عندما
يستطلع كل أنسان منا مواقف الحياة يجد فيها نوعا من الصعوبة والتعقيد وربما الخيال بمعنى أخر عدم الأيمان بوجود تلك المواقف في هذا الزمن
،وأبدأ كلامي عند مشاهدة أي شخص منا لمسلسل عابر او فلم على شاشات التلفاز يكون
التفاعل معه بين الأثارة والتشويق والسعادة والحزن والتصديق به كأنه مجرد مسلسل أو
فلم وأنتهى دون التفكير بأن ما نشاهده من مواقف وأحداث هي من واقعنا ومن قلب
ومعاناة حياتنا اليومية .
وبالرغم من أن أغلب المسلسلات
والأفلام فيها نوع من الخيال ولكن مشاكل وتجاذبات الحياة المختلفة دفعتنا لتصديق أغلب هذه المشاهد والأفلام.. وعلى سبيل
المثال الأفلام الهندية توجد لدينا عبارة عراقية تقول (فلم هندي) والمقصود بها عدم
الأيمان بالكلام الملقى على الشخص المستمع ولكن المواقف والأحداث التي مرت سابقاً
والتي تمر بنا اليوم ... جعلتنا نحترم الخيال الموجود في الأفلام الهندية وغيرها
لأن هذه المواقف التي شاهدناها تقف أمامها الأفلام الهندية والأمريكية والأوربية
وحتى العربية تحية أجلال واحترام ... ومن هذه المواقف فلم الحرب الدائرة حاليا في
بلدنا وما نتج عنها من معاناة للناس وضحايا بين قتيل وجريح ومفقود وتارك لوطنه
وأرضه وداره ومهجر في ديار الغربة ولكل أنسان مهجر معاناة وهموم تصلح لأن يكون
منها فلم أو مسلسل فلا يحتاج المخرجون السينمائيين والمؤلفون أن يجعلوا من
المسلسلات أجزاء مطولة لكي يملؤوا الفراغ لأعمالهم ويكسبوا الأرباح المادية.
ولكي يستمتع المشاهد بها فقد
أصبح لديهم أرشيف مطول من المشاهد والمواقف تصلح لعشرات السنيين ،ولكل أنسان حياته
الخاصة التي كانت مرتبة ترتيبا نوعيا حسب رغبته عندما كان مطمئنا في أرضه وداره
والتي أصبحت بعد التهجير لا يعرف أولها من أخرها في هذه الأيام.
فللمهجرين والنازحين عالم
يختلف عن عالم باقي البشر وأن كانوا يعيشون في نفس المنطقة وهذا العالم لا يشعر به
الا من أطلق عليه أسم "مهجر" ،ولازال المهجرين ينتظرون مُخرجاً ومؤلفاً
لهذه الحرب يلملم أوراقه وينهي هذه المشاهد المؤلمة التي ذهب ضحيتها الشعب...
هذه الكلمات نقطة في بحر من المواقف اليومية الصعبة التي نعيشها
والدليل لو أن كل شخص منا أستطلع هموم صاحبه لوجد منها ما يستحق أن ينشر او يذاع وبمشاهد وحلقات متعددة...
هيثم حسين