آخر الأخبار

2017/02/22

الاندية العراقية لكرة القدم ونظام التراخيص الاسيوية بين التطبيق والعجز

لا يزال الاتحاد الاسيوي لكرة القدم يمارس الضغوط وتشديد تعليماته المتعلقة بنظام تطبيق لائحة تراخيص الاندية التي اقرها الاتحاد الدولي خلال السنوات الماضية وبعد ان كان العمل بها اختياريا فأنه اصبح اليوم اجباريا" بدءا من عام 2020
شرعت الاتحادات الوطنية للدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الاسيوي بالعمل في تطبيق المعايير الاحترافية لتراخيص الاندية منذ عام 2011 , الا ان الاندية الوطنية العراقية التي تفتقد للمنشأت الرياضية وتعاني من الاهمال والتلكوء بالعمل امام خطر وعجز كبير في تطبيق لائحة التراخيص الاسيوية
فهل ستتمكن انديتنا من مواجهة هذه التحديات والنهوض بواقعها ام انها سترفع الراية البيضاء وتستسلم لهاوية  ( دوري الهواة ) .
الاتحاد العراقي لكرة القدم منظمه محدودة الميزانية
برغم ان التراخيص الاسيوية  نظام يعمل على التطوير والارتقاء بواقع كرة القدم غير ان الاندية العراقية لم تعمل بشكل جدي لتطبيقها منذ 2006 ولغاية الان حتى وجدت نفسها عاجزة امام هذا الخطر الكبير الذي قد يودي بها الى  ( دوري هواة ) ولو انها شرعت بتطبيق اللوائح وبشكل تدريجي لتمكنت اليوم من الوصول الى المستوى المطلوب هذا ما اوضحه السيد كامل زغير سلطان امين سر الاتحاد العراقي لكرة القدم ، الى جانب ما ذكره عن كون الاتحاد منظمه مجتمع مدني مستقلة ذات ميزانية محدودة لا تمكنه من تقديم الدعم للاندية وخاصة الاهلية منها للنهوض بواقعها  الا عن طريق التعاون مع وزارة الشباب والرياضة كونها المؤسسة الحكومية  .والاتحاد يناشد الحكومه العراقية عن طريق وسائل الاعلام والمؤتمرات التي يعقدها  لغرض الوصول الى الحلول ودعم الرياضة والخروج من هذا المأزق .
المؤسسات الرياضية في حالة فوضى
 الصحفي محمد حسين مخيلف يؤكد ان العمل وفق قانون منظم ومعد مسبقا يؤدي الى النجاح في مجالات الحياة كافة  والرياضة هي  من ابرز المفاصل التي تحتاج الى تنظيم وترتيب وتنسيق .حيث تعيش المؤسسات الرياضية حالة من الفوضى في العمل لذا شكل قرار الاتحاد الاسيوي بوضع التراخيص الخاصة بعمل الاندية صدمة غير متوقعة عند المتصدين للقرار وامر طبيعي لمن يتابع التطور الحاصل بالرياضة في ارجاء المعمورة ان التراخيص التي ارسلها الاتحاد الاسيوي كفيلة بالارتقاء بواقع الكرة الاسيوية برمتها وليس في العراق فقط حيث يبحث السادة في اتحاد القارة الصفراء عن السبل التي توصل كرة القارة الى بر الامان .
ويعتقد مخيلف ان واقع الاندية في العراق لا يلبي الطموح بل ان عدد كبير من انديتنا لاتستطيع تطبيق تلك التراخيص كما رسم لها والسبب يكمن في الضعف الاداري الذي تشهده اغلب ادارات الاندية الا القليل منها  .ويرى ان  دور الاتحاد هو الاخريشهد حالة من التخبط في عمله انه لا يستطيع ان يقدم ما يمكن ان تستفيد منه الاندية التي هي الاخرى تنقسم على نفسها بين مؤيد لوزارة الشباب والرياضة ومعارض لاجراءات انتخاب هيئاتها الادارية فكيف سيمكنها من العمل وفق قانون دولي محكم ورصين  ؟
وزارة الشباب هي الاخرى فشلت في ملفات عدة تقف عاجزة عن تقديم العون للاندية التي تمر بازمة مالية خانقة وقد يختصر عطائها لادارات الاندية عن طريق تقديم النصيحة فقط .
نعم نمر بمرحلة خطيرة جدا" وعلى اهل الشأن تدارك الموقف ووضع اليات حقيقية تهدف للعمل على تطبيق القرار الاسيوي والا فأن الكرة العراقية ستتعرض ل الى مشاكل وخيمة  .
ايقاف الدوري والتوجه لبناء المنشآت والملاعب بدعم حكومي
وبين لاعب المنتخب العراقي السابق حسن كامل ،ان قرار الاتحاد الاسيوي هو قرار ساري لجميع الدول ومعمول به من ناحية البنى التحتية والفنية اذ يجب على كل الاندية ان تتوفر لديها الشروط التي  تستطيع من خلالها الاستمرار وهي كثيرة منها سعة الملعب ونوعية الارضية والهيكلية وان تتوفر اكاديمية للفئات العمرية واماكن مخصصة للعلاج وغرف التبديل وهذا جزء من تلك الشروط ومع الاسف ادارات الاندية تناست او اهملت هذا الجزء المهم من منشاتها وفضلت مسابقة الدوري وبذخ الاموال للمحترفين والمعسكرات على حساب المنشأت والملاعب والان اصبحوا في موقف محرج وصعب .
ويعتقد  ان الاندية التي تستطيع ان تتوفر لديها هذه الشروط  هي لا تتعدى اصابع اليد الواحدة اما العدد الاكبر من الاندية فلا تنطبق  عليها هذه الشروط . سبق وان صرح حسن كامل  ان بناء المنشآت الرياضية عامة وكرة القدم خاصة يجب ان يكون بدعم حكومي لان هكذا مشروع يسعى لنهضة الرياضة وتطورها  يحتاج الى مساندة الدولة لان وزارة الشباب او الاتحاد مكبلين من الناحية المادية والادارية وهذا مشروع كبير وضخم عليه اطلاق المخصصات المالية للاندية او الوزارات التي تنطوي تحت لوائها الاندية وايضا تسهيل الاجراءات والروتين من الناحية الادارية والاستثمار .
ويتمنى كامل  ايقاف الدوري او كل المسابقات لموسم واحد فقط والتوجه لبناء منشأتنا وملاعبنا واخبار العالم جميعا و الاتحاد الدولي (الفيفا ) ان ملاعبنا جاهزة .
تطبيق لوائح التراخيص سيدخل الكرة العراقية عالم الكرة الحقيقي
ويعتقد السيد حسن هادي زاير مقدم البرامج ،ان قرار الاتحاد الاسيوي سيسهم بما لا يقبل الشك في تطوير الكرة العراقية من خلال خلق بنية تحتية جيدة تضاهي ما موجود بالعالم وايجاد اسس علمية متطورة في اختيار الكوادر الفنية والطبية والادارية واللوجستية  ,وستجعل الاندية العراقية تعمل بأحترافية كبيرة وتدخل عالم الكرة الحقيقي الذي كنا بعيدين عنه منذ زمن بينما دول الخليج والمنطقة قد دخلت هذا العالم واستطاعت ان ترتقي بفرقها الى درجة كبيرة جعلت منها فرقا تستطيع مقارعة الفرق الكبيرة في شرق اسيا والاندية الايرانية القوية جدا في دوري ابطال اسيا وحتى بطولة اندية العالم .كما ان على  الاتحاد العراقي لكرة القدم التعاون مع وزارة الشباب والرياضة والاندية التي لديها رصيد جماهيري ورصيد مالي كبير في المصارف وتستطيع تاجير ملاعب الوزارات التي تتمتع بالمواصفات المطلوبة او تلك التي فيها بعض ما مطلوب وفق التراخيص المقدمه وانه  في هذه الحالة نستطيع ان نخرج بعشرة اندية تلعب في دوري محترف اول .
كما واسلف انه باستطاعه الوزارة ان تقدم ما يمكن للفرق العراقية كي تدخل دوري المحترفين لكن البداية يجب ان تكون للاندية نفسها بمساعدة نفسها من خلال الاهتمام اولا بالبنية التحتية وخاصة ارضيات الملاعب والاتفاق مع شركات رصينة لها باع طويل في هذا الجانب مع توفير قدر كبير من الحماية والسلامة للاعبين والحكام والجمهور .
اجرت الحوار :
دنيا العبيدي











ومن الحب ما بنى وعمل...

