آخر الأخبار

2016/03/25

كرة القدم ...شهرة وأعاقة

 بكر محمد

تتسم كرة القدم بالخشونة في الأداء، التي تُسبب مشاكل بدنية لا حصر لها، على الرغم من أنها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، بل أصبح لها تأثير في المستويين السياسي والاقتصادي بين الدول وكل جهاز فني لأندية كرة القدم يظل متوجساً قبل أي مباراة تحسباً لتعرض لاعبيه لإصابة قد تعيق مشاركته، ولكن بعد فوز النادي لم تعد مهمة إصابة اللاعب
ويعتبر محظوظاً من يخرج بإصابة واحدة من المباراة، وإن خضع من البداية لبرنامج علاجي تأهيلي وقائي، كإعداد بدني مسبق لتأهيله، فذلك لن يقي من الإصابة، لأن العظم في أي مكان في الجسد معرض للكسر مع العنف والضرب أو السقوط المفاجئ، وكل تلك الأمور متوافرة في كرة القدم.
إصاباتها الخطيرة.. مصير اللاعب أحد أمرين؛ فإن كان بلا إصابات فالتقاعد المبكر على سن الثلاثين، فيصبح مدرباً في أحد الأندية، أو التخلص من اللاعب، كي لا يصبح عالة لإصابته العميقة، وكأن انتهت صلاحيته على أرض الملعب.
برأيي الشخصي، كرة القدم لعبة عقيمة لأن الدولة تبني مواطناً لينتج في نهاية المطاف، وكرة القدم تنتج - أحيانا - رجالا معاقين بعد رحلة كروية قصيرة
فإلى متى يُستغل الشباب عضلياً، لينتهي ببعضهم المطاف كرجال معاقين في المجتمع، وكل ذلك لمجرد الجري خلف كرة لتتقاذفها الأقدام، ومن يسقط أرضاً قد لا ينهض مرة أخرى، فهل اللعبة تستحق المجازفة؟!
شئنا أم أبينا واقع نهاية لاعبي كرة القدم يفرض نفسه في جميع أنحاء العالم من تعرضهم لإصابات بليغة، وكثير من أولياء الأمور نصحوا أبناءهم بعدم الهلع للمشاركة في كرة القدم، خوفاً على بنيتهم الصحية أكثر من نشوة الحصول على المال والشهرة لعدة سنوات قصيرة؛ فالصحة هي الاستثمار الحقيقي المستمر مع الإنسان للنهاية
نعم، الطب تقدم في العلاج، لكن هناك إصابات بعد العلاج لن يعود العضو المصاب إلى قوته كما خلقه الله تعالى
الإنسان بطبيعته يعتمد على تحريك الجذع والأطراف (اليدين والساقين معاً) كي يحدث اتزانا بين الجزأين العلوي والسفلي، لكن حين تعتمد كرة القدم على تحريك الساقين فبالتأكيد الجسد معرض لخلل في الاتزان، ونجد اللاعب يتألم والجمهور يستمتع وسعيد بالمشاهدة، ناهيك عن ضربات قلبه المتسارعة بسبب استنزاف هرمون الادرينالين، وهذا مجهود مضاعف على عضلة القلب، فكم من لاعب سقط في أرض الملعب بسكتة قلبية، نظراً الى المجهود الذي يفوق قدرة القلب الاستيعابية
أتمنى أن أكون قد أصبت الهدف بتسليط الضوء على مخاطرها، قد تكون مسلية، ولكن لو نظرنا إنسانياً لمصير هذا اللاعب في حال إصابته، إصابة اللاعودة للمسطحات الخضراء، فسنشعر بالحزن على كل لاعب كرة قدم، لأنه سيصبح رجلا معاقا في النهاية

النرجسي والإمعة

هناك حالة شائعة في مجتمعنا وهي العلاقة بين النرجسي والامعة، والحقيقة هي ان الإنسان النرجسى لا يرى فى الآخرين سوى مرآة يرى فيها نفسه وعظمته وصفاته التى لن يجود الزمان بمثلها يقاتل النرجسى لينال السمعة والاطراء ومنافع الاخرين بل واعلى المناصب ليحقق اهدافه الخاصة ويشعر نفسه بعظمتها وتفردها المطلق كلمات النرجسى حق لا جدال في ذلك ، هو فلتة عصره هو الشمعة التى جاءت لتضئ للآخرين طريقهم وتنير دروبهم فهو العالم وهو المفكر وهو الحاكم بأمره العليم ببواطن الأمور النرجسى لا يقبل الراى والراى الآخر فهو دوما على حق وهو دوما يتوق لياخذ يدك الى الصواب فانت فى نظره عديم الفهم قليل الحيلة ليس هذا فحسب لكن النرجسى يصل به دفاعه عن عظمته وكبريائه إلى محاربة محاوريه والتنكيل بهم والتحقير من شانهم حتى يبدوا أنه الأعظم والأجدر بالاستماع وفى مقابل ذلك لا يشعر النرجسى بنشوة نرجسيته إلا إذا وجد من يشعره بذلك يحتاج النرجسى الى متبعين يتصفون بالانقياد والتبعية ، ويجد ضالته فى الشخص الإمعة
والإمعة كما فى قاموس المعانى هو الشخص المتردد الَّذى لا يثبت على رأي ، ويوافق كل واحد على رأيِه ، وهو من يقول لكل أحد : أنا معك ، ولا يثبت على شيء لضعف رأيه ، من صفات الإمعة أنه يعشق التبعية فهى شخصية سلبية وقد تكون فصامية أو حتى اكتئابية ، لكنها فى كل الأحوال شخصية بلا هوية ، فالإمعة هو اذا شخص لا يستطيع ان يجد طرقه للـ ( أنا ) وللذاتية فهو لا يعرف ان له ذات تتوق الى ان يكتشفها الإمعة شخص ترك ذاته ليبحث عنها فى ذوات الاخرين ، ليس بوسعه ان يكون رايا او ان ينفذ عملا بمفرده لذا فعلاقة العشق بين النرجسى والإمعة علاقة راسخة ، فكل طرف يحتاج وبشدة إلى الطرف الآخر وهذه العلاقة أشبه ما تكون بعلاقة تنبع من عبودية طرف للطرف الآخر مع الاستمتاع والتلذذ بذلك فى علاقة متبادلة


(عفيفه عبد الوهاب)

هديل الحمام..

يا هديل الحمام حدثني عن صوت لا اميزه بعد
عن جرعة أمل تشب بها طفولتي
حدثتني امي ذات يوم ان لي من الدنيا ثمان ثواني
 احصيها اعتنق ذكرها وما يليها
راية في الغيب تأذن لأمي
 تميز بها فرحي عن حزني
 فَـ يا أمي مازلت بذرة اتوسط قلبك
أأعثر بخطاي! ودعائك يسقيني كل صلاة


صفا ابراهيم

طائر الامل...

طائر الأمل تعال وحط رحالك في قلبي 
اسكن بين حنايا ضلوعي ورحي والمقل 
تعال وأحي بداخلي ما مات من أمل واحي ربيع حبك حتى تتفتح زهور الامل 
  رفرف في جناحيك ونشر في حياتي ، الحب والامل 
اشعل في قلبي نيران الحب الذي ارتحل 
كن لي بلسمآ يشفي جروح قلبي المرير 
كن السماء ظليلة ونسيمآ يداعب الاشجار عليلة ازرع في حب الحياة لاعيش من دون ملل 
اجعلني كالفارس الذي يمضي دون أن يترجل طربي عاليآ وحلق بي لنتنقل من البحر الى البر 
دعني احيا بك لتكون لي القلب النابض على مر الزمن 
 
 الياس البياتي

وماذا بعد ؟؟



بين حزنٍ وآلم بين موتٍ وحياة بين إلف آه وآه ماذا بعد؟؟ مَا الذي لم يُصيبنا بعد ومَا الذي لم نُشعر به بعد بين عَشية وصباح يتغير الحال تُسقط عروش وترتفع إخرى ماذا بعد؟ بين هذه العجائب التي نعيشها ماذا بعد ؟ إنساناً محطم وإخر فقد عزيزاً و ذالك إنتهى آمره بصدفة عجيبة ! إيعجب المرء في هذا الزمان ان رأئ أخاه الانسان لا يزال بأمان ! .. إيعجب المرء اذا خرج و عاد سالماً في زمان قل به السلام .. حالنا صار ليس له مثيل نعيش بين الفقر والبؤس والحرمان وفوق هذا قلة الامان وبعد السلام عن ارض السلام .. الحال يبكي حد الانين والنحيب والصراخ الصراخ الى إقصى انواع الصراخ .. إصبحنا قوماً لانبالي لانهتم لانفكر وأختصرنا على انفسنا طول المسافة بكلمة (عادي).. لم نستطيع أن نُغير او نتَغير لم نستطيع ان نجد الملاذ الذي نبحث عنه بين كومة هذا الضَياع .. ماذا بعد ؟ إلم يكفي اننا تَدمرنا ودُمرنا ،الم يكفي أننا اصَبحنا قوماً نبحث عن ذرة سلام الم يكفي اننا اضعنا الحياة والحلم ماذا بعد الم يكفي اننا لم نُحضر للمستقبل وانتهينا من المَاضي ماذا بعد الم يكفي اننا هُمشنا هُجرنا قتلنا وصار الفناء علينا واننا اليوم كومة حطام ارجوكم قولو لي فقط قولو لي ماذا بعد ...ماذا ؟؟

