اعداد طالبة الماجستير : مريم احمد
التربية الإعلامية
هي عملية توظيف وسائل الاتصال بطريقة مثلى من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرسومة
في السياسة التعليمية والسياسة الإعلامية للدولة. ولذا لا يقتصر تأثيرها على
الطلبة في المدرسة، وإنما يتعدى ذلك إلى التأثير في الآباء والأمهات والأخوة
والأخوات داخل الأسرة، وإلى التأثير في كافـة أفـراد المجتمع1.
إن إطلاق مصطلح
(الإعلام التربـوي) يشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام
العامة يمكن أن يكون اقرب إلى الصواب وأكثر إفادة للعملية التربوية والبحث العلمي
التربوي وبخاصة أجهزة الإعلام 2.
ظهر مفهوم
التربية الاعلامية اواخر الستينات من القرن الماضي "كوسيلة تعليمية" اذ
ركز الخبراء على امكانية استخدام ادوات الاتصال ووسائل الاعلام لتحقيق منافع
تربوية ملموسة وبحلول السبعينات من ذات
القرن بدأ النظر الى التربية الإعلامية على انها "مشروع دفاع" هدفه
حماية الاطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الاعلام فانصب التركيز على
كشف الرسائل المزيفة والقيم غير الملائمة الا ان هذا المفهوم تطور في السنوات
الأخيرة ليتحول بالإضافة الى ذلك الى مشروع تمكين يهدف الى اعداد الشباب لفهم
الثقافة الاعلامية التي تحيط بهم, وحسن الانتقاء والتعامل معها والمشاركة فيها
بصورة فعالة ومؤثرة 3.
مـنظـمة اليونســكو والتربيــة الإعــلامــية4:
1- تعد
منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) الداعم الأكبر عالمياً
للتربية الإعلامية.
2- تقرر
مؤتمرات ( اليونسكو ) أهمية التربية الإعلامية بعبارة مهمة: "
يجب أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة ."
3- تشــير إلى أن الإعــلام يملــك
سلــطة مؤثــرة على القيــم والمعتـقــدات والتـوجـهــات والممارسات في مختلف
الجوانب اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
4- من خلال أنشطة اليونسكو المتعددة
في هذا المجال فإنها تعد التربية
الإعلامية جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم وتوصي
بضرورة إدخال التربية الإعلامية حيثما أمكن ضمن المناهج التربوية الوطنية وكذلك
إدخالها ضمن أنظمة التعليم غير الرسمية والتعلم مدى الحياة.
- وفي العام 1982 خصصت الندوة العامة لليونسكو لمناقشة شؤون
التربية الإعلامية وتحدياتها وذلك لأن وسائل الإعلام قد أصبحت متاحة وبسهولة في كل
منزل، وكان الهدف الأهم هو التوعية والإرشاد في كيفية متابعة وسائل الإعلام.
- لذلك سعى اليونسكو ومنظمات إعلامية وأكاديمية
عديدة على تبني التربية الإعلامية الرقمية والعمل على أشاعه هذا المفهوم في كثير
من دول العالم بعده الخيار الاكثر حضورا لمواجهة تحديات الانفتاح الإعلامي الكبير،
حيث تم أخيرا تبني هذا المفهوم عربياً وكانت الريادة لدول لبنان والسعودية التي
عملت على ادخال هذه المفردة ضمن مناهج بعض المواد الدراسية للمدارس الثانوية وبعض
الكليات، ثم دخل العراق على نفس الخط.
1- حسن
شحاته، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية،
2003م.
2- نائلة
حسن، الاعلام التربوي والاذاعة المدرسية ،(عمان:الاكادميون،2015)،ص14.
3- فهد بن
عبد الرحمن, التربية الاعلامية, (الرياض: دار اقرأ الدولية, 2010م), ص19 .
4- سحر خليفة سالم ، التربية الإعلامية الرقمية الخيار الوحيد 24 يناير2018،ينظر الى/ 0https://aoija.org
التربية
الاعلامية الرقمية مجموعة القواعد التي تحدد
المهارات والسلوكيات الخاصة بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة والمطورة وخلق دمج
بين القيم التربوية المجتمعية التقليدية والعالم الرقمي لأجل مواكبة المستجدات على
الساحة العالمية وايجاد درجة متقدمة من الوعي بها1.
إن فكرة التربية الإعلامية الرقمية انطلقت في
الوطن العربي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة وجاءت كضرورة ملحة وهدف لزيادة
المعارف في الجوانب التحليلية والنقدية للنص الإعلامي سواء الذي يقدمه الإعلام
العربي أو الأجنبي، وتعتبر الجامعة الأمريكية ببيروت نقطة الانطلاق العربية الأولى
عندما بدأت أول ورشة علمية عقدت عام 2006، بهدف التعرف إلى مفهوم جديد للإعلام في
ظل عولمة الإعلام ودخول عصر تقنيات الاتصال والمعلومات وتأثيرها في تبدل الكثير من
المفاهيم الاجتماعية والفكرية لدى المواطن والمجتمع. فالتطور الذي لحق بالاتصالات
الشبكية أعطى دفعاً كبيراً نحو تفعيل ممارسة الثقافة التشاركية لأفراد المجتمع،
وإلى توافر مجموعة من موارد جديدة، وتسهيل تدخلات جديدة لمجموعة متنوعة من
الجماعات التي ناضلت طويلاً ليكون صوتها مسموعاً2.
1- الهدف
الأساس من التربية الإعلامية الرقمية هو لحماية أفراد الأسرة والأطفال من الأفلام
المرعبة والخلاعية وغيرها.
2- تنمية
مهارات التفكير الناقد والمشاهدة الواعية واكتساب المبادئ الأساسية لتحليل وتفسير
ونقد كل ما يُقدم من مضامين إعلامية ذات أهداف مقصودة وغير مقصودة.
3- دعم
الهوية الثقافية وتكوين جيل قوي منتج ومبدع يُساهم في تنمية بلاده عبر إمداده
والمعارف لفهم الأيدولوجيات الخاصة بوسائل الإعلام وتزويده بالثقافة الإعلامية الهادفة لحصر ونقد
ما يُشاهد ويتلقى.
4- اكساب
الخبرات اللازمة لمساعدتهم على الاستخدام الأمثل لوسائل تكنولوجيا الاتصال ومواكبة
التطورات المستمرة بل والسريعة في المجتمع المعلوماتي المُحيط بنا.
5- تحويل
الجمهور من الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام, الى الاستهلاك الايجابي والانتاج
الواعي بحيث يكونوا قادرين على التعبير عن افكارهم بواسطة وسائل الاعلام.
1-حسن سعد,
جميل محي, التربية الرقمية, مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية ,2019, ينظر الى alnahrain.iq/post/47
2- زهیراحدادن، مدخل لعلوم الإعلام والاتصال،(الجزائر: ديوان
المطبوعات الجامعية، 2002)، ص 13- 14.
3-محمود عبد العاطي مسلم وآخرون, تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية, بحث مستل من رسالة دكتوراه الفلسفة في التربية النوعية, مصر, جامعة بنها, 2017, ص11 .
أهمية التربية الإعلامية الرقمية 1 :
1-تعلم الطالب مهارات التحليل والتقييم
والتفسير للمعلومات الواردة اي ان يكون المتلقي ناقدا في أستقاء أية أخبار او
معلومات و يكون واعي تقنيا من خلال اكتسابه لمهارات التعامل مع وسائل الاتصال
والإعلام الحديثة والتي تتعلق بمهارات تصميم المدونات ومهارات التصوير والتصميم
(الجرافيك) لإنتاج بعض انواع النصوص.
2- تمثل الرافد الحقيقي لتغذية
عقول الجماهير بالمعلومات والأفكار وتحقيق مبتغاها وتجسيد اتجاهاتها في ذات الوقت،
كما ثبت أن للصورة فيها أثر بالغ في التراسل وإثارة رؤية التحليل العلمي.
3-استخدام مهارات التفكير الناقد وإدراك اثر الإعلام بالشكل الإيجابي
والسلبي على المجتمع. الانتقال التدريجي إلى المدرسة الإلكترونية وفقاً لخطة معدة
بشكل محكم، تلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع من النواحي المختلفة، وتكون بتكلفة
معقولة وذات مردود منتظر عالٍ.
4-التأهيل والتدريب، التجهيزات (حواسب ووسائط متعددة)، البرمجيات
(التشغيلية والتعليمية)، الشبكات (المحلية والإنترنت)، التحديث ومعدلاته، الخدمات
والصيانة.
5- دوراً بارزاً في إكساب الطلاب الثقافة الاجتماعية النقية وامتلاكهم
مهارات النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات والربط بين الأشياء والمتغيرات ،
فضلاً عن المهارات التركيبية ومهارات الحديث والقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية
والثقافية التي تساعدهم على الاتصال الفعال2.
مراحل التطورات
والتحولات للتربية الاعلامية والرقمية 3:
مرت العملية التعليمية بمراحل
عديدة من التطور التدريجي لخدمة العلم والمعرفة وتطور أدوات نجاحها:
المرحلة الاولى شكلت المحادثة في الماضي ميداناً
علمياً لإيصال العلم والمعرفة من المعلم إلى الدارسين وفق منهج الشرح والتعليق
والرد على الاستفسارات، وهذه جاءت ضمن مرحلة بدائية في منظورنا الحالي، لعدم توافر
أدوات التعليم الأساسية من الورق والقلم وحتى عدد الدارسين الذي كان قليلاً.
_المرحلة ثانية أكثر تطوراً وانفتاحاً تناولت
أساليب تعليم جديدة تعتمد الورق والقلم وأدوات الدراسة الأخرى واعتماد القراءة
والكتابة الأساس في نقل المعارف والعلوم، وأتيح لأعداد كبيرة من الناس أن تتلقى
العلم والمعرفة من المعلم وتتبادل معه جوانب العملية التعليمية، فضلاً عن انفتاحها
على المرحلة بالانفتاح على الصحافة المطبوعة التي اعتبرت مرحلة جديدة من النهوض
الفكري للمجتمع.
_المرحلة الثالثة مرحلة الانفتاح
على التجمعات التعليمية من المدارس والكليات والتي تميزت بتجمع الطلاب والأساتذة
والموارد الأكاديمية مع بعضها وفي هذه المرحلة كانت التقنية المتاحة هي قاعات
المحاضرات والمكتبات ومع الوصول بالمجتمعات إلى عصر تكنولوجيا المعلومات.
_المرحلة الرابعة برزت التقنية الرقمية التي قادت إلى تطورات كبيرة في المجالات
المختلفة ويمكن وصف العصر الحالي ودوره في عملية التغذية الفكرية بالعصر الرقمي،
إذ إن التعليم في هذا العصر يعتمد على المدرسة الإلكترونية حيث التقنية الجديدة من
الحواسيب والأجهزة المرتبطة بها والشبكات وبخاصة الإنترنت أدوات شائعة ادت إلى
تغير جذري في العملية التعليمية وهذه المرحلة ما هي إلا نتاج للعصر الإلكتروني
بجزئه الرقمي وما يقدمه من تقنيات: أجهزة التلفون – آلات الفاكس – الكاميرات – اجهزة
الحاسوب.
________________________
1- شريفه رحمة الله سليمان : " استخدام تكنولوجيا الاتصال في نشر مفهوم
التربية الإعلامية بمدارس دولة الإمارات العربية المتحدة " ، رسالة دكتوراه (غير
منشورة) جامعة القاهرة كلية الإعلام ، ص ۷۱ .
2- محمد بن شحات الخطيب : " دور المدرسة في التربية الإعلامية " ،
ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الأول للتربية الإعلامية ،الرياض ، ۲۰۰۷ .
3-ينظر"
كرداغ فريدة "التكنلوجيا ودورها في العملية التعليمية "رسالة ماجستير
(غير منشورة)،جامعة عبد الحميد بن باديس كلية الادب العربي والفنون 2016، ص ص27-31.
3
المصادر
والمراجع:
1- حسن سعد, جميل محي, التربية الرقمية, مركز النهرين
للدراسات الاستراتيجية ,2019, ينظر الى alnahrain.iq/post/47.
2- حسن شحاته، معجم المصطلحات التربوية والنفسية،
القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2003م.
3- زهیر احدادن،
مدخل لعلوم الإعلام والاتصال،(الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2002)، ص 13-
14.
4- سحر خليفة سالم ، التربية
الإعلامية الرقمية الخيار الوحيد 24 يناير2018، ينظر الى / . 0https://aoija.org
5-
شريفه رحمة الله سليمان : " استخدام تكنولوجيا الاتصال في نشر مفهوم التربية
الإعلامية بمدارس دولة الإمارات العربية المتحدة " ، رسالة دكتوراه (غير
منشورة ) جامعة القاهرة كلية الإعلام ، ص ۷۱ .
6- فهد بن عبد الرحمن, التربية الاعلامية, (الرياض: دار
اقرأ الدولية, 2010م), ص19 .
7- كرداغ
فريدة "التكنلوجيا ودورها في العملية التعليمية "رسالة ماجستير (غير
منشورة)،جامعة عبد الحميد بن باديس كلية الادب العربي والفنون 2016، ص ص27-31.
8- محمد بن شحات الخطيب :
" دور المدرسة في التربية الإعلامية " ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر
الأول للتربية
الاعلامية، الرياض ،2007.
9- محمود عبد العاطي مسلم وآخرون, تنمية الوعي بالتربية
الإعلامية في ضوء المعايير
الأكاديمية, رسالة دكتوراه(غير منشورة)
الفلسفة في التربية النوعية, مصر, جامعة بنها, 2017, ص11 .
10- نائلة حسن، الاعلام التربوي والاذاعة المدرسية
،(عمان:الاكادميون،2015)،ص14.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق