ورقة بحثية لطالبة الماجستير: سماح خالص الهيتي
كلية الاعلام / الجامعة العراقية
شهد العالم ولا يزال سباقا عارما في مجال الاعلام فمن اعلام تقليدي الى ثورة تكنلوجية نتج عنها اعلام رقمي يؤدي دورا بارزا في حياة كل الشعوب حيث شهد العالم اقبالا واسعا ومتزايدا في اعداد المستخدمين يقابله ضخ هائل من المعلومات .
يعرف الاتصال الرقمي بأنه : العملية الاجتماعية التي يتم فيها الاتصال من بعد بين اطراف يتبادلون الادوار في بث الرسائل الاتصالية المتنوعة واستقبالها من خلال النظم الرقمية (1).
تتضمن هذه الورقة البحثية وسائل الاتصال الرقمي مع نبذة عن كل وسيلة :
1. التلفزيون الرقمي(2):
يمثل التلفزيون الرقمي ثورة في عالم البث التلفزيوني بما يملك من امكانيات بث ثماني قنوات في الحيز الترددي لقناة تلفزيونية ويوفر البث الرقمي نوعية صورة عالية الدقة والوضوح ويضمن صوتا انقى وسعرا ارخص وقد تم استخدامه اوائل عام 1993 وفي ضوء ذلك ظهرت القنوات المتخصصة للبرامج والجمهور.
يتميز التلفزيون الرقمي بحدة وضوح الصوت والصورة تصل الى خمس مرات وضوح التلفزيون العادي وجودة في الصورة تقترب من صورة السينما،اضافة الى امكانية البث البرامجي المتعدد والمتزامن في الوقت نفسه، والقدرة على تخزين المواد البرامجية، اضافة الى التفاعلية التي يحققها من خلال اختياراللقطات والمواد والبرامج المطلوبة .
وامكانية التواصل بين القائم بالاتصال والمستخدم عبر الرسائل القصيرة والبريد الالكتروني، وهو بذلك يسعى لتحقيق حاجات ومتطلبات المستخدمين التلفزيونية .
من الخدمات التي يقدمها التلفزيون الرقمي: (الفديو عند الطلب-التلفزيون التجاري-خدمة الاعلانات-خدمة دليل البرامج الالكتروني-خدمة المباريات الرياضية-خدمة العاب الكومبيوتر-خدمة الدردشة) .
2- الراديو الرقمي (3) :
تعود فكرة الراديو الرقمي الى الامريكي اللبناني الاصل نوح سمارة الذي اطلقها عام 1999 في مجموعته العالمية world space واضعا حدا لتاريخ الاطباق في التقاط الاشارات مستعيضا عنها بهوائيات دقيقة تلتقط الاشارات مباشرة .
وبدلا من تحويل الصورة والصوت الى موجات فان التكنلوجيا الجديدة تحولها الى سلسلة من الارقام التي يمكن نقلها عبر الهواء ثم استقبالها بواسطة الهوائي الخاص بالراديو.
يتميز البث الرقمي بمزايا عدة :
1. يوفر ارسالا صوتيا فائق النقاوة .
2. سهولة الاستخدام والانتشار الواسع وامكانية استخدام اجهزة عدة كالراديو والانترنت والهواتف المحمولة .
3. توفير اكبر عدد من المحطات مع توفير خيارات اكبر للمستمغين .
4. القدرة على استيعاب التردد لعدة برامج اذاعية بدلا من تردد مخصص لبرنامج واحد .
5. عدم التاثر بالعوامل الجوية التي كانت تعترض البث التقليدي فالبث الرقمي يصل الى كافة انحاء العالم من غير تشويش .
3-السينما الرقمية(4) :
تعتبر السينما الرقمية تقنية جديدة في التمثيل والعرض تتمثل في التعامل مع الصور بمبدأ الصفر والواحد (البث والبايت) .
وهي تكنولوجيا التصويروالمونتاج والتوزيع والعرض ، يتم توزيع الفيلم الرقمي بواسطة قرص صلب ورقمي ، او عن طريق الاقمار الصناعية الى دور السينما او التلفزيون المنزلي ويتم العرض بواسطة اجهزة رقمية .
تتعامل السينما الرقمية مع الصورة على انها اشارات كهربائية ثنائية رقمية شانها شأن جميع التطبيقات الرقمية، فبدلا من طبع الصورة وتحميضها كيميائيا على أشرطة تتم عمليات التقاط وانتاج وعرض الافلام على اجهزة الكومبيوتر او الجوال او اية اجهزة اخرى ،وهنا لا يوجد شريط ولا صورة ملموسة اصلا بل ملفات بيانية يتم تفسيرها ونقلها وعرضها كصور ثابتة او متحركة .
انبثقت السينما الرقمية عام 2002 كمشروع مشترك بين عدد من استوديوهات السينما(ديزني،فوكس،ام جي ام،برامونت،سوني) وذلك بهدف تطوير مواصفات ومعايير السينما الرقمية، وتم وضع معايير خاصة مع الجمعية الامريكية للمصورين السينمائيين، ووفقا لهذه المعايير انتج عدد من الافلام منها فلم لوالت ديزني بعنوان (الرجل القرنيني) .
4- المسرح الرقمي(5): هو ليس مسرحا رقميا بمعنى الخلق بالمعادلة الصفرية ولكنه المسرح الذي يعتمد على معطيات التقنية الرقمية في بناء وسائط معالجته الفنية للإضاءة والمنظر والمؤثرات الصوتية بما يثري رؤية الإخراج جماليا وفنيا وبذلك يمكن تسميته (مسرح التقنيات الرقمية) تجنباً للخلط بالمفهوم وإلتماساً للتحديد المفهومي الأدق.
المسرح الرقمي يُقصد به ذلك المسرح الذي يعتمد على التقنيات الرقمية، في سياق ما تتيحه من عوالم افتراضية في بناء وسائط معالجته الفنية للفعل المسرحي والسينوغرافيا والمؤثرات الصوتية بما يثري الرؤية الإخراجية جماليا وفنيا ودلاليا، ولذلك سُمي أيضا بـ”مسرح التقنيات الرقمية”.
- الكتاب الرقمي(6): في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الالكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب وخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية. فصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على جهاز الحاسوب، أو الأجهزة الكفية، أو باستخدام أجهزة مخصصة لذلك، مثل “أي فون” و”اندرو يد” وأجهزة “ماك” .
وجد الكتاب الالكتروني مع تطور الحواسب وأنظمتها وبرمجياتها المتقدمة، و انتشر مع بزوغ عصر الانترنيت حيث صار فضاء الشبكة العنكبوتية المجال الحيوي له .
أبرز الانتقادات التي توجه إلى الكتاب الالكتروني الموجهة من طرف مناصري الكتاب الورقي:
_ ضياع حقوق المؤلفين ودور النشر نتيجة التوزيع غير الشرعي لنسخ الكتاب الالكتروني، قراءة الكتاب الورقي أكثر راحة و غير مرتبط بتوفر جهاز حاسوب أو الاتصال مع الانترنيت. بالإضافة إلى أن الكتاب الورقي مرجع دائم ويمكن تخزينه لسنوات طويلة. في حين أن وسائل التخزين الالكترونية قد تتعرض للتلف كما أن وسائل التخزين الحالية قد لا تتوافق مع الأجهزة المستقبلية، وعدم توفر الحواسب والقراءة الالكترونية لكل الناس والطبقات للارتفاع أسعارها كذلك ليست كل الكتب كل الكتب متاحة في صورة الالكترونية.
المراجع:
(1) مصطفى يوسف كافي، الاعلام التفاعلي، (عمان:دار الحامد للنشر والتوزيع،2016)، ص 219
(2) المصدر السابق، ص41
(3) ياس خضر البياتي، الاتصال الرقمي امم صاعدة وامم مندهشة، (عمان:دار البداية ناشرون وموزعون) ص 141 و142
(4) عباس مصطفى صادق، الاعلام الجديد المفاهيم والوسائل والتطبيقات،(عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع) ص 280
(5) جريدة المدى.(2017) . ما المقصود بالمسرح الرقمي!!. تم الدخول الى الموقع بتاريخ( 23/11/2020) المتاح على الرابط التالي: https://almadapaper.net/view.php?cat=205704
(6) الموقع الرسمي للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية.(2017).الكتاب الرقمي والكتاب الورقي المميزات والرهانات.تم الدخول الى الموقع بتاريخ(23/11/2020). المتاح على الرابط التالي: https://democraticac.de/?p=48153#_ftn6