آخر الأخبار

2016/03/25

النرجسي والإمعة

هناك حالة شائعة في مجتمعنا وهي العلاقة بين النرجسي والامعة، والحقيقة هي ان الإنسان النرجسى لا يرى فى الآخرين سوى مرآة يرى فيها نفسه وعظمته وصفاته التى لن يجود الزمان بمثلها يقاتل النرجسى لينال السمعة والاطراء ومنافع الاخرين بل واعلى المناصب ليحقق اهدافه الخاصة ويشعر نفسه بعظمتها وتفردها المطلق كلمات النرجسى حق لا جدال في ذلك ، هو فلتة عصره هو الشمعة التى جاءت لتضئ للآخرين طريقهم وتنير دروبهم فهو العالم وهو المفكر وهو الحاكم بأمره العليم ببواطن الأمور النرجسى لا يقبل الراى والراى الآخر فهو دوما على حق وهو دوما يتوق لياخذ يدك الى الصواب فانت فى نظره عديم الفهم قليل الحيلة ليس هذا فحسب لكن النرجسى يصل به دفاعه عن عظمته وكبريائه إلى محاربة محاوريه والتنكيل بهم والتحقير من شانهم حتى يبدوا أنه الأعظم والأجدر بالاستماع وفى مقابل ذلك لا يشعر النرجسى بنشوة نرجسيته إلا إذا وجد من يشعره بذلك يحتاج النرجسى الى متبعين يتصفون بالانقياد والتبعية ، ويجد ضالته فى الشخص الإمعة
والإمعة كما فى قاموس المعانى هو الشخص المتردد الَّذى لا يثبت على رأي ، ويوافق كل واحد على رأيِه ، وهو من يقول لكل أحد : أنا معك ، ولا يثبت على شيء لضعف رأيه ، من صفات الإمعة أنه يعشق التبعية فهى شخصية سلبية وقد تكون فصامية أو حتى اكتئابية ، لكنها فى كل الأحوال شخصية بلا هوية ، فالإمعة هو اذا شخص لا يستطيع ان يجد طرقه للـ ( أنا ) وللذاتية فهو لا يعرف ان له ذات تتوق الى ان يكتشفها الإمعة شخص ترك ذاته ليبحث عنها فى ذوات الاخرين ، ليس بوسعه ان يكون رايا او ان ينفذ عملا بمفرده لذا فعلاقة العشق بين النرجسى والإمعة علاقة راسخة ، فكل طرف يحتاج وبشدة إلى الطرف الآخر وهذه العلاقة أشبه ما تكون بعلاقة تنبع من عبودية طرف للطرف الآخر مع الاستمتاع والتلذذ بذلك فى علاقة متبادلة


(عفيفه عبد الوهاب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق