كتابة : صادق مطلك
للدكتور صالح خضر محمد صدر هذا الكتاب سنة 2013عن دار الكتب العلمية في بغداد ،ابرز الكتاب الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية لبغداد بصورة خاصة والعراق
بصورة عامة بالنسبة للدول العظمى للفترة من 1798- 1914 , وما شهدته بغداد في اواخر
القرن التاسع عشر من تنافس بريطانيا مع المانيا وروسيا حول المصالح والنفوذ
التجاري , كما تناول اهمية بغداد لدولة العثمانية حينما كانت تحت حكمها .
ركز الكتاب على الاطماع الاستعمارية لبريطانيا للسيطرة على العراق واستخدامها
شتى الاساليب للتدخل بالشأن العراقي منذ بداية تأسيس القنصلية البريطانية في عام
1798حتى احتلالهم للبصرة في عام 1914.
درس الكتاب من خلال فصل تمهيدي وثلاثة فصول , تناول في الفصل التمهيدي
تعاقب الحكم العثماني والمملوكي لبغداد واهميتها في سياسات وتوجهات السلاطين
العثمانيين .
اما الفصول الثلاثة فكان الفصل الاول منها يتحدث عن بداية تأسيس اول قنصليه
بريطانية في بغداد عام 1798 وتعيين ممثل بريطاني وهو ادم جونز الذي كان يحمل
تعليمات مهمة في كيفية التعامل مع هذه المدينة المهمة والمصالح الاقتصادية التي
تمثلت من خلال نشاط اثنين من الشركات التجارية البريطانية في منطقة الخليج العربي
وهي شركة الشرق الادنى , وشركة الهند الشرقية.
اما المصالح السياسية فكانت اولا المنافسة الدولية في المنطقة وثانيا اهمية
بغداد في المواصلات بين الهند واوربا مما
دفع الى تزايد التغلغل البريطاني .
اما الفصل الثاني تناول السلطات القضائية
والدبلوماسية للدبلوماسيين العاملين في القنصلية وكيف استغلوها لصالح مواطنيهم
ورعاياهم بما فيها عمل محاكم لرعاياها داخل القنصلية للنظر في قضايا مدنية وجنائية
تخص حقوق الرعايا البريطانيين كما كان في القنصلية العامة سجون يودع فيها المتهمين
من الرعايا البريطانيين.
وكان الفصل الثالث يتحدث عن اهم الانشطة الاستخباراتية والمعلوماتية
للدبلوماسيين البريطانيين في بغداد في جمع المعلومات قبل احتلالهم للعراق عن
الانسان والطرق والمسالك والارض لتكون
مراجع لهم في المستقبل , وعرض اهم الوسائل والمصادر لجمع تلك المعلومات فكانت
اولها عن طريق الجواسيس , وثانيا من خلال الرحل والضباط وثالثا المعلومات التي حصلوا
عليها بأنفسهم من خلال الجولات الى شتى انحاء العراق والزيارات الميدانية رابعا من
خلال اللقاءات والاجتماعات الولاة العثمانيون
وخامسا المعلومات الجغرافية والمسحية لأعداد الخرائط العسكرية والاقتصادية.
كانت بغداد منذ فجر التاريخ محط انظار الدول الاستعمارية وعلى مر العصور
وماتزال حتى عصرنا هذا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق