زينب
عليوي
كثيرة هي الهموم ولكن اصعبها اذ يعجز
اللسان في التعبير عنها وتجف الأقلام وتتساقط الكلمات حين تصفها ويعجز العقل بالتفكير فيها ولم يستطيع الدهر مداواتها الا وهو"اليتيم" حالة
انسانية يفرضها القدر على الاطفال وهم في سن مبكر او منتصف الطريق يقطع الامل في
رؤية احبائهم مرة اخرى لأنهم ذهبوا الى مكانا اخر اكثر راحة من هذه الدنيا الصماء
التي لأتعرف سوء القطيعة من اقرب الناس وانقطاع سبيل المعروف حالات كثيرة تواجهنا
يوميا وقصصا ليس لها نهاية ،ومع استمرار شبح الانتهاء يقف الدهر مرة واحدة وتنزل
الستارة على جانب واحد وهو العزلة لهذا اليتيم الذي يحتاج الى مساعدة من كل يدا
وعين وقلبا نابض بالحنان كقلب رسولنا العظيم(صلى الله عليه واله وصحبه اجمعين)،ولد
رسولنا الكريم (ص) يتيما بهذه الدنيا حيث مات والده وهو في بطن امه وقد فقد والدته
وهو في سن السادسة, السن الذي يحتاج كل صغيرا فيه الى والديه وهو اكبر مثال لنا
حبيبنا الغالي رسول الله الاعظم(ص)عندما اشار بأصبعيه السبابة والوسطى ليبين منزلة
كافل اليتيم عند الله بأنه معه في الجنة.
لذلك مهمة كل الشرفاء الالتزام بحديث
الرسول(ص)والبدء بمرحلة جديدة تعيد الامل الى كل يتيم قد جار عليه الزمن نتيجة
الحروب التي مرت بهآ بلدنا العزيزة حيث اصبح غالبية الاطفال يتامى, لنمد يد العون
ونمسح دمعة من عيونهم الجميلة ولنعطي الامل لهم مرة اخرى وندخل المسرة على قلوبهم
الصغيرة لتحيى من جديد قلوبا طالها الحرمان و اليأس سنوات عجاف.