آخر الأخبار

2019/03/17

قراءة في كتاب مهزلة العقل البشري

اعداد : شيرين خضير خلف
 هو أحد مؤلفات الدكتور علي الوردي، صدرت الطبعة الأولى منه عام 1959، عن مطبعة الوراق، يتناول هذا الكتاب الواقع الاجتماعي، حيث يقف على تحليل أحداث التاريخ الإسلامي مع بعد اجتماعي، وكيف تناسبَ ذلك مع المنطق الاجتماعي أو اختلف معه، وكيف تطورت المفاهيم الاجتماعية في عهد قريش وما قبل الدولة الإسلامية وفي مرحلة تأسيسها، وما تلاها في مرحلة الخلافة الإسلامية وأحداث الفتنة في نهايات خلافة  عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي وقت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما دار في عهد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مع معاوية بن أبي سفيان والخلاف القائم بين المسلمين حتى يومنا هذا.
أهم فصول الكتاب طبيعة المدنية حيث يتناول هذا الفصل التطور المدني والجدل الذي يدور حول هذا التطور ومسألة الخوف من القراءة والكتابة في العصور السابقة.وعلي بن أبي طالب الذي يتناول الأحداث التي دارت في عهد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسألة الطائفية التي انتشرت من ذلك العهد حتى يومنا هذا.

في حين كان الفصل الاخر حول عيب المدينة الفاضلة  أذ تحدث الكاتب في هذا الفصل عن المدينة الفاضلة وأتى على ذلك الفارابي وذكره لخصائص هذه المدينة، وتطرق فيها إلى مواصفات الحاكم والرعية في ضوء هذه المدينة، وأن تحقيق هذه الصفات يعد من أضغاث الأحلام التي يصعب الوصول إليها.
اما أنواع التنازع وأسبابه كان فصلا اخر حيث يأتي الكاتب هنا على ذكر حاجيات الإنسان الضرورية والحاجيات الأخرى وكيف يتولد النزاع بين الناس بغية الوصول إلى هذه الحاجات، وأن هذه الحاجيات لا تنتهي فما إن يحقق الإنسان منها شيئًا إلا ويتمنى حدوث شيء آخر.
وفي فصل القوقعة البشرية يأتي الكاتب على انتقاد الإنسان وأنه لا يستطيع العيش بصراحة تامة، وأن الإنسان منحاز إلى ذاته ويحب أن تكون جميع الأضواء مسلطة عليه دون غيره، وهذا يولد الشحناء بين الناس، وأن الإنسان يسير وفق عواطفه الخاصة خاصة في مراحل مبكرة من حياته.
أما مهزلة العقل البَشري وهو الفصل موضوع الكتاب وفيه يتحدث الكاتب عن أن العقل البشري هو نتاج صناعة المجتمع له، وهو ينمو في ظل القالب المجتمعي الذي يصنع له، وأن العقل يسير وفق المعايير والمقاييس السابقة التي وضعت له، وهذا ما جعل العقل البشري غير قادر على إدراك حقائق الكون الكبرى، فهو ذو أفق ضيق لا يفكر سوى في الأمور المألوفة والتي توجد في محيطه الضيق.




قراءة في كتاب الثقة بالنفس


كتاب الثقة بالنفس للمؤلف الدكتور إبراهيم الفقي بطبعته الرابعة عن دار الميزان للنشر و التوزيع لعام ٢٠١٤ ،كتاب يتحدث عن الثقة بالنفس و طرق اكتساب الثقة و التعامل مع الآخرين. 
حيث تطرق المؤلف في هذا الكتاب عن موضوع التوتر الذي ورد في لسان العرب اوتر القوس بمعنى شدها وحين استعماله كمصطلح فلتوتر على الأغلب يعني الشد المتواصل .
و أخذ جانب اخر و هو كيفية التعامل مع الضغوط و مواجهتها و عدم تراكمها مما يجعل الأهداف معقولة فليس من الواقع ان تتخلص من الضغوط و الأعياء تماما من الحياة ، لابد من الاسترخاء في فترات متقطعة يوميا ،و تناول الكتاب ايضا قواعد سماها القواعد الذهبية هي التقمص و التعاطف و الحزم في حين وضح مفهوم إدارة النزاع و التعامل مع المواقف الصعبة .
كما تطرق إلى تقدير الذات و الثقة في النفس و كيفية ان يعرف الإنسان و قدراته و نفسه وان الثقة كاملة لا يقلل من قيمتها ،و العلاقة بين تقدير الذات و النجاح .
وأشار إلى طرق تنمية تقدير الذات لمن أراد ان يحسن صورته الذاتية ان يكون مدرك لوضعه الحالي و علاقته و رؤيته لنفسه ،و تناول ايضا كيفية مساعدة الأم لطفلها في تنمية قدراته لذاته فالأم اول من يؤثر فيه و هي من تجعل تقديره لذاته عاليا .
وقدم جوانب عديدة لتقدير الذات منها الجانب الروحي ، اي تحقيق التوازن الروحي يتم عن طريق ايماننا بالله عز و جل و السعي لمرضاته ، والجانب العقلي يتضمن التفكير المنطقي و التعلم المستمر ، و الجانب البدني حيث ان الصحة كنز من كنوز الحياة ، و الجانب الاجتماعي على أساس الاحترام المتبادل مع الاخرين ،كما تناول الكتاب حبل الثقة و الصداقة حيث انها مرتبطة ارتباطا و ثيقاً في تكوين العلاقات و كيفية التعامل مع الخلافات و المجادلات .
و يحرص هذا الكتاب على تقدير الذات و الثقة بالنفس وتنمية الشخصية لا يحتاج إلى مال ولا امكانات ولا فكر معقد وإنما الحاجة تكمن في الإرادة الصلبة و العزيمة القوية و ان الثقة تكتسب و تتطور و لم تولد الثقة مع الإنسان حين ولد .

كتابة :جنات عبدالله


موسوعة الأدب المستطرف في كل فن مستظرف

 إعداد : ثابت ماجد


المستطرف في كل فن مستظرف للشيخ الإمام محمد بن أحمد الخطيب الابشيهى وهو مشتمل على كل فن ظريف وفيه الاستدلال بآيات من القرآن وأحاديث صحيحة وحكايات حسنة عن الأخيار ونقل فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في ربيع الأبرار وابن عبد ربه في العقد وفيه لطائف عديدة من منتخبات الكتب المفيدة وأودعه من الأمثال والنوادر الهزلية و الغرائب والدقائق والأشعار والرقائق، صدر بنسخة جديدة في 2003م عن دار عالم الكتب للطباعة والنشر بعدد صفحات 526صفحة تحقيق سعيد محمد اللحام.
 تعلم محمد بن أحمد الأبشيهي العلم في مصر من قرى الفيوم أقام في المحلة ، ورحل الى القاهرة غير مرة وأستمع الى دروس جلال الدين البلقيني وقد درس الفقه والنحو وولي خطابة بلدته بعد أبية توفي سنة ٨٥٢ هجري وقيل سنة ٨٥٠ هجري ، وهو أديب مصري معروف وله مؤلفات عديدة غير المستطرف في كل فن مستظرف منها ( تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين ) وكذلك ( أطواق الأزهار على صدور الأنهار ) _ أما نحن في صدد الحديث عن المستطرف من كل فن مستظرف يحتوي الكتاب على أربعة وثمانون بابا لكل باب عنوان مفصل سنذكر بعضها " في مباني الإسلام ،في العقل والذكاء والحمق والذم ، في القرآن العظيم وفضله وحرمته،في العلم والأدب ، في الآداب والحكم ،في الأمثال السائرة ،في البيان والبلاغة والفصاحة ،في الاجوبة المسكتة والمستحسنة ورشاقة اللسان ".

في كل باب من هذه الأبواب نقل كل ما قيل في هذا المعنى من أيات وأحاديث نبوية وشعر وحكايات وقصص أدبية وهو كتاب مستوعب حضارة العرب والاسلام في كل فنون المعرفة التي توصلوا إليها وفيها النوادر والغريب وظريف الشعر والأخبار وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية والتركية وطبع في جميع المطابع العربية . وفي الختام عندما يخطر على بالك الحنين لمخزوننا الأدبي و حس الدعابة المصاحب للذكاء وهو كان أمر محمودا عند العرب فهو من الكتب التي تثري المكتبات الأدبية العربية فمعظم عشاق الأدب يعاودون مطالعته في حالات الإشتياق ...
قدم الكتاب لا يمنع من الإستمتاع به بل قد يكون سببا للاستزادة في معرفة رافد من روافدنا الأدبية ففيه تنوع معرفي كبير لإن ثقافة و معارف الناس في تلك الحقبة الزمنية كانت متشربة بالتعددية ففيها كان من المستحب التوغل في الأدب و الفلك والفلسفة والكيمياء و غيرها من المعارف إجمالا فبالنسبة لمن عاصروا ذلك الزمان هي روافد لنهر واحد وهو العلم ...