جميلة
بوجه وسيم وصافي كنقاوة الماء في نهر عذب تحب جميع الناس ويصاحبها المرح اينما
ذهبت طيبة القلب كثيرة الثقة بمن حولها ولا تسئ الظن بأحد تلك هي امنة .. لأمنة
صديقة مقربة منها كانت تحبها وتدعوها للطعام في دارها وكان أسمها سراب وكانت تحسد
امنة على ماتملكه من نعمة من زوج محب وبيت تفوح منه رائحة الهدوء والسكينة . مرت
الأيام وقد غاب عن نظر أمنة ان لهذا السراب القادم من الباب خدعة تخفي قناع الغيث
لديها . عشقت
سراب أحمد ذلك الرجل الخجول المتسامح فأذا بسراب تحيط نفسها به فلم يعد يرى سواها
وأخفى تلك المشاعر عن اعز صديقة الى قلبه وكأنه طفل صغير يخشى امه عندما يلعب بلعبة
خطيرة .وفي يوم أشتاقت أمنة لرؤية صديقتها التي يبدو انها غابت عنها بسبب انها
مشغولة بمحب قد يتقدم أليها عن قريب فأرادت أن تدعوها على الغداء لتطمئن عليها
وتقدم لها النصيحة كما اعتادت دائما . جاءت
سراب وهي بأبهى صورة لم تراها هكذا من قبل وأذا بزوجها بربطة العنق التي تحب
والعطر الذي تعشق يتهيأ لحضور الغداء وبعد ألقاء التحية ذهبت أمنة لتعد الطعام
فأستغربت لعدم قدوم سراب خلفها لتساعدها وليتحدثوا معا فقالت في نفسها ربما تأخذ رأي
أحمد في أمر من تقدم لخطبتها فمرت الدقائق ولم تأتي وكأن لا أحد يبالي بوجودها في
المطبخ لتعد الطعام ويبدو ان الذي يجمعهم عالم أخر فلم يسمع أحد خطواتها ولكنها
سمعت كلماتهم بصوت كالصاعقة على سمعها.. وسراب
بصوت هامس تقول لأحمد : لابد ان تعلم لماذا تخفي عنها أن الحب قد جمع قلبينا فقال
لها أحمد بهدوء قد يبدو هذا صعبا عليه ولا تستطيع تحمله … عادت
الى الوراء مذهولة من هول ما سمعت بخطوات تكاد تذوب كالشمع عندما يحترق بدموع
وخرجت بصمت شديد من الباب الخلفي للمطبخ بتلك الملابس البسيطة وصدرية المطبخ وذلك
الشعر المرفوع…. غادرت دون أن يعلم بها أحد ودون أن تلتفت
استمرت بالمسير تخشى غليان الأفكار في رأسها وتحدث نفسها لابد انه شعور كاذب انها
صديقتي التي اراها دائما بقربي و مايجول في قلبي عواصف يصاحبها رعد يمزق اوصالي
..ياألهي ارحمني لأستيقظ من نومي ليكون مجرد حلم لا حقيقة فيه لاني لم اعد ارى
بيتي فالبيت أختفى خلف السراب……
بقلم
: سندس احمد