لم اكن
الجأ للكتب بسبب الوحده بل كانت الكتب مأنسي ولم تفارقني حتى في عملي وبرغم اهمالي
لها فتره تجاوزت ال3 اشهر الا ان احتياج كان في داخلي لها. تجاوزت الاربعون كتاب
قراءه لكن كل كتاب كان صديق بنوع جديد ولااحد يصدق اني ابكي مع كلماته وابتسم مع
اخرى لكني لم اشعر بخيبه الا مع قرائتي سلام الله على عينكِ الذي كان يدور حول شخص
اسمه غسان..
استلم غسان
صباح الاثنين الماضي مهنه استقبال الطلاب الجدد المنبعثين من دولته للدراسه في
امريكا (المكان الذي تخرج منه هو وبقي للعمل به هربا من واقعه ) اخبروه صباحا ان
هناك فتاة سوف تصل الى المطار في الرابعه عصرا اسمها ساره وصل الى المطار في
الموعد المقرر وهو يحمل لافته بأسمها كعادته مع جميع الطلبه واذا بفتاة تمر امامه
يصفها بأنها فائقه الجمال ويتحدث عنها وكأنها اخذت شيء منه بمجرد ان لمحها استمر
بمراقبتها من بعيد حتى باتت تتقرب له ومن لهفته واعجابه بها لم يستطييع ان يستمر
بالنظر اليها حتى وقفت عنده وشكرته لأنتظاره لها واخبرته بأنها (ساره عبد
الوهاب)!! لم يستطيع رد حتى السلام عليها من الصدمه التي تملكته وبدا طول الطريق
يفكر هل بدأ الحظ يبتسم لي ؟ غسان كان كل شي لساره في غربتها استعانت به في كل
اجراءات دراستها ومعيشتها ولغتها وبتواجدها معه في كل خطوة ازداد تعلقه بها حتى
وصل الى نقطه لم يستطع الا ان اخبرها بمدى اعجابه وحبه بها كان يقلها من والى
الجامعه وتشاركا وجبات الطعام كل يوم وحضرا المناسبات التي تخص اي منهما معاً
ويهربان في نهايه الاسبوع من روتين الحياة يقضون يوما هنا وهناك يخططان لحياتهم
المستقبليه وجهها حفر في قلبه وحفظ كل تفاصيلها الصغيرة حتى الاغاني التي كانت
تحبها وبعد عطلتين صيفيتين لم يرجعا الى بلدهم قررا ان يعودا لزياره ديارهم
ويعودان بعد 3 اشهر عند بدأ العام الجديد اوصلها غسان الى المطار وفي داخله حزن
وحنين واشتياق حتى قبل ان تسافر ودعا بعضهما على امل اللقاء وان يبقيا على تواصل
دائم طول هذه الفترة.
كانت اخر رساله وصلت لغسان منها انها وصلت الى
منزلها وتقضي وقت ممتع مع عائلتها وانقطع بعدها اي خبر منها وعنها غسان كان لديه
طفل من زوجته السابقه التي كانت تخبره دائما انها تزوجته به رغما عنها وانه قتل
احلامها ووعدها ان يطلقها ويعطيها كل ماتريد لتسترد احلامها بعد ان تلد لكنها
توفيت وهي تلد ابنه فهد.سافر غسان هربا من الواقع الذي لم يستطع مواجهته وبعد غياب
كل هذه السنين عاد وقلبه متورد بحب ساره ولم يكن يتوقع رد فعل ابنه الذي تعود عليه
وتقبله من دون عناء منه بقي برفقه ولده وعائلته والوقت يمر وساره لم يصل منها اي
خبر رغم كل محاولاته للوصول لها جاء موعد سفره فأستيقظ على رسالة ابيه طلب مقابلته
قبل سفره الذي اراد منه ان يبقى وان يترك ما يضيع به وقته غسان لم يكن يسمع نصف ما
قاله والده بسبب عقله المتشتت الذي فقط يريد الوقت ان يمر بسرعة للسفر ليلتقي
بسارة. بعدما رأى الاب ان محاولاته باءت بالفشل توجه ورمى امامه بعض الاوراق التي
كانت من ضمنها صوره ساره ! واخبره ان عنده ما يبقيه هنا مع ابنه بعدما عرف والد
غسان ان غسان كان مسؤول عن الطلبة المنبعثين استعمل سارة اداة بيده لتضمن له ان
غسان لا يتعلق بفتاة هناك وان تبقيه على اطلاع عن حياته من جهه اخرى حتى لقائهم لم
يكن صدفه وكل شي كان مخطط له رغم ان كل الاثباتات مصدقه الا ان قلبه لا يريد ان
يصدق اي شي مما حصل كأن صخره جلست على صدره ولو ان ريح الارض تجمعت لما روت رئتاه دخل
غسان حاله اكتأب عارمه ويسرد انها كانت اول مره يلجأ فيها للبكاء اسوء شي ممكن ان
يحصل ان يكون كل ما نخطط له ونبني لأجله احلامنا كذبه ! مشكلة الحب
اننا لا نعرف بأي شكل يأتي وبأي طريقه يغادر.. نحن في ارضه تائهون نمني الروح
بنهايات سعيدة فيحصل بعضنا عليها والبعض الاخر يرى الوجه الحقيقي له حيث لا يجد
الا مزيج من الجراح والخيبات .