آخر الأخبار

2016/04/03

حَفنة وجع ...


بعد خلاف طويل مع عدد من الزملاء والاهل الذين رفضو ذهابي الى الواجبات الاعلاميه (الاعلام الحربي) ...جاءت الفرصه التي كنت انتظرها منذ فتره طويله وهي الذهاب لتغطيه صحفيه الى مدينتي التي تركتها رغم عني كنت متشوقا لرؤية بيتي الذي مرت ثلاث سنوات على فراقنا مابعد الهجمه الداعشيه على موطني... بعد الانتهاء من العمل هناك, قررت ان ابتعد عن زملائي واكون وحيدا, لافرغ ما بداخلي من دموع ووجع لان موطني هو افضل مكان أشكو له ماذا فعلت بنا الغربه.. واقصد بها غربة الموطن ﻻ غربة النفس .
جلست على جرف ذلك النهر الجميل الذي لم يفارقني منذ طفولتي ...كان النهر خاليا من مياهه يبدو انه فقدها بالبكاء بعد ان فارقه اهله كان هنالك شيء ما بداخلي كنت اريد ان اصرخ لكن صوتي ﻻ يخرج ادفع به ليخرج لكنه ابى ذلك. كان هنالك شيء بداخلي يجذبه ليتني استطيع ان اصرخ لأقول الى بيتي ومدينتي كم انا مشتاق اليك, لكن صوتي تشنج وشَلت حركته, كنت اريد ان أرمي ما بداخلي خارجا اريد ان اتخلص من ذلك الوجع ..يبدوا ان صوتي أختفى خوفا من مستقبل مجهول ﻻ اعرفه .
اصبحت كالاخرس تغلب على ذلك الشعور الغريب فبدأت انظر الى تلك الواحه الجميلة .اه مدينتي رغم كل ما حل بها من خراب لكن صدري انشرح بذلك النسيم الهادئ لم تفارق نظري تلك البيوت الجميله ابدا واولها بيت الله الذي كان ضحية تلك النفوس الضعيفه وحربها البشعه بدأت اعيد شريط الذكريات واقلب صفحات تلك الايام الجميله تذكرت اصدقاء الطفوله , تذكرت الجيران وكيف كانت طيبتهم تذكرت مدرستي..دار دور.. معلمتي ومعلمي...تذكرت مراهقتي التي كانت حافله بالاصدقاء .. صوت
وفجأة راودني اصدقائي واصواتهم الجميله فنظرت الى النهر فتذكرت أصدقائي الذي رحلوا ولن يعودوا ؟؟ نعم.. قتلتهم الحروب ...فتعكر مزاجي ونهضت من على النهر مودعه بأبتسامه حزينه آملا" ان اعود اليه مرة اخرى لأشكي له ماذا فعل بنا الزمان من بعده يرجع له جريانه ...