آخر الأخبار

2018/11/14

جيفارا ..سيرة مناضل

ميار رعد وائل
ارنستو تشي جيفارا المعروف بـ اسم تشي جيفارا او التشي ولد عام ١٩٢٨ في ١٤يونيو في روساريو بالأرجنتين واقام في هافانا لقب بتشي وتعني بالأسبانيه الرفيق وكانت ديانته ملحد تعلم في جامعه بوينس ايرس ١٩٤٨-١٩٥٣
تزوج مرتين ايلدا جاديا (مطلقة)١٩٥٥-١٩٥٩ وأليدا مارش ١٩٥٩-١٩٦٧ ولديه اولاد أليدا تشي جيفارا-هيلدا جيفارا-كاميلو جيفارا-ارنستوغيفارا-سيليا غيفارا
وگانت عائلته من الطبقه الوسطى وكان والده ذات اصول ايرلنديه وام ذات اصول اسبانيه اصيب جيفارا بمرض الربو منذ صغره وزامنه المرض طوال عمره تخرج جيفارا من كليه الطب سنه ١٩٥٣ في جامعه بوينس ايرس في الأرجنتين سافر عندما كان طالب في اخر مرحله من دراسته مع صديقه البيرتو غرانادو الى جميع انحاء امريكا اللاتينيه ع متن دراجه ناريه فقد كونت تلك الرحله شخصيه جيفارا واحساسه بوحده امريكا الجنوبيه بالظلم الكبير الواقع من الامبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط وتغير داخليا بعد مشاهده الضلم والفقر ادت تجاربه وملاحظاته خلال هذه الرحله الى استنتاج بأن التفاوتات الاقتصاديه متأصله بالمنطقه وكانت نتيجه الرأسماليه الاحتكاريه والاستعمار الجديد
رأى جيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية. كان هذا الاعتقاد الدافع وراء تورطه في الإصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان، الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف على الإطاحة به مما سهل نشر إيديولوجية غيفارا الراديكالية. بينما كان غيفارا يعيش في مدينة مكسيكو التقى هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتى قرر غيفارا الانضمام للثورة الكوبية. رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب، وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا على متن غرانما بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتوري المدعم من طرف الولايات المتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبي فولغينسيو باتيستا. سرعان ما برز غيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دوراً محورياً في نجاح الحملة على مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا.
وفي اعقاب الثوره الكوبيه قام بأداء عدد من الادوار الرئيسيه للحكومه الجديده مثل اعاده النظر في الطعون وفرق الاعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثوريه واسس قوانين للأصلاح الزراعي عندما كان وزير للصناعه وعمل كرئيس ومدير للبنگ الوطني ورئيس تنفيذ للقوات المسلحة الكوبيه واشتهر جيفارا بسبب ثوره ٢٦يولو
غادر جيفارا كوبيا في سنه ١٩٦٥من اجل التحريض على الثورات الاولى الفاشله في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاوله اخرى في بوليفيا حيث تم القاء القبض عليه من قبل وكاله الاستخبارات المركزيه وتم اعدامه رميا بالرصاص في سنه ٩ أكتوبر ١٩٦٧ (٣٩سنه)

العراق مابين حربين ..

كتابة :علا الجبوري
حربك هي حزني والمي وانكساري،ضعفك هو خيبة املي،حزنك هو دافعي لتقديم جّل مااملك لكي اراك عراقِ كما آلفتك عيني وكما عرفك قلبي،حربك حربي وانتصارك فخري وصمودك وقودي. في اَي حرب تعكر صفو وسلام وامن اَي بلد تحت اَي مسمى فأن هناك مجموعة من المتغيرات التي تصاحب أصوات القذائف وأضواء الانفجارات ورائحة الدماء.والعراق منذ احتلاله عام ٢٠٠٣على يد القوات الامريكية والى يومنا هذا فأن جزءاً كبيراً من ملامحه كبلد مستقل وآمن قد أخذت بالانحسار حتى لا تكاد ترى.
فما بين نزاع سياسي وحزبي وطائفي فقد العراق وما زال يفقد الكثير من عراقته وحضارته وتراثه وهيبته. فيما عدا الحرب الظاهرة للعيان وأهدافها واتجاهاتها الواضحة،فأن هنالك حرباً اخرى قلما يلتفت اليها المواطن العراقي وقلما يدرك أخطارها وابعادها وتأثيراتها على المدى القريب والبعيد الا وهي (حرب التغيير المجتمعي).والتي يصارع فيها المواطن العراقي دون ان يعي هذا الصراع،فما بين محاولة الحفاظ على القديم بما يحمله من قيم وعادات ومابين مواكبة الجديد بما يحمله من افكار ومفاهيم مستحدثة وأغلبها لا يتوافق مع ما فطرنا عليه كمجتمع له قيم ودين وعادات ملزم بتطبيقها اصبح المواطن العراقي يخوض غمار هذه الحرب وحده والتي استنزفت كل طاقاته العقلية والجسدية والنفسية وهو يعافر لكي لا ينقسم في مئة اتجاه في محاولة للوصول الى الرضا والسلام الداخلي
ومابين الاقتناع بالجديد والإقناع بالقديم اصبح التشتت والضياع ونكران الهوية هو عنوان المواطن العراقي في الوقت الحاضر.وما آل اليه الانفتاح الغير مدروس على العالم الخارجي والانفصال عن الواقع المعاش فُقدت الكثير من القيم مثل حق الجار وصلة الرحم والهرع لمساعدة المحتاج والتي أصبحت عادات نادراً ما نراها بين الناس .مجتمعنا مازال يعافر ليتأقلم مع الجديد الوارد من المجتمعات الأخرى حتى وان لم يكن راضٍ عنه لكنه يحاول جاهداً ان يتقبلهاحتى لا يخرج عن القطيع فيجد نفسه يواجه كل تقلبات الحياة وتغيراتها لوحده وحتى لايبقى وحيداً يصارع من اجل حياة ليست بحياته. والتكنولوجيا على الرغم من إيجابياتها الكثيرة الا ان سلبياتها اثرت بشكل مباشر على العقل والأفكار والمفاهيم فأصابت المنظومة المجتمعية في الجذور وعلى مختلف الأصعدة سواءالاسرية او الطبقية او الصداقة وغيرها .
فأصبح الواقع مثل الكابوس الذي نهرب منه الى واقع افتراضي نحن من قام بتصميمه احلام يقظة لا تثمر سوى العزلة والوحدة وضياع الوقت ونكران الذات والجهل بالنفس وتجاهل معنى الحياة .العالم الافتراضي الذي رسمناه كما يحلو لنا اختزلنا من الواقع الذي هو خريطتنا في الحياة ومسارنا وسعينا وذهب بنا الى عالم اكثر ما يمكن ان يقال عنه انه عالم خيالي افتراضي لا وجود له . حربٌ شوهت ماافنى شهدائنا حياتهم لسطر تاريخه وتحريره وتوج أنبياء صفحاته بنقاء الفخر والعزة ورصف الأدباء والشعراء والعلماء اجمل الكلام في تمجيده وتبجيله ،شوهت هذه الحرب تاريخ رصين من القيم والمبادء التي ورثناها من السلف وكنا نأمل بأن نورثها للخلف .

((عَـتمُ الطريق))


بقلم سامر المعاني – الاردن


صوتٌ مزيف يختلس مني الثقة بالوصول خلف زوايا الصخب الساكن خلفي وحول نظراتي المرتبكة, في عتمةِ الطريق وشدّة الريح  .
دخلتُ البيت بزفير احتبس في صمتي الخائف باحثا عن فرار من تلك اللوحات الداكنة أثناء عودتي من السوق البعيد حتى بيتنا .
توجهتُ إلى غرفتي العتيقة. كان أول ما شعرت به وأنا ادخل البيت بأنني في حالة ارتعاش  من شدّةِ البردِ  بعدما كانت وحشة الطريق هي المسيطرة على حالتي , أشعلت المدفأة وصنعت فنجان  من القهوة علماً بأن كلّ من في البيت بصحبة النوم منذ ساعات , أنهيت صنع القهوة والبرد يجمد العروق وأنا انتظر  ليبدأ مشواري والذكريات في هذا المساء  الصاخب. 
 في غرفتي قصص وذكريات وأسرار وحكايات فهي شاهدة على كل أبجدياتي .
جلستُ على مقعدي وكالعادة ترافقني سجائري وقهوتي والموسيقى ... والحنين لطقوس السمر العتيق. وأنا أفتشُ عن بداية الرحلة بين أوراقي الملّونة كما هي الحياة .
وما إن مددتُ يدي إليها حتى انقطع النور بغتة و انحجبت الرؤيا تماماً , تنهدتْ ورحلتي في حروف الذكريات وتهاديتُ إلى فراشي ,واستلقيت ملتحفاً بأغطيتي ببعض من التأفف والانزعاج وما إن غمرتني أفكاري حتى شاهدتُ وشاحاً أبيضَ يظهر من النافذة ,



أتمتمُ في سري .. (بالتأكيد ليسَ بزوغْ الفجرِ) نهضت من فراشي على عجلٍ التمسُ طريقي . عثرات متسلسلة حتى وصلتُ النافذة وإذ به الثلجِ ..
نعم انهُ الثلج الذي أراهُ لأولِ مرةٍ في حياتي حيثُ بلدتنا الزراعية منخفضة ومواعيدها مع الزائر الأبيض نادرة جداً .
فَرحتي العارمة أسدلت مع انقطاع التيار الكهربائي الذي جعلني أعود إلى مكاني حتى الفجر  .
أحكمَ سلطانُ النّوم قبضته عليّ حتى الصباح , فاستيقظتُ مُسرعاً ورميتُ كلَّ أغطيتي جانباً ومضيتُ  إلى النافذةِ,  فالحالة استثنائية الوقع والجمال .
وعندما فتحت النافذة كانت  رعشة كانون اقل وقعا حيث المطر الغزير قد أذاب كل شيء.  وبغتة نظرت حولي وإذ بها الصدمة , تتلاطم النظرات حولي بأسف ومرارة,   وانين الآهات يريد أن يتفجر بألف آه وحسرة , فالقهوة  التي حضّرتُها أثناء الليل أذابت وبعثرت  كل أوراقي ومذكراتي, وكأنها دماء تنزف من وريدي بلون القهوة السوداء  .
         لتسافرُ مع الريحِ رحلةً من غير عودةٍ  .!!

أوبرا وينفري...من أنسانة فقيرة الى مليارديرة

كتابة : اميمة رباح 
من فتاة ريفية إفريقـية مهزومة ومن طفولة شنيعة وفقر  إلى أشهر نساء العالم. فعلى الرغم من حياتها الشاقة والصعوبات التي تعرضت لها خلال مسيرتها وفي طفولتها إلا أنها لم تستسلم لليأس، بل تحدّت جميع الصعوبات بعزم وإصرار وسارت على طريق النجاح بخطى واثقة وثابتة صاحبة الاسم الأنثوي الأكثر تأثيرا
أوبرا وينفري ولدت 29 يناير  1954 عاشت طفولة مشتته مع جدتها لم تحصل على طفولة بالمعنى المفهوم  كان من الطبيعي إن تكبر تلك الطفلة لتكون مراهقة متمردة وبالفعل واجهت وحشية العالم الذي كاد أن يفترسها بوحشية من نوع أخر , أدمنت جميع المواد المخدرة وكانت تصرفاتها خارجة عن السيطرة حيث تطور بها الأمر إلى أن تم إرسالها إلى مركز لإعادة التأهيل لم تستسلم أوبرا وبدأت قوتها وعزيمتها بشق طريقة بذلك السن الصغير وكان أول ما فعلته هو الالتحاق بنادي الخطابة في مدرستها وهو ما ساعدها على صقل موهبتها في التأثير بالناس ومساعدتهم تخرجت من جامعة تينسي بدرجة البكالوريوس في الفنون المسرحية وبدأ مشوارها الإعلامي وهي في سن السابع عشر وفيما بعد أصبحت مسؤولة إعلامية أمريكية ، وممثلة ، ومذيعة برامج حوارية ، ومنتجة تلفزيونية ، ومُحسِنة. اشتهرت ببرنامجها الحواري برنامج أوبرا وينفري ، الذي كان البرنامج التلفزيوني الأعلى تقييمًا من نوعه في التاريخ وكان مشتركًا محليًا من عام 1986 إلى عام 2011 في شيكاغو وهو برنامج يومي يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي حقق نجاحات ساحقة وانتشر إلى جميع إرجاء العالم ليصل إلى ملايين الناس ليغير حياتهم وهم جالسون في بيوتهم .
 امتازت أوبرا باللباقة والفصاحة والمواضيع الجدية والاجتماعية في برنامجها مما اكسبها حضور مميز وعلاقات واسعة مع المسؤولين والسياسيين والمشاهير ومن ثم أصبح العالم كله يشاهد برنامجها وأصبحت حديث الصحف والمجلات وأصبح برنامجها يعرض في أكثر من مئة دولة على مستوى العالم , أنشأت بعد ذلك شركة إنتاج خاصة بها تسمى استوديوهات هاربو لتصبح بذلك ثالث امرأة تمتلك شركة إنتاج وكانت من أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم .
اهتمت أوبرا كثيرا بالفقراء والمساكين واستثمرت الملايين في سبيل مساعدتهم بشتى الوسائل . أطلق عليها لقب "ملكة جميع وسائل الإعلام" ،وكانت أغنى أميركي أفريقي في القرن العشرين وأول ملياردير أسود في أمريكا الشمالية  وتم تصنيفها كأفضل محسناً أسود في أمريكا ، تجاوزت أوبرا طفولتها القاسية وأدركت معنى الحياة إلا وهو العطاء والمساعدة دون انتظار المقابل , فآثرت أن تمنح ما افتقدته في طفولتها لأطفال آخرين يكبرون لينقذوا غيرهم وتستمر متتالية حب خالص وإنسانيه لم يقدر على تشويهها كل البؤس الذي تعرضت له .