كتابة:حسين عباس
"وما الاحلام الا الحياة التي تدب في
هذه العواطف التي ضننا اننا نسيناها "
يشرح الدكتور مصطفى محمود بأسلوبه السلس و بشكل مبسط ماهية الاحلام و
تفسيراتها من تفسيرات فرويد , و الاشهر , لكثير من العلماء الاخرين ذوي التفسيرات
الاكثر نضجاً .
بدأ الكتاب بحديثه " الاثير " عن
الشك و اليقين , المؤمن الحقيقي و المؤمن المفكر , شهوة المعرفة و اليقين , و السر
الاعظم .
ثم بدأ بتفسير الاحلام و ربطها بحكمة العقل
الباطن و استقراء الواقع المزدحم , ومن خلال تجربة شخصية له بثلاث احلام يسردها
يُريك فعلاً ان التفسيرات قد تختلف تماماً .. كالموت و الزواج اللذان اعتبرهما
وجهان لعملة واحدة .
بعدها يتحدث عن الحب و كيف ان الحب في
مجتمعنا عاطفة معقدة لان مجتمعنا نفسه معقد .. كل شيء في مجتمعنا العصري الصناعي
حتى الكلام اسلوب صناعي للتعبير نصفه يضيع في التكلف و المجاملات و النصف الاخر
يضيع في الخوف و الخجل ..
ومن الحب ووسطية مصطفى محمود بين التحرر و
الفساد و التقاليد التي غطاها الصدأ و المشاعر الصناعية التي ملأت عالمنا و النفاق
و التصنع و الكذب .. الستينات بالضبط كوقتنا الحالي .
يصل بنا الدكتور لمحطة ثالثة بهذا الكتاب بعد
الاحلام و الحب القلق و رغبتنا التي تصنعه .. وقتلنا للوقت على المقاهي و القراءة
و اللعب و الضحك بل وحتى الحب غير الحقيقي و كيف اننا يجب ان نتحرر من القلق ,, و
نتحرر من الاوهام و الخيالات و التصورات وحتى الواقع و نؤمن بأنفسنا .
و ايضاً يتحدث عن الروح و الخروج من رحم الام
لرحم الحياة , و الصديق , و الحياة الهباء , و مقال اخر عن النمل .. كيف ترى
الحياة و الناس من علو , وكيف لا يجب ان تقف هناك كثيراً , ويختم الكتاب بمقال
ممتاز عن اقوال غير مأثورة .. ساخرة موجعة ظريفة وواقعية و تصلح لكل وقت ومكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق