كتابة: محمد نهاد حامد
كتاب مبغى المعبد للكاتب عبد الرزاق الجبران ،صدر عن دار نون , انسان 2012م،بعدد صفحات 225..يحاول عبد الرزاق الجبران في
كتابه "مبغى المعبد" ان يعالج القضية المحورية في الزواج و الارتباط
بالاخر و احكامه في التشريع الاسلامي .
ينظر الكاتب الى الزواج من زاوية الوجود و
نضرته الوجودية للزواج بعيداً عن التشريع الذي شرعه فقهاء المسلمين...حيث يقول ان
الزواج بدون عشق زنا محض حتى و ان حضر المعبد و ادى طقوسه حيث يعد العاشق , و يعد
العاشق زوجاً حتى و ان لم يحضر المعبد .
"الزواج الحقيقي هو الحب عينه لذا لم
يصدر الزنا الا عن المعبد حينما شرع الزواج دون حب و احاله للمعبد لا للقلب"
يتناول الجبران قضية الزواج لدى النبي و يقول
"الحب في الزواج لدى النبي ليس عشقا بالمعنى المثالي له , و انما هو الرغبة
بان تكون مع الاخر و ان تشعر بالحياة معه شرط ان تكون معه لذاته فحسب و ليس
لاشياءه , و في هذا الوجه للحب يظهر التحديد الابرز لمفهوم "المودة"
قرآنياً مع الزواج و المتواصل مع مفهوم "السكن" ايضاً بعيداً عن العشق
كمرحلة مثالية يتعبدها الزواج قبل ان تتعبده اذ مع العشق حتى و رفض العاشقان
عينهما ان يتزوجا لمبدأ ما فهما زوجان رغماً عنهما.
ان مبدأ " لا ضرر و لا ضرار" هو المبدأ الذي يمكن اختصار الاسلام
به في وجوده و فقهه و تشريعه و مبادئه و على هذا المبدأ تبنى فلسفة الحلال و
الحرام و ان " فكرة الحلال و الحرام فكرة خاصة بحرم الانسان لا بحرم
الله" .
يتطرق الكاتب الى مفهوم "الطلاق" و
يقول يجب ان يستبدل بمفهوم "الفسخ" فبمجرد ان تزول معاني الزواج من
العلاقة تفسخ ذاتياً و لا تحتاج كلمة "طالق" من احد الطرفين ،حيث ان
"الفسخ" ليس بيد الرجل او المرأة و انما بيد المعنى الوجودي
ليس المقصود بالمهر بدل مادي يدفعه الرجل
للمرأة ,بدل بضع او بدل جنس او حتى بدل جسد , المهر بكلمة واحدة بدل وجود فالرجل و
المرأة في ارتباطهم يشترون الزوجية عينها و ليس "بضع " الاخر كما يقرر
الكهنوت و الزوجية تشترى بقلب لا بمال , و على الطرفين ان يضع قلبه مهراً للاخر و
لا يضاهي ذلك مهر،لذا من تقبل مهراً من لزواجها فهي و الغانية سواء و كلما كثر
المهر كلما كان عهرها اسوء.
باختصار حاول الجبران ان يهدم الف عام و نيف
من التشريع الكهنوتي الذي اخذ بالاسلام بعيداً عن الفكر النبوي بقوله " الله
يصب الانبياء و الناس تشرب الفقهاء" و ان النبي جاء لنصرة الانسان لا لنصرة
الله لان الانسان هو الذي بحاجة للنصرة لا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق