اجرى الحوار/ دنيا العبيدي
كثيرة هي الاتهامات ضد المفوضية العليا المستقلة
للانتخابات بتزوير نتائجها وانحيازها وعدم مصداقيتها , تساؤلات عديد حول جدوى
انتخابات نتائجها معلومة مسبقا , بالإضافة الى دعوات لمقاطعة الانتخابات وغيرها من
الامور الاخرى , حدثنا عنها واوضح تفاصيلها المهندس رعد ضياء نعمان العاني المدير
العام لمكتب انتخابات بغداد - الكرخ في هذا الحوار .
بدايةً قدم العاني فكرة عامة عن عمليات التحديث للمعلومات وتسليم
بطاقات الناخبين وكيفية التعامل مع البطاقات الغير محدثة فقال :
تقسم
بطاقات الناخبين الى نوعين يتمثل النوع الاول بالبطاقات الالكترونية التي وزعت عام
2014 و تعتبر البطاقات القديمة , والتي تم العمل على تحديثها لتتضمن
بيانات اضافية للناخب من ضمنها الصورة الشخصية لتصبح صالحة لأكثر من عشر
سنوات وتكون بذلك طويلة الامد 0
وبين وجود بعض البطاقات التي لم يستلمها
اصحابها بسبب عدم مراجعتهم لمراكزهم الانتخابية اضافة الى الاشخاص الذين بلغوا الثامنة
عشر من العمر حيث طبعت لهم بطاقات في وقت سابق يتم تسليمها لهم بحضورهم الشخصي حتى
يتسنى للمفوضية تسجيلهم بايومتريا وتحديث معلوماتهم , مؤكدا بإمكان كل من يحمل بطاقته الانتخابية
سواء القديمة او الحديثة التصويت في يوم الانتخاب وغير ذلك فلا يسمح له الدخول الى
المركز الانتخابي 0
النازحين وضمان حقوقهم في التصويت سؤال مطروح
يجيب عنه المهندس رعد قائلا :
هناك نقطة سياسية مفصلية مهمة جدا , ان النازح
يسجل ضمن قاطع الكرخ لكن صوته يعود للمحافظة التي نزح منها حيث انه يصوت في ورقة تخص محافظته من خلال مراكز ومحطات
للاقتراع خاصة بهم , اما بالنسبة للنازحين الذين لم يستلموا بطاقاتهم سوف يتم
اعتبارهم عائدين لمناطق سكناهم الاصلية وترسل اليهم بطاقاتهم في محافظاتهم في مدة
اقصاها منتصف اذار القادم ليتمكنوا من ممارسة حقهم الشرعي في التصويت 0
رسائل تطلق ضد المفوضية من هنا وهناك تتهمها ببيع بطاقات النازحين اوضح العاني هذا الامر
فقال :
ان بطاقات النازحين لم تصل بعد من مكان
طباعتها وسوف يتم استلامها في المخازن خلال شهر اذار لتسلم لأصحابها الذين لازالوا في بغداد او
العائدين لمحافظاتهم الاصلية لضمان حقهم في التصويت وسوف يتم تسليط الضوء على هذا
الموضوع بشكل اوسع في الايام المقبلة من خلال وسائل الاعلام المختلفة 0
اعلان نتائج الانتخابات تتأخر لدرجة تثير
الشكوك حول دقتها ومصداقيتها في حين ان المفوضيات في دول العالم تتبارى للإسراع في
اعلانها , رايكم في هذه المسالة :
وفق قانون انتخابات مجالس المحافظات
المادة (38) فرض على المفوضية فتح مراكز للعد والفرز لإعادة العملية مرة اخرى لجميع مراكز الاقتراع في جانبي
الكرخ والرصافة وكان ذلك من خلال نقل جميع المحطات الى معرض بغداد الدولي مما تطلب
العمل اياما اخرى كانت سببا في تأخير اعلان النتائج , اضافة الى الشكاوى
الانتخابية التي تقدم من قبل الكيانات السياسية اعتراضا على اجراءات معينة داخل
المحطة الامر الذي يتطلب دراسة الحالة والتدقيق فيها بإشراف مجلس المفوضين (السلطة
التشريعية الانتخابية) في المفوضية مما يؤدي في بعض الحالات الى الغاء نتائج تلك
المحطة 0
كذلك التصويت الخاص المتمثل (بقوات الجيش والشرطة) والمستشفيات والسجون تعتبر
من مسببات التأخير في النتائج حيث تكون
الية العد والفرز خاصة يتطلب انجازها 20 – 25 يوم .
وللسيطرة على هذه المشكلات ولضمان عدم التأخير عمدت المفوضية الى العمل
بالية ( جهاز تسريع اعلان النتائج ) وهو عبارة عن صندوق بلاستك يحمل فوقه ( سكنر) الكتروني يعمل وفق الية حساسة ودقيقة
جدا , وهنا عندما ينتهي الناخب من الادلاء بصوته سيقوم بإدخال ورقته الانتخابية
داخل هذا الجهاز الذي سوف يقرأها ويحتسب نتائجها مباشرة الامر الذي وفر الكثير من
الوقت كان يستغرقه الموظفين في عملية العد والفرز للأصوات 0
ولضمان جوة هذه الاجهزة وتامينا لحقوق
المفوضية فيما قد يقال ان المفوضية تعطي ايعازات لجهاز تسريع النتائج بان يضيف
الاصوات لصالح جهة معينة , قامت المفوضية بإعلان مناقصة دولية لفحص ال ( سوفت وير
) الخاص بعمل جهازي التحقق وتسريع النتائج وعن طريق شركات مختصة بإجراء هذه
الفحوصات بالتنسيق مع الشركتين المنتجتين وكانت النتيجة حصول المفوضية على شهادة دولية معتمدة بجودة
الاجهزة المستخدمة وفق المعايير الدولية 0
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا كيفية ازالة التأشير الموجودة في الورقة الانتخابية
من خلال تعريضها ل ( قداحة السكائر ) علق العاني بهذا الخصوص :
ان مقطع الفيديو الذي انتشر في الاوانة
الاخيرة حول ازالة التأشير بواسطه تعريضه للنار على بعد مسافة قصيرة عار من الصحة كون ان الورق الذي استخدمه صاحب الفيديو هو ورق
( آرت ) والذي يتميز بسطحه الصقيل والمقاوم للحرارة على عكس الورق المستخدم في
عملية التصويت السريع الاشتعال لذلك اطمئن الناس ان هذا الامر غير صحيح تماما ,
كما ان المفوضية ليس لديها قلم للتأشير في الانتخابات القادمة وانما ختم يحمل شعار
المفوضية لغرض التأشير داخل المربع المطلوب بكل دقة وبعيدا عن التأشيرات المزدوجة .
قد توفر الرعاية الدولية للانتخابات حماية
لاستقلالية المفوضية وفي نفس الوقت ضمانات للناخبين في المشاركة فيها , رايكم بهذا
الخصوص :
ان دور وتأثير الرعاية الدولية للانتخابات
واضح من خلال تقديمها للمشورة والمساعدة منذ تأسيس المفوضية عام 2004 ولغاية اليوم
حيث عملت على بناء قدراتها وتطوير مهاراتها وزيادة معرفتها بأمور الانتخابات
بمختلف الجوانب , اضافة الى التقرير الذي يقدمه فريق من الامم المتحدة بصفتها احد
شركاء المراقبة الدولية يوضح تقييما شاملا للعملية الانتخابية مما ينعكس على
الناخبين بشكل كبير .
لا احد ينكر ان الواقع العراقي سيء ومرير
وبحاجة الى التغيير وفي جميع الدول الديمقراطية يتم التغيير من خلال صناديق
الاقتراع لتوفر الثقة بجدوى الانتخابات لكن الشعب العراقي لا يؤمن بالانتخابات ولا
بقدرتها على التغيير هلم يمكن للمفوضية ان تقدم الضمانات الكافية لشعب بجدوى
الانتخابات ؟
ان المجتمع بحاجة الى التثقيف في هذا الاتجاه
وتقع المسؤولية هنا على الكيانات السياسية والاعلام , اضافة الى المفوضية ومنظمات المجتمع المدني ,
كما ان على المواطن تقع مسؤولية متابعة الكيانات والاحزاب التي ينتمي اليها
وينتخبها ومطالبتهم بتحقيق مخططاتهم التنموية
وبرامجهم ومحاسبتهم في حاله الاخلال بهذه الوعود ,
فالتغيير نحو الافضل يتطلب التكاتف والتعاون والاخلاص
في العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق