آخر الأخبار

2019/03/30

في صحبة الكتب ..

إعداد: دلال جاسم محمد
للكاتب والصحفي العراقي علي حسين ،للكاتب عدة مقالات في عدة صحف عربية وكتاب ( في صحبة الكتب ) يشمل مقالات أدبية للكاتب.
يبدأ الكتاب بالمقدمة والتي فيها يوضح الكاتب مدى عشقه للكتب التي أصبحت محور حياته وكيف أن القراءة منحته أفكارا ومتعا يومية ، وما هذا الكتاب الا بعض من تجارب الكاتب في القراءة.
ثم بدأ بسرد أفضل مئة كتاب من وجهة نظره بالإضافة إلى قائمة أخرى بالكتب التي حيرت الكاتب وهي في مجملها كتب في الفلسفة.
يفتتح الكتاب بفصل يتحدث فيه المؤلف عن حياة بيكاسو ومن ثم يتوقف عند العلاقة القائمة بين صاحب لوحة غرنيكا ــ وسلفادور دالي ورؤيته لفن الرسم إذ يقول لبيكاسو " لكي تستطيع أن ترسم يجب أن تكون مجنونا " ويذكر الكاتب المواقف الغريبة لسلفادور دالي وموافقته على وسام الجنرال فرانكو ، وايضا ذكر الفنان الروسي مارك شاغال الذي رسم رائعة غوغول النفوس الميتة فهو ايضا يقيم في باريس دون أن يتخلى عن احلامه الاشتراكية.
ومن المهم في هذا الفصل هو المشهد الذي يجمع بين بيكاسو ، بريجيت باردو (الفنانة الشهيرة) ، رئيس وزراء فرنسا آنذاك ، هنري كويويل داخل أحد المطاعم إذ ما أن تدخل الفنانة الشهيرة إلى المطعم حتى يبدي كل من رئيس الوزراء وبيكاسو رغبتهما لانضمام الفنانة إلى طاولتهما ف تختار بريجيت باردو طاولة العبقري بيكاسو مبررة موقفها بأن فرنسا مر عليها الكثير من رؤساء الوزراء لكن هناك بيكاسو واحد لن يتكرر في تاريخها.

وبصدد حياة بابلو بيكاسو يشير صاحب الكتاب إلى الأديب وعالم الآثار المصري كمال الملاخ الذي ينقل من صديقه أنيس منصور بأن الملاخ توفي وفي بيته 60 ألف كتاب ومع ذلك كان يعتبر نفسه تلميذا في القراءة ، وصدر له كتاب عن بيكاسو بعنوان المليونير الصعلوك .
وفي الفصل الثاني يتحدث الكاتب عن الإنسان المتمرد ألبير كامو وروايته الغريب التي حلقت بمؤلفاتها إلى العالمية
ربما ما نعرفه حول علاقة سارتر وكامو هو وجود خصومة فكرية بين القطبين الوجوديين وما أحدثه الإنسان المتمرد من الشرخ بين الاثنين غير أن ما يورده المؤلف يلقي الضوء على ما يتملك كامو من إعجاب شديد بسارتر عندما يقرأ روايته الغثيان إذ يتجه كامو متأثرا بهذا العمل الروائي نحو مجال جديد ، ولا يكتفي بأن يكون ناقدا للروايات بل يشرع في تأليف الروايات ، وعلى الرغم من انقطاع العلاقة بين سارتر وكامو لكن ذلك لا يمنع صاحب
الدوامة من أن يرثي غريمه الفكري بأسلوب مؤثر عندما يموت إثر حادث السير.

ويأتي الفصل الثالث المخصص للكاتب الأمريكي وليام فوكنر حيث يتبع الكاتب طريقة قريبة من تقنيات تأليف القصة لعرض  موضوعه اذ نرى صورة صاحب الصخب والعنف ليس من وجهة نظر المؤلف بل من زاوية نظر كل من هيمنجواي وجبرا إبراهيم جبرا وكامو ، وما يجعل هذا الفصل أكثر تشويقا هو الاعتماد على الحوار بين الكاتب ومترجم الصخب والعنف جبرا أبراهيم جبرا من جانب والحوار بين وليام فوكنر وأرنست هيمنجواي من جانب آخر.
بجانب ذلك تدرك ما بذله فوكنر من مجهود كبير لكتابة الصخب والعنف إذ أنجز هذا العمل خلال خمس سنوات ، وعندما يقرأ كامو الصخب والعنف يعلق قائلا : أقل ما يقال عن هذه الرواية أن مؤلفها أمسك بسر الأدب.
وينتهي هذا الفصل بقراءة فوكنر لخبر انتحار صاحب الشيخ والبحر عندها يتذكر اللقاء الأول حين قال له هيمنجواي " لقد قطعت سيدي الأف الأميال لكي أراك".
هكذا ينتظم الكتاب متسلسلا في عرض محطات مفصلة في حياة مشاهير الأدب والفكر إذ أبدع الكاتب في اختيار ما يعتبر محوريا في مسيرتهم وتجنب الحشو وما لا يفيد  القارئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق