يعد التخطيط أحد اساسيات العصر الحديث للنجاح في
بلوغ الاهداف، فهو يهتم بالوسائل التي تمكن من بلوغ الهدف على أسس علمية صحيحة
استناداً الى الدراسات العلمية والاحصاءات والبيانات الدقيقة والتجارب السابقة
التي تؤدي الى كشف المشكلات المتوقعة وايجاد الحلول السلمية لها قبل تفاقمه لا شك أنّ
التخطيط المدروس أساس العمل الناجح والإدارة البارعة هي التي تتمتع بتخطيط حكيم
يوازن بين الإمكانات المتاحة والطموحات..
ولكي يكون التخطيط أكثر منطقية واعتدال لابدّ
وإن يعرف المخططون أهدافهم المنشودة بشكل واضح ودقيق ولعلّنا نوضّح الفكرة بمثال:
إذا أردنا تطوير مستوى الأعمال في اي مؤسسة أو توسعتها أو تنشيطها بشكل أفضل لابد
أن نعطي الأعمال افراد جدد وبطاقات متحمسة وهادفة وهذا ليس دائما في المتناول
وإنما لابد من صناعة الطاقات المطلوبة وهذا لا يتم إلا عبر تربية مجموعة من
الكوادر والخبرات ولإدارة الناجحة لهذه الكوادر ودعم هذه الكوادر بشكل فعلي وان
الاهتمام بالكوادر هو من اساسيات التخطيط في اي مؤسسة . اما
بالنسبة لظاهرة التخطيط الاعلامي فان اي مؤسسة اعلامية لها اهتمامات كبيرة بهذا
الجانب الا وهو التخطيط ويعد جزء من الخطط الشاملة للدولة، إذ أن هناك اهتماماً
بالتخطيط الجزئي وخاصة في قطاعات النشر والانتاج الهندسي والاعلام الخارجي وهو
تخطيط يتماشى مع استراتيجية الدولة. يوضح
التخطيط الاهداف التي تسعى المؤسسة الى تحقيقها وبالتالي يسعى كل فرد من افراد
المؤسسة الى ان يؤدي عمله مما يساعد على تحقيق هذه الاهداف بالاضافة الى انه يساعد
على توفير الاطار الذي يساعد على توحيد الجهود لتحقيق تلك الاهداف وتحديد
الاحتياجات والأولويات ودراستها ومعرفة علاقتها باهداف التطور وخططه لتحديد حقوق
والتزامات وامتيازات مؤسسات الاتصال، لذلك اكدت الدراسات العلمية على ان الجمهور
المستهدَف يستجيب للمصادر ذات الثقة، والموضوعية والنشطة او الخبيرة بشؤونه لانه
يعتبرها محترمة وجريئة وقريبة منه اذن المؤسسات الاعلامية المتمتعة بالتخطيط
المحكم لكل خطواتها هي من المؤسسات الاعلامية الناجحة ويكون من اسباب نجاحها
التخطيط الصحيح لكل الامور.
وفي هذه
الخطوة يقوم المخططون الاعلاميون بتحديد كل المصادر المتوافرة، وبشكل خاص المصادر
المستغلة، وحصر المصادر المادية بما في ذلك البنى التحتية، من المستلزمات الرئيسة
للتخطيط. ويتم ذلك من خلال دراسة كل الموارد والجهود، التي يمكن استخدامها وكيفية
الاستخدام الأمثل لها. كما ينبغي التعرف على ماهية، الطاقات الاعلامية المتوفرة
بشكل تفصيلي دقيق (بشر، اجهزة، قنوات) وما
يساندها من قوى اخرى (ادارية مالية) التي تؤثر بفاعلية عملية التخطيط الاعلامي
ونجاحها يراعى في عملية التخطيط الاعلامي، دراسة احتياجات المجتمع ككل او احتياجات
ومصالح الجمهور المستهدَف، شرط أن ينعكس ذلك في اهداف سياسات الاتصال وبرامجه.
الهام بشير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق