لطالما كانت امي تردد هذا المثل القائل (الطيور على اشكالها تقع)،ولم اكن
حينها أعي معنى هذا المثل ؛و هذا القول.
ومرت الأيام والسنوات ومرت في حياتي مواقف وقصص لم تكن بالحسبان ومهما كنت
اكبر وأفهم واترجم ماكان يحدث.وحدثت معي ومع غيري قصص كنت اقف معها وقفة
المتحير الذي لا يقوى على تفسيرها،منها ماهو مبهم لا أستطيع أن أجد له
الحلول والاجابات المناسبة .
وهي ان من جملة ماعرفت ممن تزوجوا أنهم سرعان ماانفصلوا بغير سبب يعقل
لمجرد أن احد الطرفين لم يكن يتناسب مع الطرف الاخر تربية وخلقا وتصرفا ،اي
شكلا ومضموما...مع أن أحد الطرفين كان قمة الأدب والأخلاق والدين والتواضع
وعلى قدر الوسامة،ومع ذلك لم يفلح في كسب محبة واحترام الطرف المقابل الذي
كان عكسه تماما في الاخلاق والمعاملة ،وأنه لم يكن يتناسب معه ،ولم يكن
بينهما ادنى تشابه في أي شيئ ،ولكنه مع ذلك كان يحاول بشتى الطرق التقرب
من الطرف الاول،لكي لايهدم حياته اوبيته ،ويحاول ان يعطي اكثر مما ياخذ
لإرضاء الطرف الاخر ،ويجبر نفسه تارة ويقنعها اخرى على التعاشر والتراحم
وإيصال ماقد يقطع في اي لحظة برغم محاولات الطرف الثاني او (المعوج)
واصراره على التصرفات اللاخلاقية وغير الانسانية مع الطرف الاخر ...فقط
اسأله لماذا هذه الافعال التي لاتمت للدين والاخلاق بأي صلة..لماذا ذلك
الاصرار على اذية الشريك ...؟هل انك تشعر بنقص ،فمن برأيك يكمل النقص الذي
لديك ؟،انك بنعمة كبيزة لا تدركها قد انعم الله تعالى عليك ولكنك لا تشعر
بها الا إذا فقدانها وتستبدلها بالذي هو ادنى ،لماذا اذا انت كذلك لماذا لم
تختر الشريك الذي يناسب خلقك وأخلاقك هل في نيتك ان تعيش في الارض الفساد
فقط لا غير ؟انك انسان مجرد من الانسانية تفكر في مصلحتك الشخصية ،وكم
ستجني من وراء ذلك الزواج الفاشل تكرهي مهنتك واسلوبك في ابتزاز من سام
اليك نفسه وقلبه بدون ان يسألك الى متى ستحافظ عليه؟والى اين ستاخذه؟...الى
قمة الجنان ام الى حافة الهاوية ؟،ولكنك بالتأكيد الخاسر الأكبر، لانه
مهما جنيت من اموال على حساب غيرك ليس لك الحق فيها فإنك ستخسرها لا محالة
فكل شيئ يزول الا الاخلاق والعمل الصالح فإنها باقيان بقاء الانسان وحتى
بعد فنائه فإنى العبق العطر والذكرى ..انها حقائق رآيتها وتعايشت معها
وليست مجرد كتابات على ورق من سرد الخاطر ..طرف بريئ.. وطرف مذنب..طرف ظالم
..وطرف مظلوم .. انها الحياة طويلة مع شخص جمعها الزواج ..وفرقمها الطلاق
..بدون ادنى سبب لمجرد فكرة عابرة وانتهت في مخيلة أحدهما
سارة رعد