عرض : امينة عبد
الجبار
كتاب شخصية الفرد العراقي... لعالم الاجتماع الدكتور علي حسين محسن عبد
الجليل الوردي صدر سنة ١٩٥١ في بغداد لقب عائلته الوردي نسبة إلى أن جده الأكبر
كان يعمل في صناعة تقطير ماء الورد . ويعتبر هذا الكتاب بحث في نفسية الشعب
العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث مضمونه اجتماعي، فلسفي.
حلل علي الوردي الشخصية العراقية على اعتبارها
شخصية ازدواجية تحمل قيم متناقضة، وقسم الكتاب الى
قسمين
: القسم الاول عن
بحث الشخصية البشرية بشكل عامّ. كيف أن شخصية الانسان تتكون نتاج تفاعله مع
المجتمع (الوراثة والمحيط) بغض النظر عن الشيء الدفين المميز لكل واحد فينا وتكلم
عن نظريات المفكر ابن خلدون وأنه درس شخصية الإنسان لا على أساس الموعظة والإرشاد
كدأب الناس قبله، بل على أساس الحقيقة الراهنة التي لا محيص عنها. أما القسم الثاني اختص بشخصية الفرد
العراقي.
تكلم أيضا عن
ازدواج الشخصية وكيف هي توجد فينا على أشكال مختلفة من دون أن نشعر!
اما بخصوص المجتمع العراقي فتغلب عليه
الشخصية الازدواجية بشكل اساسي اي يقول شيء ويعمل شيء اخر مثال كشخص يدعو الى
الالفة الوطنية وهو اول شخص يتخلى عن وطنه في سبيل مصلحته حسب رأي الكاتب توجد
نقطة مهمة تكلم عنها وهي : (ما للغة أثر بليغ فيه هذا الأمر)؛ الفرق الكبير بين
اللغة الدارجة واللغة الفصحى، بين لغة الأعمال اليومية ولغة الكتابة والخطابة،
وكيف أن هذه المشكلة عامل في تكون الشخصية المزدوجة. أعتقد أنها مشكلة كل البلاد
العربية. عبّر عن أفكاره بكلمات توصل المعنى بلا إطالة. وختم بـ " إن هذا الازدواج الذي حاولت أن
اكتشفه في شخصية الفرد العراقي، على اختلاف طبقاته، لظاهرة اجتماعية تدعو إلى
التأمل العميق. وأظن أننا سنظل حيارى في مجالات الحياة الجديدة، مترددين لا نعمل
شيئا، إذا لم نلتفت إلى هذه الظاهرة ونعترف بوجودها، ونحاول معالجتها علاجا جدياً.
فما دامت تلك الهوة موجودة بين ما نعمل وما نفكر، وما دمنا ندعي شيئاً ثم نفعل
غيره، وإننا سوف نبقى سادرين فيما نحن اليوم من قلق وارتباك لا حد لهما هو داء لا
بدّ له من دواء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق