آخر الأخبار

2022/11/28

الجريمة الالكترونية

 اعداد: طالبة الماستر فاطمة جعفر / كلية الاعلام الجامعة العراقية

 اولاً-الجريمة التقليدية  :

"الجريمة حدث غير مألوف ولا يتفق مع الناموس الطبيعي للحياة, ويدخل مفهوم الجريمة كل خرق للقوانين, كالقتل والخطف والاغتصاب وجرائم العرض والشرف والسرقة والاختلاس والتبديد والسب والقذف والانحراف بالسلطة واستغلال النفوذ والنصب والتحايل على القوانين"([1]).

ثانياً-الجريمة الالكترونية :

 "تشمل استخدام الحاسب كأداة لارتكاب الجريمة هذا بالاضافة الى الحالات المتعلقة بالولوج غير المصرح به لحاسب المجني عليه او بياناته وكما تمتد جريمة الحاسب لتشمل الاعتداءات المادية سواء على بطاقة الائتمان، وانتهاك ماكينات الحاسب الالي بما تتضمنه من شيكات وتحويل الحسابات المالية بطرق الكترونية وتزييف المكونات المادية والمعنوية للحاسب, بل وسرقة الحاسب في حد ذاته وأي من مكوناته"([2]).

ثالثاً- أنواع الجريمة الالكترونية كالاتي ([3]):

1- سرقات بيانات بطاقات الانتمان : من الجرائم ذات التأثيرات المختلفة سرقة بطاقات الائتمان الشخصية, والدخول على الحسابات البنكية وتعديلها وسرقة الاسرار الشخصية والعملية الموجودة بصورة الكترونية, وايضا الدخول على المواقع وقواعد البيانات وتغيير او سرقة محتوياتها. الا 2-جرائم الاضرار بالبيانات : يعتبر هذا الفرع من الجرائم الالكترونية ومن أشدها خطورة وتأثير واكثرها حدوثا وتحقيقا للخسائر للإفراد والمؤسسات, ويشمل هذا الفرع كل انشطة تعديل او محو او سرقة ، او اتلاف ، او تعطيل العمل للمعلومات وقواعد البيانات الموجودة بصورة الكترونية على الحواسيب الآلية المتصلة ، أو غير المتصلة بشبكات المعلومات او مجرد محاولة الدخول بطريقة غير مشروعة عليها.

 رابعاً- أسباب الجريمة الالكترونية:

لا شك أن مرتكبي الجريمة الإلكترونية يختلفون عن مرتكبي الجريمة التقليدية ويرجع ذلك، لاختلاف الاشخاص من حيث السن والجنس والمستوى التعليمي وغير ذلك من المؤثرات الخارجية، كما أن الأسباب أو الدوافع التي تدفعهم لارتكاب الجريمة هي أيضاً تختلف، حيث أنها العوامل المحركة للإرادة التي توجه السلوك الإجرامي كالمحبة والشفقة والبغضاء والانتقام وكسب المال، فهي القوة النفسية التي تدفع الإرادة لارتكاب الجريمة ابتغاء تحقيق غاية معينة ، ولذلك فإن الجريمة الالكترونية تختلف عن الجريمة التقليدية ، وتبعاً لذلك فأن الأسباب والدوافع التي تدفع الجناة لارتكاب الفعل غير المشروع لها تختلف عن الاسباب والعوامل التي تدفع الجناة لارتكاب الفعل غير المشروع ونذكر بعضاً من تلك الاسباب والدوافع فيما يلي ([4]):

1- الرغبة في جمع المعلومات وتعلمها. وأولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم يقدمون عليها بغية الحصول على الجديد من المعلومات وقد أشار الأستاذ ليفي في أحد مؤلفاته الخاصة بقرصنة الأنظمة (HACKERS) إلى (أن أخلاقيات هؤلاء القراصنة ترتكز على مبدأين أساسين هما الأول: أن الدخول إلى أنظمة الحاسب الآلي يمكن أن يعلمك كيف يسير العالم ، والثاني أن جمع المعلومات يجب أن يكون غير خاضع للقيود

