عرض : فاطمة حسن
"(كان
عليه الصلاة والسلام،) يفضل أحياناً أن يكون في الظل.. . نعجب بما قال عمر وتحدياته،
نصفق لشجاعة علي، نشيد بحكمة أبي بكر، وكرم عثمان... . لكن في الحقيقة أنه كان موجوداً
في كل هؤلاء.. كان القائد الذي يعلم الجميع كيف يقدمون كل ما عندهم، كان القائد الذي
يعلم أن بناء المجتمع لا يمكن أن يكون وظيفة رجل واحد حتى لو كان الرسول عليه الصلاة
والسلام بنفسه.. . لذا نراه يترك لهم الهامش الذي يتحركون فيه فيكشفون عن رؤيتهم".
يقول صديقي
عن هذا الكتاب ( السيرة كما لم تقرأيها من قبل ) لم أفهم في البداية ماذا يقصد إلا
بعد أن شرعتُ في قراءتها فإذا أنا أمام روح صاحب السيرة صلوات الله عليه في كل وقت.
. تعودنا في كتبُ السيرة الأسلوب النمطي الخالي من المشاعر والذي يسرد لنا فقط المواضع
والمواقف التي مشى فيها الرسول الكريم وأصحابه رضوان الله عليهم ووقفوا عندها وعلقوا
عليها وقاتلوا فيها، نشأته ونسبة وزواجه، نزول الوحي عليه ورجفته، موقف امنا خديجة
وحكمتها، كل ذلك كان يُقدم لنا بدون عاطفه! . هنا سيرة مُختلفة تماماً عن كل ما سبقها
من كتب السيرة، تفيض بالأحاسيس وتفجّر كوامن ذلك الحب الصامت للرسول الكريم. . يتحدث
المؤلف هنا عن السيرة المكية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ويخاطب ارواحنا ويحركّ
عواطفنا حتى تكاد تشعر بأنفاس الرسول الكريم وضيقته وحبه وتراه متمثلاً أمامك بهيئته
الجميلة وهو يبكي عند قبر أمه آمنه فأبكى من حوله وأبكاك معهم . ابتعد الكاتب في هذه
السيرة عن السرد التاريخي - الاسلوب النمطي المعتاد والذي يعرض الحقائق بأسلوب أكاديمي
لا يناسب الجميع - ليكون هذا الكتاب صالحٌ للكل - ناشئة وكبار - تسيرُ الأحداث هنا
تبعاً لنزول القرآن فيبدأ بأول سورة نُزلت حتى آخر سورة وآية في المرحلة المكية، كتاب
يغذي الروح ويطهّر النفس، ويجدد حبك للرسول الكريم و يُرسخ دعائم إيمانك بالله ورسله
أكثر لتُصبح َ أعمق وأعمق؛ يتحدث بالعقل والمنطق فترى قلبك يتحرك ويرفرف مثل الطير!
. لا أذكر متى قرأت كتاباً بثّ في داخلي الهيبة من محتواه وشرعت في تعديل وضعية جلوسي
أثناء قراءته احتراماً له كما حصل معي اثناء قراءة السيرة المستمرة. . . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق