آخر الأخبار

2015/04/05

الاداره في المؤسسات الصحفية

تُعد الإدارة الصحفية والإعلامية لمختلف النشاط الاتصالي الذي تمارسه القطاعات الإعلامية بألوانها وأنماطها المعروفة سواء أكان الإعلام مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً، من المواضيع الجديرة بالدراسة والبحث، ومن هذا المنطلق يأتي اختياري للموضوع، مركزاً في مؤلفي هذا على أنماط وأساليب القيادة، لإيماني العميق بأهمية ومسؤولية القيادة وأثرها في تحقيق الأداء الكفؤ لمراحل العملية الإعلامية، وما تتطلبه من جهد في التخطيط والتنظيم واتخاذ القرار في كيفية إدارة دفة التوازن ما بين الموارد البشرية والمادية اللذين يشكلان جناحي الأداء في مجمل مراحل العمل الصحفي والإعلامي الذي لن يكتب له النجاح ما لم يحظ بقيادة فاعلة تأخذ على عاتقها تحقيق أهداف العمل بكفاية وكفاءة تامتين.
لم يُعد الإعلام مجرد رسالة وثقافة وفكر بل تطور في ظل المستجدات العلمية والتكنولوجية الحديثة، لتصبح العملية الإعلامية صناعة متقدمة ودقيقة في آن واحد، فانتقلت الصحافة المطبوعة– على سبيل المثال- من صحافة أفراد إلى صحافة مؤسسات تتحرك بوسائل متطورة يشكل نظام أداء العمل فيها ركيزتها الأساسية، ولقد أثار هذا الموضوع اهتمامي منذ أكثر من عقد من الزمان، إثر مشاركتي ضمن لجنة شكلتها نقابة الصحفيين عام 1998، لدراسة موضوع تحديد العناوين الصحفية والإعلامية المقترح مشاركتها ضمن مشروع جوائز الإبداع الصحفي والإعلامي، وكان من بين عناوينها (الإدارة الصحفية والإعلامية) الذي أثير حوله جدل كبير عندما عرضت النتائج على مجموعة من الخبراء والمتخصصين في الإعلام وعدد من رؤساء تحرير الصحف ومديري المؤسسات الإعلامية الأخرى، فوجدت أن هذا الموضوع (القيادة في الإدارة الإعلامية) ما زال غائباً عن أذهان الكثيرين من العاملين في المهنة على الرغم من أنه يمارس عملياً من قبلهم بشكل تفصيلي دون أن يعوا أطره النظرية وأدواته المعرفية التي ينبغي أن يلم العاملون بالمهنة بجميع جوانب العملية الإعلامية سواء التحريرية منها أو الوظائف الأخرى الساندة لها على الرغم من أن "الإدارة الإعلامية" تُعد علماً قائماً بذاته في العالم المتقدم. إلا أن الاهتمام به في مؤسساتنا الإعلامية العربية لم يكن بالمستوى المعبر عن تلك الأهمية نظراً لندرته لا سيما في البحوث الإعلامية وبرامج التأهيل الصحفي والإعلامي اللذين يفتقران إلى مثل هذا النوع المعرفي، وعلى الرغم من سعة الموضوع وشموليته وظروف الإحاطة به فقد بذلت جهداً لتحقيق معالجة الموضوع الذي أخذ مني الوقت الكثير في التقصي والبحث. وتأسيساً على ذلك قسمت الكتاب إلى سبعة فصول. الأول تناول أهمية دراسة الإدارة الإعلامية. ولماذا القيادة في المؤسسات الإعلامية فضلاً عن منهجية ومشكلة الدراسة.

الحسن هادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق