عرض: تبارك طارق
كتاب الادب الايراني المعاصر إطلالة
على تاريخ النثر والشعر من ترجمة وتحرير
كامل عويد العامري صدر عن دار
ميزوبوتاميا في بغداد 2015 بعدد صفحات 170.
يتناول المترجم المحرر الاستاذ كامل
عويد العامري في هذا الكتاب النثر والشعر الايراني الحديث والمعاصر بشئ مختصر الى
ابعد الحدود، ليقدم للقارئ العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام خلاصة شبه وافية لمن
اراد الوقوف على مراحل تطور الشعر والنثر في ايران،، وهي الدولة القريبة من بلاد
العرب، والمجاورة للعراق، والتي ترتبط مع الدول العربية بروابط متينة منها الدين
والمذهب والتاريخ والجغرافية وكذلك في كون اللغة العربية هي اللغة الرسمية الثانية
لأيران ولغة القرآن الكريم والاسلام الذي تدين به تلك الدولة.
يبتدئ المترجم كتابه بمقدمة تقع في
أربعة صفحات، ثم يليها مختصر للنثر الحديث في ايران ويلحقها بلمحة تاريخية للشعر
الفارسي ونماذج مختارة لشعراء ايرانيين وترجمة لحياة واعمال ونتاجات كل منهم. فعلى مستوى النثر، تم استيراد النوع
الروائي من الادب من اوربا، كما هو الحال مع البلدان العربية، فبلاد فارس هي دولة
شعر ودولة قصص وحكايا واقاصيص شعبية متاقلة عبر الاجيال فيما يتعلق بالادب وانتاجه
في المجتمعات الفارسية القديمة. والامر
سيان بالنسبة للقصة بشكلها الحديث، التي ظهرت هي الاخرى في بلاد فارس بدايات القرن
العشرين.. فمع
مرحلة الثلاثينيات والاربعينيات كان النثر الايراني يخطو خطوات نوعية مع برزك
العلوي، وهو كاتب فارسي مهم تأثر بالرومانسيين من الاوربيين وبنظريات فرويد
النفسية التي عكسها الكثيرون وطبقوها على انتاجهم الادبي.
ثم تبعه الكاتب الكبير صادق هدايت
الذي طغت كتاباته على حقبته وصارت وسائله في الدستوبيا (وهي العوالم الادبية التي
تمتاز بالانهيارات والفشل والسوداوية، اثر انحطاط المجتمعات الفكري واقتتالها
وحروب البشر وسيادة الفوضى والدمار والرؤية التشاؤمية للحياة) وقد تركت كتابات
صادق هدايت اثرا بالغا على حياة الاجيال اللاحقة. في تلك الفترات (منذ انتشار الطباعة والكتابة
بشكل كبير بدايات القرن العشرين وحتى نهاية السبعينيات) يمكننا تمييز نوعين من
الادب: 1. ادب
الرومانسية: وهو
مستورد من الغرب بشكل عام متأثرا بالشعر والنثر في المدرستين الفرنسية والانكليزية
بشكل خاص، وفيه تجسيد لقيم الحب والاخلاص والوفاء والعشق الروحي والجسدي، وهو
يغادر ساحة الالتزام في بعض نصوصه نحو الايروتيك والايحاءات الرومانسية. 2. ادب الدستوبيا: وهو ايضا مستورد من اوربا، ولكنه تأثر بالظروف
التي عاشتها ايران ابان حكم الشاه المتمثلة بفقر فئات من الشعب، ووفرة الاموال بيد
الاقطاع، وسياسات الدولة في اقصاء المخالفين للنظام الحاكم وقمعهم، ومحاولات سعي
الكثيرين لاقامة دعائم الدولة الاسلامية (التي ستكون ويلاتها على الادب فيما بعد
أسوأ مما كان عليه نظام الشاه). ومع
ثورة 1979 واندلاع الحرب مع العراق في الثمانينيات مراحل جديدة من الانتاج الادبي
في ايران عامة.. حيث
يمكننا تمييز نوعين من الانتاج الادبي بشكل عام اولهما ادب الداخل في ايران
والثاني أدب المنفى وكما يلي: 1. ادب
الداخل: تميز
ادب الداخل بالالتزام بتعاليم الدولة الاسلامية التي قامت في ايران، وبالحشمة في
الوصف، وكان الادب اخلاقيا خاليا من نزعات الرومانسية وممجدا لقيم وتعاليم الاسلام
واهل البيت النبوي الشريف، كما امتاز بغلبة ادب الحِكم والوعظ والإرشاد والادب
التاريخي الذي يؤرخ لمظلومية اهل البيت والصحابة وغير ذلك. وهو بذلك ادب متقوقع ضمن نطاق (الوعظ والارشاد
والقيَميَّة). ويرى النقاد ان في غياب النزعات الانسانية والحب غيابا لحياة الادب،
وموتا لنصوصه، وجمودا لافكاره. 2. ادب
الخارج: اتسم
ادب الخارج بمجاراة الادب العالمي الحديث والمعاصر في مراحل تطوره وفي بناه
اللغوية والسردية، اذ ان الادب يتطور مع مرور الوقت الى اشكال جديدة، تلت الاشكال
الكلاسيكية له، وكان من مراحل تطور الادب شعرا ونثرا ظهور ادب الحداثة ثم ادب ما
بعد الحداثة وغيرها. وادب
الخارج اقرب للعالمية واسبق الى حصد الجوائز والانتشار.
ومنه كثير مما عارض نظام الحكم
الاسلامي فيها. نماذج
لتوضيح ما ورد في اعلاه: هو نادر
نادر بور شاعر ايراني ولد عام 1929 ساهم في تأسيس اتحاد كتاب ايران عام 1971 وله
مجموعات شعرية عديدة.. خطوط
الكف إنسان من دون طالع أنظر وكأن راحتَي يديه فارغتان متيبستان يتأمل في السماء
مصيركَ الأسود فإذا كان ربيع قلبك من دون ازهار فالآن شتاءُ حياتك من دون نجوم
كتبت هذه القصيدة في طهران/ 1951..و يد
الله رؤيائي دكتوراه في القانون الدولي، هاجر الى فرنسا عام 1953 ليستقر فيها، وهو
اليوم من وجوه الشعر الايراني المعاصر قصائد شفوية الخراب على الاصبع يلتف السر
الافخاذ في ركب قديمة باستمرار تهمز خيولا من العاج والسر في ضجة الخراب يلتف
ويلتف حتى ان البرج اللا مرئي يلقي الاصبع دائما بخراب. وهي قصيدة كتبت بعد الثورة الاسلامية ونشرت في
تسعينيات القرن الماضي و. عباس
كيار ستمي هو مخرج سينمائي وشاعر ومنتج افلام. يسكن خارج ايران، وساهم في 40 فيلما
عالميا منها افلام قصيرة ووثائقية. مولع
بالشعر والشاعر ومن يحتسي أمضى شهورا عديدة في السجن هناك.. حيث لا يكتب الشعر ولا
يحتسي النبيذ ولكنه كان يلقي القصائد للآخرين الذين لا يعرفون النبيذ والشعر :: :: :: :: تبكي امرأة حبلى بصمت في سرير رجل
نائم :: :: :: :: لم اكن فرحا تماما امام كاس مملوء الى النصف وفارغ الى النصف
و فريبا
وافي هي قاصة وروائية ولدت في تبريز عام 1962 ، نشرت عدة مجموعات قصصية، تصف فيها
الحياة اليومية والاسرية للنساء والاطفال وتطرح مشاكلهن الزوجية. ولها رواية (طائري)/2002 و رواية
(سر الشارع)/ 2008 وحصدت العديد من الجوائز الوطنية.. " كنت اكيف نفسي مع الحياة بشكل مختلف
وهكذا تمر سنوات وسنوات وزوجي يُعدّ جزءاً من الأثاث. انه لم يمثل اي شئ اكثر من
كونه موقِداً في زاوية من زوايا الجدار او صحناً من الصحون على الطاولة.