۲- الاستيلاء على المعلومات. الاقدام على ارتكاب هذا الجرم بواسطة تقنية المعلومات بهدف الحصول على المعلومة ذاتها والاستيلاء عليها والتصرف فيها يتمثل ذلك في الحصول على المعلومة المحفوظة في الحاسب الآلي أو المنقولة أو تغييرها أو حذفها أو إلغائها نهائياً من النظام

3- قهر النظام وإثبات التفوق على تطور وسائل التقنية. في بعض الأحيان يكون الدافع وراء ارتكاب هذه الجرائم هو قهر النظام وإثبات قدرة الجاني وتفوقه على تعقيدات وتطور وسائل التقنية الحديثة، حيث يمضي كل وقته أمام شاشات أجهزته لكسر الحواجز الامنية للأنظمة الإلكترونية واختراقها ليثبت براعته في القدرة على تحديأي تطور جديد في عالم التقنيةوالتكنولوجيا. ويرتفع مؤشر الزيادة لدى فئات صغار السن من مرتكبي هذه الجرائم

4- إلحاق الأذى بأشخاص أو جهات. كما بعض المجرمين الذين يقدمون على ارتكاب الجريمة عبر شبكة المعلومات العالمية وتقنية المعلومات بصورة عامة يتركز الدافع من ورائها على إلحاق الأذى بأشخاص محددين أو جهات معينة ، وغالبا ما تكون تلك الجرائم مباشرة تتمثل في صورة ابتزاز أو تحديد أو تشهير

٥-تحقيق أرباح ومكاسب مادية. هناك بعض الجرائم الإلكترونية التي ترتكب يكون الدافع منها تحقيق أرباح ومكاسب مادية كاستخدام شبكة الإنترنت للإعلان عن صفقات تجارية غير مشروعة كصفقات المخدرات والاتجار بالبشر

خامساً- أساليب الجريمة الاليكترونية ([5]):

1-   صناعة ونشر الفيروسات : إذ تعد هذه الجرائم الأكثر تأثيرا وانتشارا معتمدة في أكثر الأحيان على شبكة الانترنت التي أصبحت تدخل في إعمالنا وبيوتنا وحياتنا اليومية وتؤدي الى تحقيق بعض أهداف الجريمة الالكترونية كحذف المعلومات أو تعديلها أو نقلها إلى أجهزة أخرى وإحداث خسائر اقتصادية ومادية كبيرة وتعطيل الأجهزة وعمل المؤسسات بكافة أنواعها

2 - حصان طروادة : وهو البرنامج الذي يقوم على توفير مدخل للمخترقين إلى أجهزة تحتوي معلومات غير مصرح لهم بالدخول إليها ولا يتطلب استخدام هذا النوع من البرامج إلى خبرات تقنية لحقيق الهدف، ويكثر استخدام هذا الأسلوب على مواقع الانترنت بإذ يقوم المخترق بتعديل أو تغيير المعلومات الموجودة في الموقع بما يخدم هدفه.

 3- إيقاف عمل الخادمات (Serves) : من خلال إغراق أجهزة الخادمات في المؤسسات (لاسيما تلك المرتبطة في الانترنت) بعدد هائل من طلبات التشبيك مما يؤدي إلى إيقاف عملها وتحقق الخسائر التي يهدف إليها القائم بهذا العمل

4- انتحال الشخصية : وهي جريمة العصر والتي تقوم على مبدأ انتحال شخصية أخرى والقيام بممارسات وإعمال غير مشروعة او استخدام هوية الشخص الضحية لتحقيق استفادة مادية بطريقة تجعل من الصعب اكتشاف الفاعل الحقيقي

5- الابتزاز والتغرير: باستخدام أساليب عدة مما ذكر وعادة ما يكون الضحية من قليلي الخبرة او المعرفة الالكترونية أو کسب مادي او سياسي او اجتماعي معين من الأطفال او النساء وتستخدم أيضا لهذا الهدف مواقع المواعدة على الانترنت او البرامج الحوارية.

 6- تشويه السمعة : وذلك بنشر معلومات حصل عليها المجرم بطريقة غير مشروعة او معلومات مغلوطة وتهدف إلى كسب مادي او سياسي او اجتماعي معين.

7- النصب والاحتيال : كبيع السلع أو الخدمات الوهمية أو سرقة معلومات بطاقات الائتمان واستخدامها وتوفر الانترنت مجالا واسعا للقيام بهذه الإعمال إذ إن الإطار الوهمي الذي يمكن ان تغلف فيه الانترنت من يقوم بهذه العملية تسمح له بالاختفاء في إي وقت يشاء وبعد قيامه بالجريمة

سادساً -خصائص الجريمة الالكترونية ([6]): 

ا. سرعة التنفيذ: لا يتطلب تنفيذ الجريمة عبر الهاتف الوقـت الكـبـيـر، وبضغطة واحـدة على لوحة المفاتيح يمكن أن تنتقل ملايين الـدولارات مـن مـكـان إلـى آخـر. وهـذا لا يعنـي إنـهـا لا تتطلـب الإعـداد قبـل التنفيـذ أو استخدام معـدات وبرامج معينة.

2. التنفيذ عن بعد: لا تتطلب جرائم الكمبيوتر في أغلبها (إلا جرائم سرقة معدات الكمبيوتر ) وجود الفاعل في مكان الجريمة بل يمكن للفاعـل تنفيذ جريمته وهـو في دولـة بـعـيـدة كـل البـعـد عـن الفـاعـل سـواء كـان مـن خـلال الـدخول للشبكة المعنية أو اعترض عملية تحويل مالية أو سرقة معلومات هامة أو تخريب...الخ.

3. إخفاء الجريمـة: أن الـجـرائم التـي تقـع عـلـى الكمبيوتر أو بواسطته كـجـرائم (الإنترنت) جرائم مخفية، إلا انه يمكن أن تلاحظ آثارها، والتخمين بوقوعها.

٤-الجاذبية: نظرا لما يمثله سوق الكمبيوتر والإنترنت من ثروة كبيرة للمجرمين أو الأجرام المنظم، فقد غدت أكثر جذبا لاستثمار الأموال وغسلها وتوظيف الكثير منها في تطوير تقنيات وأساليب تمكن الدخول إلى الشبكات وسرقة المعلومات وبيعها أو سرقة البنوك أو اعتراض العمليات المالية وتحويل مسارها أو استخدام أرقام البطاقات...الخ.

٥-عابرة للـدول إن ربـط العـالم بـشـبـكـة مـن الاتـصـالات مـن خـلال الأقمار الصناعية والفضائيات والإنترنت جعل الانتشار الثقافي وعولمة الثقافة والجريمة أمرا ممكنا وشائعا، لا يعترف بالحـدود الإقليميـة للـدول، ولا بالمكـان، ولا بالزمـان، وأصبحت ساحتها العالم أجمع.

٦-جرائم ناعمة: تتطلب الجريمة التقليدية استخدام الأدوات والعنف أحيانا كما في جـرائم الإرهـاب والمخدرات، والسرقة والسطو المسلح إلا أن الجرائم المتصـلة بالكمبيوتر تمتاز بأنها جرائم ناعمة لا تتطلب عنفا،فنقل بيانات مـن كمبيوتر إلى أخر أو السطو الإلكتروني على أرصدة بنك ما لا يتطلب أي عنف أو تبادل إطلاق نـار مع رجال الأمن.

٧-صعوبة إثباتها تتميز جرائم الإنترنت عن الجرائم التقليدية بأنها صعبة الإثبات، وهـذا راجـع إلـى افتقـاد وجـود الآثـار التقليديـة للجريمـة، وغيـاب الـدليـل الفيزيقي(بصمات، تخریب، شواهد مادية) وسهولة محو الدليل أو تدميره فـي زمـن متناه القصر، يضاف إلى ذلك نقص خبـرة الشرطة والنظام العدلي، وعدم كفاية القوانين القائمة

سابعاً-أصناف مجرمي الإنترنت([7]):

أولا- طائفة القراصنة :

1-القراصنة الهواة Hackers: يقصد بهم الشباب المفتون بالمعلوماتية والباعث الأساسي لهذه الطائفة هو الاستمتاع باللعب والمزاح باستخدام هذه التقنية، لإثبات مهاراتهم، وقدراتهم باكتشاف، وإظهار مواطن الضعف في الأنظمة المعلوماتية، دون إلحاق أي ضرر بها، فهم لديهم الرغبة في المغامرة والتحدي والرغبة في الاكتشاف

