آخر الأخبار

2017/11/17

الصحافة الاستقصائية هل تعمل كجزء من الأنظمة الأمنية الدولية؟

الصحافة الاستقصائية إحدى الفنون التحريرية الصحفية المستحدثة في تغطية التحقيقات ذات الخطورة, قد ظهرت مع بداية مفهوم الصحافة في المجتمعات الغربية ثم انتقلت إلى المجتمعات العربية بسبب زيادة الانتهاكات والفساد من اجل الحصول على السلطة والمال عرفت الصحافة الاستقصائية بتعريفات مختلفة لكن تحمل المضمون نفسه
حيث عرف رئيس المركز الدولي للصحفيين ديفيد نابلDavid Nobel  الصحافة الاستقصائية أنها مجرد سلوك منهجي، ومؤسساتي صرف، يعتمد على البحث، والتدقيق، والاستقصاء حرصًا على الموضوعيـة، والدقة، وللتأكد من صحة الخبر، وما قد يخفيه انطلاقًا من مبدأ الشفافية، ومحاربـة الفساد، والتزامًا بدور الصحافة ككلب حراسة على سلوك الحكومة، وكوسيلة لمساءلة المسئولين، ومحاسبتهم على أعمالهم خدمة للمصلحة العامة، ووفقًا لمبادئ قوانين حـق الإطلاع، وحرية المعلومات.
والصحافة الاستقصائية نوع من أنواع التحقيقات الصحفية التي يقصد بها التحقق، والاستقصاء، والتأكد من المعلومات التي يتم جمعها قبل نشرها، والتي تتناول قضية، أو قضايا لا يرغب الآخرون في الإطلاع عليها، أو إظهارها إلى الواجهة الإعلامية، أو المجتمعية، وتقول رنا صباغ : إن الصحافة الاستقصائية أفضل طريقة للوصول إلى قلب الحقيقة، والخروج من دائرة التأثير المبرمج الذي يتم ضمن حلقات صناعة الإعلام، وتمرير المعلومات، وأن الصحافة الاستقصائية تكشف التجاوزات، والممارسات الخاطئة، وتُفعِّل مبدأ المحاسبة والمساءلة بما يؤدي مبدئياً إلى تصويب الأوضاع.
ويرى فاضل البدرانى أن الصحافة الاستقصائية هي ذلك العمل المنهجي المنظم الذي تتوافر فيه ملايين المعلومات، والوثائق الرسمية، بجانب توفير الحريات اللازمة من قبل الجهات الرسمية، وإعدادها في تحقيقات محكمة قانوناً، لتجّنب الإشكالات، وأية تبعات تعرقل عمل، وجهود المؤسسة، والمحرر المكلف، ولكل منها مصادره، وكذلك نُقَّاده، يستهدف التحليل، والتعمق في حيثيات الظاهرة أياً كان نوعها؛ اقتصادياً أم اجتماعياً أم سياسياً، كما أنها إحدى الأجناس الصحفية الأكثر موضوعية، وتوازناً في تصوير الواقع، تقوم على أساس توثيق المعلومات، والحقائق بخطوات منهجية علمية بغية كشف المستور، وخدمة المنفعة العامة.

ويعرفها كامل القيم إنها نمط من العمل الإعلامي الذي يتميز بالبحث، والتنقيب عن مجريات تهم المجتمع، ومصلحته العليا، بغض النظر عن سياسة الممول، أو المؤسسة، أو أوجه التصادم مع متضرر جراء نشره، أو ترويجه بالشكل الذي يستند على وثائق، وأسانيد قابلة للنشر، والعرض، وأن حالة الكشف تؤدي إلى تصحيح مسار، أو سياسة فورية، أو إستراتيجية تعود بالنفع على المجتمع.
فالتحقيقات الاستقصائية هي أعلى مراتب المهنية الإعلامية، ولكن في نفس الوقت هي أصعبها، والصحافة أو الإعلام الاستقصائي هو الذي يحدد قوة، ومكانة الإعلام في أي مجتمع، ويجسد التحقيق الاستقصائي دور السلطة الرابعة لوسائل الإعلام في المجتمعات، أو ما يمكن تسميته بوظيفة المراقبة التي تنتهجها وسائل الإعلام في إطار من الاحترافية المطلوبة من مؤسسات الإعلام
 اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرون أصبحنا بأمس الحاجة لمثل هذا النوع من الصحافة حيث لا تكاد تخلو مؤسسة أو منظمة أو شركة حكومية أو غير حكومية من الفساد الإداري والتلاعب بالمال العام على حساب المواطن البسيط الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه جاءت الصحافة الاستقصائية لتساعد الجهات الأمنية وتعمل كجزء منها وتكشف عن تلك التجاوزات والصحافة الاستقصائية وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم بفضل التكنولوجيا الحديثة والانترنت المتطور حيث الكشف عن صفقات ومراقبة عن بعد بكل ما يدور من غش وسرقة
ربما نجح الغرب في تضليل عقولنا باتجاه الإفساد وإشاعة ثقافة الفساد، ولكننا اليوم ينبغي إن نرد عليهم بالتحلي بسلوكنا الحقيقي عندما نحارب أصحاب الجريمة والفساد بعد أن أخذت تضغط كثيرا في زمن الفوضى، وان نردع الفاسد والمجرم، بمساعدة المؤسسات الصحفية، وبوجود الصحفيين الناجحين الذين يحبون الخوض في غمار الصحافة الاستقصائية بعشق لذلك الفن يحتاج للصبر والقوة والتحدي, بلا شك سيكون الغد  أفضل والأمل اكبر لبلاد خالية من الفساد.
رنا خالد