آخر الأخبار

2017/11/22

من رحم المعاناة يولد الابداع...

بكر حامد

كرة القدم اليوم اصبحت المتنفس الوحيد للشعب العراقي ولو بحثت في تاريخ كرة القدم العراقية ستجد بأنها احد الأسباب التي تسعد وتوحد الشعب العراقي رغم الظروف التي مرَ بها هذا الشعب...ولو عدنا بالتاريخ قليلاً الى الوراء عندما كانت العراق تخوض حربها التي دامات 8 سنوات ستجد ان المنتخب العراقي قد اسعد هذا الشعب عندما تأهل الى كأس العالم في المكسيك عام 1986 وكان هذا التأهل الوحيد للمنتخب العراقي لم يكن وصول أبناء الرافدين للمشاركة في كأس العالم 1986 في المكسيك وليد صدفة أو طريقاً مكللاً بالورود. فقد تأهل منتخبنا العراقي بعد مشوار طويل في تصفيات كأس العالم إلى مباراة فاصلة أمام المنتخب السوري لحسم المتأهل إلى نهائيات البطولة ليتمكن زملاء عدنان درجال قائد المنتخب العراقي آنذاك من الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد للمنتخب السوري، حيث التقى الفريقين آنذاك في الطائف في السعودية.

ولم يكن أسوأ المتشائمين من عشاق المنتخب العراقي يتوقع أن يتعرض قائده وصخرة دفاعه عدنان درجال وهدافه الكبير حسين سعيد للإصابة قبل البطولة بأيام ليكون هذا بمثابة البشارة ببطولة غير سعيدة لأبناء الرافدين. ومع ذلك، قام ايفرستو مدرب المنتخب الأخضر حينها باستدعاء اللاعبين وقد أوقعت القرعة آنذاك المنتخب العراقي في المجموعة الثانية إلى جانب المكسيك وبلجيكا وبارجواي حينها تروي لي والدتي كيف كانت الافراح تطوف شوارع بغداد والاحتفالات التي انتشرت في ارجاء العراق رغم المشاركة كانت فقط تسجيل حضور الا ان هدف احمد راضي في مرمى بلجيكا لم يمحى من ذاكرت العراقيين لانه الهدف الوحيد في تاريخ العراق في كأس العالم.

ويعود هذا المنتخب ليكرر ما فعله في المكسيك .ليكون المفرح الاول للشعب العراقي .عندما كان هذا الشعب يلمل جراحه من دمار الحرب 2003 .لعيود هذا المنتخب ويعيد هذه الفرحه الى ذلك الشعب عندما تأهل الى اولمبيات اثينا عام 2004لكنه تاهل بصورة غريبة قليلا واختصرها بالمباراة الاخيرة اللتي جمعته مع الاخضر السعودي وكان امل المنتخب العراقي الوحيد صعب وهو الفوز على السعودية ب 3 اهداف وتعادل المنتخب الكويتي والعماني اللتي اجريت بنفس الوقت وتحقق حلم العراقين عندما تأهل المنتخب العراقي في اعقاب التعادل السلبي للمنتخبين الكويتي والعماني. وقد احرز المنتخب العراقي ثلاثة اهداف مقابل هدف واحد للمنتخب السعودي.

وكان قاب قوسين او ادنى من ان يتأهل الى المباراة النهائية وفوزه الكببر على البرتغال وهي بكامل نجومها لكن شاء الله ان نخرج من النصف النهائي امام ايطاليا رغم الظروف العصيبه التي كان يمر بها المنتخب والعراقيين بصورة عامة الا انه انجاز يحسُب للمنتخب . وما زال هذا المنتخب يرسم الفرحه على وجوه العراقيين .
من منا لم يتذكر ما حدث في 2006 والحرب الطائفية التي اكلت الاخضر واليابس .ليقف هذا المنتخب من جديد ويقول انا من افرحكم وسعيد هذه الفرحه وابر بقسمه عندما حصل العراق على كأس اسيا للمره الاولى في تاريخه... رغم ان كل التوقعات كانت تشير الى خروج العراق من دور المجموعات .لكنه واصل حتى وصل الى المباراة النهائي امام المنتخب السعودي وفي الدقية 72 التي جليت كأس اسيا للعراق للمرة الاولى في تاريخه عندما سجل يونس محمود هدف الفوز رغم ان الامكانيات المادية الضعيفة ورغم كل الظروف الصعبة اثبت المنتخب قدرته على تحمل هذه الظروف. لا يوجد منتخب بتاريخ كرة القدم يحقق كل هذه الانجازات خارج ارضه .واليوم الامكانيات المادية المتوفرة والاسناد الاعلامي والجماهيري للمنتخب لكن لم يكن بالمستوى المطلوب و خروج من التصفيات المؤهلة للكاس العالم . مباريات المنتخب المتنفس الوحيد للعراقيين او الفرحة الوحيدة للعراقيين في بلد لم يعد الفرح في قاموس حياته موجود منذ 14 عام.