زينة هاتف نصيف

الأم مدرسة...


لعل الكتابة في التعبير عن الأم مسألة سامية عظيمة لها ما لها، وعليها ما عليها، فإن الأم هي الأصل الذي يبدأ منه وعليه ارتكاز بناء كل كتلة المجتمع والأسرة والدولة والوطن، فهي الحاضن للرجال، وهي مربية الأجيال الصاعدة، فهي كل المجتمع إذ الأصل في وجود الرجال وتربيتهم ليكونوا رجالاً، وهي نصفه الآخر من النساء بالعمل على تقديم الخير لمجتمعها وأسرتها والعالم كله. الأم كلمة يحويها من الجمال ما لا يحوي غيرها معه، ولا يضاهي في وصفها أمر من الحياة آخر نستطيع الإرتكاز عليه غيرها، فالجنة تحت أقدامها، وجنة الدنيا بين ضلوعها وأطرافها، إنها سر الوجود الذي حملنا في جسده ورعانا باللطف وتحمل ألمنا وألم ولادتنا، وكانت الحنونة على بقاءنا وإدامة حياتنا حتى أصبحنا بهذه القوة التي نحن عليها، فسهرها الطويل طول تلك الليالي لأجلنا، وكل ذلك الذي قدمته من أجل أن نحيا حياة سعيدة آمنة لا نخاف من البرد ولا الجوع ولا الضياع، فساعدتنا للوصول إلى بر الأمان في الدنيا والأخرة، كيف لا وهي سر الوجود الأعظم الذي رافق قلوبنا منذ تلك النعومة التي كانت بأجسادنا، حتى قوي ذلك الجسد وأصبح قادرا على العطاء والإنتاج، فهي المنشأ لهذا الجسم الذي تكونت خلاياه من طعامها ومن دمها، وتلك العظام التي آلمتها وهو ينمو ويكبر يوما بعد يوم في بطنها، ولتلك اللحظة التي شعرت بألم يفوق تكسر عظام الإنسان عظمة عظمة لتخرجه إلى نور الحياة، ابنها وفلذة كبدها ودنيتها، لترعاه فتطعمه حليباً سائغاً مما تأكل وتطعم نفسها لتدعه يشعر بالامتلاء والشبع، وتسهر الليل على راحته لتجعله الأسعد والأكثر راحة في الدنيا، فتطعمه وتحضنه وتدعو له في نومه، وتدفئه من البرد وتنفخ عليه من ريحها البارد ليذهب عنه شر الحر وحماوة اليوم... حتى يصبح ما يصبح في سن رشده وقوته

إنها الأم التي تغفر ما بدر من ابنها وتسامحه وتعفو عنه، إنها الأم التي لا تطلب من ابنها غير أن يكون سعيداً حتى لو كان على حساب سعادتها ويومها وليلها، إنها الأم التي تستعد أن تفدي روحها بدلاً عنه وتدفع دمها لتحميه وتحافظ عليه، إنه القلب الذي لا يخذل أبداً في حبه، إنه الحب الأسمى والقلب الأعذب والرحيق الأطيب، إنها الأم التي تسهر وتربي وترعى وتكبر، إنها الأم التي ترحم وتدلل وتعطف، في قلبها كل الحب ومنها انبثق جمال العالم في الدنيا، وفي الجنة هي السحر والممر الأوحد للعبور إلى الجنة، فمن كانت له أم فليحفظ عهدها ولا يحزنها أبداً، فإنها سر الجنة وبوابتها الأولى والأقوى والأمتن، إنها الجنة في الآخرة وجنة الحب والرحمة والطيبة في الدنيا، لا ينسى فضلها ولا يستطيع أحد مكافئتها عليه، فقط تذكر بأنها الأم لتشعر بحجم عطائها عليك

سرى الدليمي

مدينة كتبها التأريخ...


مدينه كتبت تاريخ وطن وامة مدينه أصبحت عنوان المقاومة والوطنية مدينة ثأرت لشرف بغداد الذي دنسه الغزاة دخلت التاريخ من أوسع ابوابة كالمدن الكبيرة في التاريخ كالرميثة العراقية ولينينغراد الروسيه وبرلين وباريس ... مدينه أوقفت زحف مشروع الغزاة على امة اليوم تدفع ثمن الموقف الكبير ، تأمروا عليها وعلى مجدها كل الاشرار وبمختلف المسميات واستخدموا كل الوسائل الغير شريفه لاذلالها واذلال شعبها ...خابوا وخاب فعلهم بالامس أستخدم الاشرار السلاح المحرم دولياً واليوم يستخدمون سلاح التجويع لابرياء اطفال ونساء تبا لكل من تأمر عليك يا عروسة زمانك وقلادة الشرف العراقي والغيره العربيه ...تباً لهم ولفعلهم سنحاسب المجرمين ومن تسبب بعقابك وحاول أطفاء بريقك الوهاج قسماً سنقتص منهم ونعاقبهم طال الزمن أم قصر ، على هذه الجريمة وكما ثأرتي لبغداد سيثأر ابناء العراق لك يا فلوجة الشجعان


منذر العيدان

المرأة الحديديه ...

هكذا تصف الصحافه الاوربيه المعماريه العراقيه زهاءمحمد حديد هي أميرة من اميرات بلاد الرافدين اعلن المعهد الملكي البريطاني المهندسه المعماريه عن فوز المعماريه زهاء حديد بالمداليه الذهبيه للاعمار واصبحت المعماريه العراقيه زهاء اول امراأة تحصل عام ٢٠١٦ ع هذة الجائزة التي هي اعلى تكريم يقدمه المعهد الملكي البريطاني اعترافاً بالانجاز التاريخي في مجال الهندسه المعماريه وهي اول معماريه عراقيه تتوجها الملكه اليزابيث بأرفع لقب بريطاني وتمتلك ثروة تقدر ب٢١٥ مليون دولار وصنفت كرابع اقوى امرأة في العالم عام ٢٠١٠بتصنيف مجله تايمز حصلت ع جائزة برتيزكر في مجال تصميم المعماري والتي تعتبر في نفس قيمه جائزة نوبل واول امراة عراقيه تحصل ع هذة الجائزة الكبيرة هي اصغر من فاز بهذة جائزة سناً وحصلت ع وسام التقدير من المملكه البريطانيه وصنفت كأفضل شخصيه في بريطانيا عام ٢٠١٢ حصدت الميداليه الذهبيه عام ٢٠١٦ من المعهد الملكي البريطاني ومن اهم اعمالها المشهورة محطه اطفاء الحريق في المانيا متحف الفن الحديث في امريكا مركز الفنون الحديثه في اوربا محطة قطار الانفاق في استبراسبورج معرض منطقه العقل في الالفيه في لندن المركز العلمي في ولسبورج محطه البواخر في سالرينو مركز التزحلق ع الجليد في انسبروك مركز الرئيسي لشركه بي ام دبليو في المانيا .

ايلاف جمعة

حكمه ...

الحكم هي اروع ماتنتجه الافكار واجمل ماكتبته اليد والعقول يعطي الواعي لمحتاجة وتنبت بذرة في صحراء قاحله تهدي جواباً لتفسير حياتنا الحكم هي جمل قصيرة فيها عبر وفيرة وهي خلاصه تجارب الشخص وخبراته وايضاا تجارب الحياة التي نمارسها وهي هبه للمؤمن اينما وجدها يجب ان يلتقطهاا ومن تلك الحكم التي تغذي،الروح والعقل وايضاا يستمتع بها القارىء عن اطراف الحديث مع الناس وهناك حكم عديدة يقولها الناس في حياتهم اليوميه وتستعمل في حديث العام والخاص وعلى سبيل المثال هناك امثال عدة وكثيرة ومنهاا أتق الله حيثما كنت ... واضعف الناس من ضعف عن كتمان سرة و
كلام الرجل ميزان عقله ومن احب الله رأى كل شي جميلا
 
ايلاف جمعة

نصيحة لك 😉!


عندما تجلس في تلك الغرفة المظلمه عازلا العالم عنك وعن تفكيرك ،منشغل بتلك الزاوية الفارغة من حياتك ..وتتسائل؛؛
من انا ؟ ماذا حققت لنفسي؟لمستقبلي؟لماذا انا هنا ؟
لماذا وصل بي الحال الى هذا الجمود وحياتي اصبحت بهذا الملل ولماذا الروتين اليومي كأنه شريط يعاد كل يوم عند استيقاظي من النوم ... لاجديد!!!! ابعد تلك الطاقة السلبية عن نفسك وعن تفكيرك لانك لست وحدك في هذا العالم وهذا الكون الذي يحس بنفسة انة وصل لنهاية مسدوده وانه مجرد اضافة (ديكور )لهذا العالم والمجتمع ؛اعتبرها نصيحة من شخص اكتشف السر قبلك لانك في اللحظه التي تدرك فيها ان عظامك خلقت من نفس التربة التي خلقت بها الكواكب ..ان رئتيك تتنفس من نفس الهواء الذي تتنفسه الطيور والفراشات ان قلبك يضخ الدم اكثر من عادتة عندما يشعر بالحب والاهتمام من الالاف تلك هي اللحضة التي تعلم فيها انك ليست وحيد او مكسور كما تظن انت ممتلئ بالعالم ..لان معجزه فقط لكونك انسان .😊😊
فرح ياسر سلمان

بغدادي..


19/3/2003 تاريخ محفور في قلوبنا ،، لن ننساة


اذكر هذا اليوم كما لو كان البارحة،كنا انا وزوجي نائمين والاولاد في غرفهم نائمين والبيت يعمه السكون،هدوء ما قبل العاصفة.ففي ساعات الفجر الاولى انفجرت صافرات الانذار معلنة عن وصول العدو لبغداد فأستيقضنا انا وزوجي مفزوعين غير مدركين للوضع اسرعنا لغرف الاولاد فوجدناهم مصدومين بدون دمعة واحده في اعينهم فهم اطفال لم يعرفوا ما هذه الاصوات المرعبة اخذتهم الى غرفة في نهاية المنزل ذات شباك واحد بدت لي امنة ان ذاك خوفا من القصف الجوي .
كان زوجي يحوم في البيت مسرعا ليغلق الشبابيك واقفل الابواب وجلس امامي ولم ينطق كلمة واحده فنظرته تكفي ،،كنت احتضن اولادي واحاول تهدئتهم وتهدئة نفسي انا معهم .استمر الوضع هكذا لعدة ساعات ثم جاء صمت غريب سمعنا بعدها اطلاق نار في الشارع..لم نخرج ابدا من المنزل يومها
مرت الايام وليتها لم تمر ..فبعد اسبوعين بالضبط استيقضنا على صوت دوي الانفجارات والصورايخ واذا بزوجي يهرع للاولاد ويغطيهم ب(بطانية)وقال لي (هدئيهم وسدي اذانهم)كان مفزوع اكثر مني ومن الاولاد  ويحاول ان يفتح الشباك ليرى ما في الخارج من دمار .كنت اقول في قلبي (راحت بغداد..راحت بغداد)بكل حسرة.
مرت خمس عشر عاما على هذا اليوم ولكن حياتي توقفت عندة ،استيقضت من نومي على صوت احد اولادي  قال لي بأنة ذاهب الى الجامعة
خرجت الى حديقتي الخضراء بمساعدة الخادمة وأنا افكر بقراري بالسفر الى اوربا وترك وطني وكم انا نادمة لهذا القرار ولكنها جائت تحت ضغط اكبر اولادي بعد وفاة زوجي ولم يبقى غير الدمار والدم في بلدنا فأضطررت الى السفر.رحت اذكر بغدادي التي لم تفارق ذهني كم هي جميلة بغداد بناساها وطبيعتها وتفاصيلها ورائحتها المميزه لازالت عالقه في ذهني وزوجي حبيبي الذي تركته وحيدا هناك تحت الثرى .
ادركني المرض ولم ادر كم تبقى من عمري من ايام كانت وصيتي لاولادي بأن ادفن بجانب زوجي في العراق.
ها انا على فراش الموت حولي اولادي واحفادي نضرت الى الاعلى ورأيت نور وزوجي يطلب مني القدوم معه..يا الله ما هذا المنظر العجيب ..فألتفت الى ابني واخر كلمة مني كانت "بغداد هي الجنة"
يمكنكم ان تحرموا الناس من وطنهم وتشوهوا صورته في اعينهم لكنكم لن تحرموهم من جنتهم فجنة الناس هي وطنهم  .


فرح ياسر سلمان