2-القراصنة المحترفين Crackers: تعرف هذه الطائفة بالمجرمين البالغين، أو المخربين المهنيين، أو (crackers) وأعمارهم تتراوح بين 25-45 عاماً، ومن أبرز سمات وخصائص أفراد هذه الطائفة، بأنهم ذوي مكانة في المجتمع، وأنهم دائما ما يكونوا من المتخصصين في مجال التقنية الإلكترونية، أي أنهم يتمتعون بمهارات، ومعارف فنية في مجال الأنظمة الإلكترونية

ثانيا- طائفة الحاقدين :غالبا ما يطلق على هذه الطائفة المنتقمون، لأن صفة الانتقام والثأر هي ما تتميز به عن بقية الطوائف، وهي الباعث لتصرفاتهم، لأنها تنطلق ضد أصحاب العمل، والمنشآت التي كانوا يعملون بها، انتقاما من رب العمل على سوء تقديره لهم

ثالثا - طائفة المتطرفين: الفكريين ساهم الاختلاف الموجود بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب، أو بين الاشتراكيين والرأسماليين، أو حتى بين الأديان أو المذاهب المختلفة لذات الدين في إبراز هذه الطائفة، بمعنى أن تعمد كل طائفة إلى تأجج الأفكار

رابعا- طائفة المتجسيسين: لقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى طرق حديثة استخدمت فيها التقنية الحديثة خاصة مع وجود الإنترنت

خامسا- طائفة مخترقي الأنظمة: يتبادل أفراد هذه الطائفة المعلومات فيما بينهم، بغية اطلاع بعضهم على مواطن الضعف في الأنظمة المعلوماتية، وتجري عملية التبادل للمعلومات بينهم بوساطة النشرات الإعلامية الإلكترونية، مثل مجموعات الأخبار.

ثامناً-وسائل مكافحة الجريمة الإلكترونية([8]):

1- إصدار التشريعات المواكبة لتطورات الجريمة الإلكترونية وانسجام التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات والقواعد الدولية والقوانين المقارنة ذات الصلة لتمكين أجهزة العدالة أداء دورها على النطاق الوطني والإقليمي والدولي بالصورة التي تسهم بالمكافحة الفعالة للجريمة الإلكترونية.

۲- رفع كفاءة الأجهزة التقنية المختصة برصد التهديدات والمخاطر والتبليغ بالإنذار المبكر وتزويدها بأحدث المعدات .

۳- تدريب وتأهيل الفنيين والمهندسين العاملين في مجال الأدلة الرقمية وترشيد وتطوير أدائهم.

4- تدريب وتأهيل المختصين بأجهزة العدالة الجنائية على كيفية التعامل مع اإتباع كافة وسائل التوعية الأمنية للحد من مخاطر الجريمة الإلكترونية.

ويقصد بالدور الفني إتباع اساليب المكافحة الإلكترونية للجرائم من خلال الاستخدام الأمثل للوسائل التكنولوجية والإلكترونية المتمثلة في نظم الحاسبات الآلية والاتصالات الأدلة الرقمية.



(1) شكرية كوكز السراج، مدخل الى الصحافة المتخصصة ،ط٢،(بغداد : مكتبة على الشندي،٢٠١٧)،ص٩٥.

(2) مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ، الجريمة الالكترونية (القاهرة ،٢٠١٤)،ص٧.

(3) عبد الحليم موسى يعقوب ، الاعلام الجديد والجريمة الالكترونية ،(القاهرة : الدار العالية للنشر والتوزيع ،٢٠١٤) ص ٢١٨.

(4) مجمع البحوث والدراسات ، الجريمة الالكترونية في المجتمع الخليجي وكيفية مواجهتها ،(عمان ،٢٠١٦) ص ص ٢٧-٢٨.

(5) نادية صالح مهدي الوائلي ، الاثار الاقتصادية للجرائم الالكترونية ،( مجلة الادارة والاقتصاد ، المجلد الثالث ، العدد التاسع ) ص٢٥١.

(6) مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ، مرجع سابق ،١٦.

(7) صغير يوسف ، الجريمة المرتكبة عبر الانترنيت ،رسالة ماجستير غير منشورة ،(  كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة مولود معمري -تيزي وزو،٢٠١٣)ص ص ٢٦-٢٧.

(8) مجمع البحوث والدراسات ، مرجع سابق ،ص٤١.