توقع خبراء لغة غربيون –وفاة - اللغة العربية‘ بسبب
ضعف الأقبال عليها من مستخدميها من جهة وضعف الاستثمارات العربية في قطاع التعليم من
جهة أخرى ‘فضلا عن مواكبة القائمين عليها للتقدم التكنلوجي والعلمي وتوافر المصطلحات
اليومية المستخدمة –حسب ما يزعمون –مع العلم بأن اللغة العربية المحكية هي خامس لغة
من حيث الناطقين بها عالميا ‘لكن السؤال الذي يطرح نفسه ‘ أين اللغة العربية الفصحى
اليوم من ثقافة الناس ومحادثاتهم ودراساتهم ‘ خصوصا مع توجه أغلب أبناء الجيل الجديد
بدافع من أولياء أمورهم ‘لدراسة اللغات الاجنبية ‘من أجل زيادة حظوظ أبنائهم في فرص
العمل مستقبلا بالأضافة إلى كونها – من وجهة نظرهم –دليلا على مستوى تعليم جيد وفكر
منفتح – ولأن واقع اللغة العربية اليوم يحتاج إلى مناقشة واسعة نضظرا لأهميتها القصوى
من ناحية ولارتباطه بهويتنا الدينية والتأريخية من ناحية ثانية .
وقد أقرت مؤسسة الفكر العربي برنامجا ومشروعا للغة
العربية وذلك للأسهام في تطوير تعلم اللغة العربية وتضمن الخبراء التربويين مجموعة
من القرارات وهي كالاتي:
- تشجيع القراءة باللغة العربية
-تغيير طرائق تعليم اللغة العربية في العالم
العربي.
-نشر المعرفة العلمية والممارسات الفضلى
في تعلم اللغة العربية وتعليمها.
-تحويل الاتجاهات عند الاطفال والناشئة
نحو اللغة العربية.
وقد أضاف علماء اللغة في مجال النحو والادب , بأن
الكلام عن وفاة اللغة العربية ليس أمرا جديدا ....ففي تاريخ العرب والمسلمين , فمنذ
أن ظهر الاسلام الذي وحد لغة العرب في لغة قريش ‘بدأ الكيد والحقد والكراهية والتقية
والخبث والدسائس على العرب والمسلمين كافة ...وعلى تدميرالاسلام وشريعته, بما جاء به
من قوانين تنظم حياة البشرية كلها وليس حياة العرب فقط , وهو هدف ساطع سطوع الشمس
‘لا ينفك الغربيون من سياسيين وعلماء وأدباء يصرحون بذلك .
وما يمكن قوله في هذا المجال يمكن تحديده في نقاط
عديدة :
-التوقع هو التخيل في عالم الاحلام وهو
يقال لكل أمر آت .ومن المعيب على الخبراء انتهاج هذا التفكير لأنه يبعدهم عن صفتهم
العلمية
-على الخبراء الغربيين واجب الإنابة عن{توقع
وفاة اللغة العربية}بذكر الاسباب الموضوعية وليس أعتمادا على التوقع الخيالي.
-أن الخبراء الغربيين مطالبون بذكرمزايا
لغاتهم لتي تتفوق بها –بزعمهم – على اللغة العربية.
-أن أعلان أو توقع وفاة اللغة العربية يعبر عن مشاعر
الحقد الدفينة ضد العرب والمسلمين.
-أن الحملات الغربية المستمرة على اللغة
العربية .يؤكد خطورة ما يعد للعرب والمسلمين من مشاريع ألغاء الشخصية الذاتية المميزة،لتحقيق
الالحاق والتبعية للغرب،والتجرد من كل القيم الاجتماعية والدينية ،لتكون ثرواتهم ومواقع
بلادهم الاسترتيجية هي الهدف الحقيقي لهذه الحملات.
-أن اللغة العربية بما تمتلكه من قدرات
تعتبر فريدة بين قدرات لغات العالم ،في ألفاظها ومعانيها وصيغها وتراكيبها.تثبت أنها
لغة حية قادرة على التطور والثبات والبقاء ،وهذا الامر هو سبب التهجم عليها في عصر
النهضة والعصر الحديث.
-أن اللغة العربية ،وهي لغة القرأن الكريم
التي أكد الله تعالى حمايتها وبقائها الى يوم القيامة
وأستمراراستخدام أهل الجنة لها ، لقوله
تعالى{ إنا نحن نزلنا الذكروإنا له لحافظون}. ومن الاسباب المؤدية الى موت اللغة العربية
:
-أنعزالها عن لغات العالم.
- عجزها عن ملاحقة التطور العلمي ومسمياته.
-عجزها عن حمل الفكر الحضاري لأي أمة من الأمم.
-صعوبة استخدامها في الكتابة .
-صعوبة ألفاظها وتركيبها في التعبير عن الافكار.
-أنها لغة تنطق ولا تكتب.
- لا مقاييس لها أو ضوابط تركيبية أو أوزان
قياسية.
- أنها ليست لغة دين من الأديان. وأقترح
علماء اللغة عددا من الخطوات العلمية {والعملية} لأعادة النهوض باللغة العربية ومنها
:
1-اتخاذ الدولة قرارا بحماية اللغة العربية
من كل خطر يتهددها بأعتبارها اللغة الوطنية الرسمية لها،وذلك عبر:
أ-موجهة الدعوة إلى العامية في الكتب والمنشورات
والمقابلات.
ب-محاسبة رجال الدعوة إلى العامية ومعاقبتهم.
ج-أتخاذ الأجراءات القانونية ضد خطر الأعلان
بالعامية.
د-تأكيد خلو كتب اللغة العربية من الألفاظ العامية
والأخطاء الشائعة والكلمات الدخيلة.
ه-تنبيه الوزارات المختلفة {التربية- الثقافة – الداخلية-
الاعلام} وكل الوزارات الأخرى ،إلى الامتناع عن استخدام العامية أو الالفاظ والتعابير
الاجنبية في داخل أداراتها أو في إعلاناتها الخارجية.
و- تنبيه المؤسسات الحكومية والخاصة الى الامتناع
عن استخدام الالفاظ العامية والاجنبية في المعاملات الادارية .
ز-تنبيه دور النشر إلى الغاء كل أثر للألفاظ العامية
من نصوص الكتب المقررة في التعليم .
ح- أعادة الاهتمام بمناهج اللغة العربية ,لتطويرها
وجودة استثمار مضامينها مع التاكيد على الاهتمام بالنحو العربي بصورة خاصة.
ط-اعتبار النجاح في اللغة العربية في المؤسسات
التعليمية شرطا اساسيا للانتقال الى السنة الدراسية التالية.
-وجود اختيارمعلمي اللغة العربية ومعلماتها
من:
أ-ذوي الاختصاص والخبرة والكفاءة .
ب-ذوي التميز الدراسي.
ج- ذوي الطموح المعرفي
2-اقامة يوم وطني للغة العربية بإقامة أنشطة
خاصة به.
3-دعوة معلمي المواد الاجتماعية ومعلماتها إلى اتخاذ
اللغة الفصحى في تعليم بدعوى التسهيل والافهام .
4- فرض الاعلان باللغة الفصحى على اصحاب البضائع المعلن
عليها.
وكذلك لا ننسى الأهل التي تقع عليهم المسؤولية
الاكبر... ولأن توقعات الخبراء حول وفاة اللغة العربية طالت أولياء أمور الطلبة ،فقد
سألنا عددا من أولياء أمور الطلبة الذين يرون أن السبب الرئيسي في عدم أتقان أولادهم
اللغة العربية الفصحى هي عدم أهتمام المؤسسات التعليمية بتطوير اللغة العربية وكذلك
الاحتلالات التي مرت على بلدنا وتراجع التعليم والثقافة لدى أغلب شرائح المجتمع العراقي
وتركيز الاهل على تعليم أولادهم اللغات الاجنبية لمواكبة التطور العلمي والعولمة ،
ومن الاسباب المهمة التي دفعت إلى ضعف أتقان اللغة الفصحى هي الحالة المادية والمستوى
المعاشي الضعيف لأغلب شرائح المجتمع العراقي ،وكذلك وجود شروط مسبقة توضع للألتحاق
بالجامعات والدراسات العليا ،وكذلك التعيينات الاخرى وهي أتقان اللغات الاجنبية ، في
وقت تهمش فيه اللغة العربية.
وفي ختام تحقيقنا أننا نعيش زمنا عجيبا
: فمن عجائب هذا الزمان أن تمنع جامعات طلابها من التحدث بلغتهم الأم،وهي اللغة الرسمية
للبلاد؟ ومن العجائب أيضا أن تصبح اللغات الاجنبية رمز التحضر :فيما كانت منابع العلوم
من العرب وبلغتهم ؟ وهنا نسأل :أليس التحضر هو التمسك بالدين وما ينتج عنه من فكر وثقافة
؟فأي تحضر في من هجر تاريخه وشوه حاضره؟... وبعد ذلك نسأل :إلى متى الصمت تجاه مايحاك
للغة العربية في مناهج الدراسة ووسائل الاعلام وأزقة المدارس والجامعات... ونسأل شبابنا
العازف عن لغته بحجة الاقبال على العلوم العصرية :أين أنتم من كتاب ربكم،وحديث نبيكم...؟
شبابنا الاعزاء أنتم ثمرة ودرة البلد وصانعي أمجاده .....التوازن هو عين الصواب وانتم
مسؤولون ،ومطالبون أن تطبقوا الحديث {الحكمة ضالة المؤمن ،فأنى وجدها فهو أحق الناس
بها} ....فتبصروا بواقع الامور، وعودوا لكي تسودوا...
علي نجم عبدالله العزاوي