إعداد: أحمد أنمار
إذا أردت أن تحدث تغييرا سواء في نفسك أو في
غيرك فهنالك مثلث ينبغي أن يحدث التغيير في جميع أضلاعه حتى يكون التغيير شاملا
ومؤثرا وهذا المثلث يشمل الأضلاع التالية: الفكر، هو مثل السائق الذي يقود سيارة
فيحدد وجهتها فإن تغير الفكر تغيرت وجهة حياتك وتغير مصيرك. والقلب ،وهو الوقود في
السيارة وهو يعطي الطاقة للحركة فتغيير الفكر وحده لا ينفع دون انفعال القلب مثل
السيارة التي لا تصلح للحركة حتى مع وجود سائق. والسلوك، هنالك مهارات سلوكية معينة يحتاجها الإنسان لكي يصل إلى هدفه
الذي حدده له العقل وحركة القلب ، فالسائق الجالس في السيارة ويعرف أين يذهب ومعه
وقود لن يستطيع تحريك السيارة بشكل سليم دون أن يتعلم مهارات القيادة ، وعليه فقد
قسم هذا الكتاب إلى أقسام أساسية وهي: خواطر للفكر وللقلب ولتطوير الذات.
احتوى الكتاب على موضوعات متنوعة بين الشخصية
المحلية والعالمية وما يخص الأمة الإسلامية وما يخص العرب. والكتاب بسيط في أسلوبه
عميق في أفكاره يتناول أمور حياتية يومية على مستوى الشخص والأمة والعالم ، فقد
سكب أحمد الشقيري خواطره بتلقائية وحرارة لا يفسدها أو يؤثر في ترابطها المنطقي
لها ما بين ( خواطر للقلب والروح ، خواطر لتطوير الذات ، خواطر للعقل والفكر ،
وخواطر عن الأحداث)
بل إن هذا التقسيم لخواطره في حد ذاته أحد
الفوائد التي يمكن أن يخرج بها القارئ من الكتاب ليتدرب على توجيه خواطره والتحكم
فيها خاصة وأن ذلك يعد تطبيقا عمليا لنصيحة الشقيري في الكتاب عن أهمية مراقبة
الخواطر لتحكمها في سلوك المرء فما يبدأ بخاطرة قد يتحول إلى فكرة فخطة فعمل
فعادة.
والكتاب مليء بالحكم والاقتباسات الجيدة ذكر فيه قصص جميلة كقصة حذاء غاندي
وتحدث عن أبي حنيفة في خاطرة بعنوان الإمام الأعظم وعن بوذا أيضا وتميز الكتاب بقصر مقالاته وشفافية انتقاده.
ويتحدث المؤلف بصراحة عن تجربته الذاتية في
الإقلاع عن التدخين ملهما غيره وموسعا مغزى التجربة للتخلص من أي عادة سيئة فيحدد
خطوات الإقلاع عن العادة السيئة بعد دراستها وتحديدها كالآتي:
تغيير محيطك للتخلص من جاذبية العادة ،
مقاومة الانتكاس واستبدالها بعادة صحية ، صحبة صالحة ، والاطلاع على الكتب التي
تتناول الإقلاع عن العادات مثل كتاب أيقظ قواك الخفية ، الدعاء.
كما يعترف الشقيري بشجاعة كيف اكتشف الكبر في
نفسه وكيف يسعى للتخلص منه فيقدم لك اختبار الكِبر ليحثك على أن تعرف نفسك ،ويرشدك للعلاج في
العمل على النقاط التي أوردها في الاختبار معززا ذلك بأقوال بعض السلف الصالح الدالة على سلوكهم في علاج الكِبر كقول الحسن البصري:( التواضع أن تخرج من بيتك فلا تلقي أحد الا
رأيت له فضل عليك )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق