يتميزالنسيج العراقي بتنوع مكوناتة التي
أنشأت حضارة اصيلة اتسمت بتمازج هذه المكوناتة
ليجعل من التاخي والترابط معادلة يصعب على من يريد ان يفرق بينها في عموم
تعاملاتها وافكارها.
ونتج عن هذا الترابط بساطا ملون
جميلاً خاليا من اي اختلاف..سواء في وجهات النظر العقائدية او المذهبية . والتي
ظهرت على سطح المجتمع مؤخراَ وما رافقها من نفاق ديني هجين يجعل من الديانة غطاءاَ
لتمرير افعاله وافكاره الطائفية الخبيثة التي كانت بعيدة كل البعد عن الاصالة والنسيج الملون المتماسك الذي تميز به البلد عن
البلدان الاخرى ..حيث كانت هذة المكونات مٌتجسدة في كل مناطق بغداد والمحافظات
العراقية بما تشمله من طوائف وأقليات .. سنة وشيعة ,صائبة وكورد ,مسيحيون ويزيديون
.
الا ان
هذة المكونات بدات تتائر بالكثير من الاقاويل والافكار المشوهة اذ كان الغرض منها
تفتيت لٌحمة هذا النسيج وتفرقة الوانه وأشاعة البغض والكراهية فيما بينهم
...وبالتالي تأثرهم بما يقال ويشاع وأتخاذ مواقف جعلتهم يبتعدون تدريجياَ عن
الشعور بالانتماء والاخاء فيما بينهم لتسيطر عليهم الانتماءات الطائفية والاقلية والمذهبية
التي كانت ذات النفوذ الاكبر.. لتجرد الكثيريين منهم من شعور المواطنة الحقيقي
وتضعه في بوتقة الطائفة او الاقلية او المذهب .. ويكون ولائه لها لا للوطن الذي
ترعرع على ضفتيه وعاش من خيراته, سعياً وراء النفوذ والسطلة وملذات الحياة
متناسياَ واجبه أتجاه وطنه وأبنائه...( اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان
عاقبة الذين من قبلهم وكانوا اشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات
ولا في الارض انه كان عليما قديرا) سورة فاطر(432)...لكن رغم ذلك ندعوا الباري
عزوجل ان يحمي بلدنا العزيز وان يحفظ اهله ويجمع شملهم ويجعلهم يدا بيد متماسكين فيما
بينهم في الدفاع عنه وحمايته ليعود كما كان بساطاَ ذو ألوان جميلة متناسقة.
ورود محمد فرحان