بقلم :سندس احمد محمد

قيل في الحب والهوى الكثير من الكلمات وقصائد الشعر والأمثلة في وصف ما يعانيه المحب من ألم ولوعة وحسرات من هجر المحبوب.وقد ملئت رحاب الأرض بالكثير من القصص والأساطير التي قد يظن البعض انها بعيدة عن الواقع بعد مرور اجيال بعد اجيال عليها وبعد غياب الشهود لوقائع حدثت عن محبين فرق الزمان بينهم .
ويقال (من الحب ما قتل)
ومن بيروت في مكان يسمى بيت الدين في شويفات تبدأ احداث قصتنا حيث الجمال والشجر بين الوديان والبحر قصة عاشق فنى عمره في حب فتاة لم يستطع حبهما ان يتوج بالزواج .
)قصر موسى)
مكان على سطح جبل في بيروت منحوت من الصخر بجمال تشخص له الأبصار بين زوايا القصر وممراته والغرف وابوابها المنحوتة بنقوش جميلة تعود بنا الى قصور الملوك لما فيها من الفن المعماري والتشكيلي ولا يصدق الرائي انها من صنع فردي .
       وقصر موسى لصاحبه موسى هو اسم لشخص كان يصفه احد معلميه بالفشل حين يراه يرسم على الورق وهذا الشاب احب فتاة وهو لا يملك شئ سوى قلبه ليقدمه لها حيث كان فقيرا ويسكن في بيت من الطين وهي تفوقه مالأ ونسبا ولكنها لم تستطع الوقوف امام جبروت ابيها الذي رفض طلبه في الزواج منها . ومر الزمان وقلبه المنهك المتعب لم يذق طعم النوم ولا الطعام فقد اراد اباها قصرا وهو لا يملكه فقرر في يوم ان يكون له الأمل في بناء قصرا لحبيبته واقسم بتحدي وأصرار ان يجعل اباها يركع عند دخوله القصر .  وأختار مكان على سفح جبل وبدا بنحت الصخر وجمعها  واستمر ايام واسابيع وشهور حتى صارت سنين ويؤمل النفس سيكتمل قصري وسيكون شاهدا على قلبي الذي احبها بصدق وأخلاص .
 
        وسمع خبر زواج حبيبته ولم يزده ولم يزده الا عزيمة للوصول الى مبتغاه في النحت وأنجاز ما بدأ به وكان هذا الفن من أجمل وأغلى ما يمتلكه هذا الشاب وكان يستخدم الأدوات البسيطة من المعول والمطرقة وبجهد شاق ومضني . ومرت اعوام عديدة قال البعض عشرا وقال اخرون استمرانجازه ليصبح جاهزا للزوار قرابة اربعين عام وقد جذب الكثير من الزوار من الملوك والروؤساء الذين قدموا الهدايا لكون متحفا للحياة في القرن التاسع عشر يضم تماثيل لأناس وطريقة عيشهم والمهن التي كانو يمتهنوها وعازف للناي وبصوت جبلي جميل اغان عل صوت الطرق القديمة في طحن القهوة . 

ولا يسعني سوى ان التمس جمال المعاناة في الأبداع من خلال انجاز مثل هذا العمل فالحب والفراق عطره في ارجاء المكان فيتحول الى بناء راقي من لوعة التحدي .فالأنسان بأستطاعته ان يبدع من قلب المعاناة ومازال هذا المسن المعماري موسى يجلس امام القصر وهو يحدث الزوار ويجيب عن اسألتهم ليكون المثل (ومن الحب ما بنى وعمل)