ديسمبر 2011 بانزال العلم الامريكي في العاصمة ومغادرة اخر جندي امريكي من العراق في 18ديسمبر 2011 بعد فشله في ايجاد اسلحة الدمار الشامل التي تذرعت به لاحتلال العراق.
تعرض العراق إلى النهب والسلب وترك جروح عميقة في ذاكرة العراقيين من سرقة الدوائر والمؤسسات الحكومية وسرقة  المتاحف وتدميرها وخلق الطائفية وتدمير البنى التحتية للبلد واستمرار التفجيرات على سنين متتالية لتمزق الجسد العراقي وتهديم جميع الأبنية من دور وجوامع ودوائر حكومية ومدارس .
وتعرض العراق إلى عجز في ميزانيته حتى أدى الى تقليص فرص عمل وتوفيرها مما ادى الى انتشار البطالة وساءت الاوضاع شيء بعد شيء وصولا إلى دخول داعش لبعض المحافظات العراقية بحجة تطبيق تعاليم الدين الاسلامي وتهجير العوائل من ديارهم ونهبها فلم يجدوا غير الخيام مأوى لهم وحرمان اولادهم من المدارس طيلة اربع سنوات فلم يعد لهم وطن في وطنهم ولا كرامة ومصير مجهول وحسرة اطفال كل أحلامهم دار وسقف وغطاء يحميهم من برد الشتاء وكم من سؤال حزين يكرره ولد لأمه النازحة أمي هل من وطن؟ تجيبه امه .
عذرا بني ما عاد لي وطن ..عذرا بني ماعاد لك وطن ..سوى اطلال يبكي على اقدامها الزمن... نذرت عمري كي يحتويك سقف تقاوم فيه المحن... ونافذة في حجرتك تصد عنك المزن ...لا تلمنِ بني في غرقي.. قبطانة انا لكني الان بلا سفن... ليس عندي سوى الله ينير عتمتي ...عندما تطفا اضوائها المدن... ليس عندي سوى حقائب سفر احملها من دار إلى دار عندما يمل اصحابها مني ... عذرا بني ما عاد لنا في العراق وطن. ..

رحاب الألوسي