ظاهرة التخطيط الإعلامي ليست جديدة ، فكل دولة تضع خططا منفصلة لكل قطاع
من القطاعات فيها ، ولكل وسيلة من وسائل الإعلام ، وقد طرأ علي التخطيط الإعلامي في
السنوات الأخيرة تطور هام ظهر في التأكيد على أهمية النظر إلى مختلف عناصر النظام القومي
ككل متكامل ، يهدف إلي تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وسياسية ، مـع اخذ التطورات
التكنولوجية الجديدة، مثل الاقمار الصناعية في الحسبان ، لتحقيق أهداف المجتمع في مجال
التنمية والتطوير... ويعرف التخطيط بأنه ( رسم سياسة الإعلام بالنسبة للمؤسسة عن طريق
تحديد الأهداف وتصميم البرامج والوقت المناسب وتوزيع الاختصاصات علي الخبراء .. وتحديد
ميزانيتها ) أي العمل به في وضع الخطط التي تؤدي الي تحقيق الأهداف التي تم تحديدها
، فبعد ان تحدد المشكلة تكون الخطوة المنطقية التالية من تقرير ما يتخذ بشأنها ، وعندما
تصل الخطط الي مرحلة التنفيذ فإنها تصبح برامج.
فأهمية التخطيط تكمن في انه يؤدي دوراً
مهما واساسيا لأية مؤسسة مهما كان نوع نشاطها، والمؤسسات الاعلامية مثل غيرها تحتاج
الى اعتماد التخطيط في عملها فأهميته لا تقل عن بقية الانشطة التي تمارس داخل المؤسسة
بل ربما تتفوق عليها في بعض حالاتها لطبيعة أهداف العمل الاعلامي ودوره المؤثر في تهيئة
الجمهور والرأي العام والتأثير عليه بشكل او بأخر، لاسيما وان نشاطات المؤسسات الاعلامية
التي تتطلب تبني الفكر التخطيطي الاستراتيجي. وتكمن اهمية التخطيط في المؤسسات الاعلامية
في اسباب عدة في مقدمتها:
1- يساعد التخطيط الهادف الى تطوير المؤسسة من ناحية
الانشاءات والمعدات والكادر الفني والهندسي والاداري في مواجهة التطور التكنولوجي المستمر
فيما يتعلق بالأجهزة والآلات التكنولوجية والتي تحتاجها المؤسسات الاعلامية في اداء
اعمالها كأن يكون في الارسال والاستقبال والطباعة ومعالجة المعلومات وغيرها.
2- يعكس التخطيط أهداف المؤسسة الاعلامية بصورة لا
تقبل اللبس أو الغموض حتى يتمكن العاملون في المؤسسة من فهمها وتنفيذها على الا تؤدي
الى تكبيل أداء المنفذين وهو ما يبرز عند غموض الخطط او قبولها اكثر من تفسير.
3- يساعد التخطيط في تنمية المؤسسة الاعلامية بصورة
عامة وتنمية مواردها الاقتصادية بصورة خاصة عن طريق عمل دراسات تتعلق بتقديم خدمات
جديدة مثل اصدار صحيفة او مجلة أو عمل مشروع جديد تابع للمؤسسة الاعلامية او تنوع خدماتها
الاعلامية او التخطيط لتوسيع مجال التوزيع في أسواق جديدة.
4- التخطيط لتنمية الكوادر البشرية لتعزيز كفاءة
عمل المؤسسة الاعلامية في مدها بكفاءات جديدة قادرة على التعامل مع المستجدات التكنولوجية
عن طريق التخطيط لبرامج تدريبية وبعثات وغيرها.
5- التخطيط لمواجهة منافسات المؤسسات الاعلامية المشابهة
سواء كان ذلك في السوق المحلية او الاقليمية او الدولية.
6- التخطيط فيما يتعلق بالجانب التحريري لتكون الصحيفة
اكثر جاذبية وتلبي حاجة القراء او التخطيط البرامجي في الاذاعة والتلفزيون لتلبية رغبات
الجمهور والاحتفاظ بهم وتوسيع دائرتهم. وهذا التصور لا يقتصر على مستوى اداري معين
في المؤسسة وانما ينبغي أن تكون لدى المستويات جميعها ان امكن، خططاً تشرح كيف تسخر
الموارد المالية والبشرية لإنجاز الخطط، فنجاح التخطيط في المؤسسات الاعلامية رهن بوضوح
الاهداف وعملية التخطيط ومرونته وتوفير الموارد اللازمة للتنفيذ وملائمة البيئة العامة.
زينب عبد الكاظم