آخر الأخبار

2019/03/23

‏غرق العبارة بين المواساة والمصارحة

مواساة أهل الضحايا بمصابهم ومصارحة أهل المدينة بفساد إدارة حكومتهم المحلية شأنٌ عظيم، الموصل برمتها عبّارة أغرقها قبطانها السياسي في وهَم الحلول المحلية الترقيعية، مدينة تحكمها المليشيات والعصابات الاجرامية من رجال السلطة الفاسدين حتى مطبلي الدين، ليس هناك اي دور للسلامة في أوطاننا، فلا رقابة ولا متابعة ففي الدول الأخرى تجدهم يضعون سترة نجاة تحت كل مقعد في كل مركب نهري وفي بداية الرحلة يذكرون الركاب بموقعها، عبّارة كبيرة بهذا الحجم غير مجهزة بأي وسائل السلامة بكل تأكيد عواقب حوادثها وخيمة فلكل فعل ردة فعل ولكل حدث سبب فللجشع والطمع آثار فلا دخان مندون نار، وبسبب فساد وضعف الإدارة المحلية لمحافظة نينوى وتعدد الجهات العسكرية المسيطرة على مقدراتها الاقتصادية والاستثمارية أصبحت الموصل في سلسلة متواصلة من الفواجع والنكبات فالخراب قد نخر البنى التحتية حتى طالت يد الفساد دوائر الصحة والدوائر الخدمية الاخرى فالمستشفيات خربه والأمن مخترق، فما ان حصلت هذه الفاجعة وراح ضحيتها العشرات بين متوفي وجريح وغريق مفقود. ربما غفت أعينهم قليلاً ليغيب العقل عن واقعة المساء، الا تلك الثكلى ام الشهيد فقد بقيت ساهرة عيونها امام باب المشرحة مستندة على الجدران متلحفة بسواد الليل في ليلة عيدها، تنتظر جثة ولدها المفقود لعلهم يجدونها فتدفنه ويطمئن قلبها ولو بالشيء القليل. فالغرق سبق ان طال جميع مفاصل الدولة وما العبارة سوى حدث من بين آلاف الفواجع التي اصابت هذه المدينة المنكوبة، فلنجهز انفسنا لمصاباً اعظم ان لم تتحرك السلطات فعلياً لمعالجة الوضع الراهن، فالحلول الترقيعية بانت نتائجها بالخراب الجسور قد خربت وهي عرضة للانهيار في اي لحظة والطرقات في نينوى على وشك التعطل الكامل حينها سيكون الحدث اعظم من هذا وستكون نتائجها وخيمة، ليقضي الله أمراً كان مفعول.

مطصفى طوفان الحربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق