آخر الأخبار

2021/11/20

الجرائم الالكترونية

اعداد طالبة الماجستير: ناردين نشوان 

الجريمة التقليدية : "الجريمة حدث غير مألوف ,ولا يتفق مع الناموس الطبيعي للحياة , ويدخل مفهوم الجريمة كل خرق للقوانين , كالقتل والخطف والاغتصاب وجرائم العرض والشرف والسرقة والاختلاس والتبديد والسب والقذف والانحراف بالسلطة واستغلال النفوذ والنصب والتحايل على القوانين" (1).

الجريمة الالكترونية : "تشمل استخدام الحاسب كأداة لارتكاب الجريمة هذا بالاضافة الى الحالات المتعلقة بالولوج غير المصرح به لحاسب المجني عليه او بياناته ,كما تمتد جريمة الحاسب لتشمل الاعتداءات المادية سواء على بطاقة الائتمان, وانتهاك ماكينات الحاسب الالي بما تتضمنه من شيكات وتحويل الحسابات المالية بطرق الكترونية وتزييف المكونات المادية والمعنوية للحاسب, بل وسرقة الحاسب في حد ذاته واي من مكوناته" (2).

انواع الجريمة الالكترونية كالاتي (3):

1.     سرقات بيانات بطاقات الائتمان : من الجرائم ذات التأثيرات المختلفة سرقة بطاقات الائتمان الشخصية, والدخول على الحسابات البنكية وتعديلها وسرقة الاسرار الشخصية والعملية الموجودة بصورة الكترونية, وايضاً الدخول على المواقع وقواعد البيانات وتغيير او سرقة محتوياتها.

2.     جرائم الاضرار بالبيانات : يعتبر هذا الفرع من الجرائم الالكترونية ومن اشدها خطورة وتأثير واكثرها حدوثاً وتحقيقاً للخسائر للإفراد والمؤسسات, ويشمل هذا الفرع كل انشطة تعديل او محو , او سرقة , او اتلاف , او تعطيل العمل للمعلومات وقواعد البيانات الموجودة بصورة الكترونية على الحواسيب الآلية المتصلة , او غير المتصلة بشبكات المعلومات او مجرد محاولة الدخول بطريقة غير مشروعة عليها.

 اسباب الجريمة الالكترونية :

أسباب الجريمة الإلكترونية إن موضوع السبب الذي يدفع لارتكاب الجريمة ليس من المواضيع ذات الأهمية في عالم القانون ، فالسبب أو الباعث أو الدافع على ارتكاب الجريمة ليس عنصراً فيها ، كما أن القاضي لا يعتد به في نطاق التجريم ، فالدافع ( الباعث ) ، الغرض ، الغاية ، تعبيرات لكل منها دلالته الاصطلاحية في القانوني الجنائي ، تتصل بما يعرف بالقصد في الجريمة ، وهي مسألة تثير جدلاً فقهياً وقضائياً واسعاً ، ذلك أن « القاعدة القضائية تقرر أن الباعث ليس من عناصر القصد الجرمي » وان الباعث « لا أثر له في وجود القصـد الجنائي » ، وإذا كان الاستخدام العادي للتعبيرات المشار إليها يجري على أساس ترادفها في الغالب ، فإنها من حيث الدلالة تتمايز وينتج عن تمايزها آثار قانونية على درجة كبيرة من الأهمية(1).

ولذلك فإن سبب ارتكاب الجريمة أو الباعث عليها هو : « العامل المحرك للإرادة الذي يوجه السلوك الإجرامي كالمحبة والشفقة والبغضاء والانتقام » ، أما الغرض ، « فهو الهدف الفوري المباشر للسلوك الإجرامي ويتمثل بتحقيق النتيجة التي انصرف إليها القصد الجنائي أو الاعتداء على الحق الذي يحميه قانون العقوبات » ، أما الغاية ، « فهي الهدف البعيد الذي يرمي إليه الجاني بارتكاب الجريمة كإشباع شهوة الانتقام أو سلب المجني عليه في جريمة القتل »(2).

والأصل أن الباعث والغاية ليس لهما أثر قانوني في وجود القصد الجنائي الذي يقـوم على عنصرين ، علم الجاني بعناصر الجريمة ، واتجاه إرادته إلى تحقيق هذه العناصر أو إلى قبولها ، ولا تأثير للباعث أو الغاية « على قيام الجريمة أو العقاب عليها ، فالجريمة تقوم بتحقق عناصرها سواء أكان الباعث نبيلاً أم رذيلاً وسواء أكانت الغاية شريفة أم دنيئة . وإذا كانت القاعدة أن الباعث أو الغاية لا أثر لهما على قيام الجريمة ، فإن القانون يبني عليهما في بعض الأحيان أهمية قانونية خاصة » ، إذ قد « يهتم القانون بالباعث فيشترط توافره على نحو معين في بعض الجرائم ، وفي هذه الحالة يدخل الباعث في عناصر القصد الجنائي ويسمى بالقصد الخاص ، ويتأثر القاضي في تقدير العقوبة بالباعث الذي دفع الجاني إلى ارتكاب الجريمة ، فالباعث هنا هو عنصر في الخطورة الإجرامية للجاني » (3).

ويرى البعض في معرض تحديد ( الهدف أو الدافع على ارتكاب جرائم الحاسوب ) : تستهدف أكثر الجرائم المعلوماتية إدخال تعديل على عناصر الذمة المالية ، ويكون الطمع الذي يشبعه الاستيلاء على المال دافعها ، وبريق المكسب السريع محرك مرتكبها ، وقد ترتكب أحياناً لمجرد قهر نظام الحاسب وتخطي حواجز الحماية المضروبة حوله ، أو بدافع الانتقام من رب العمل أو أحد الزملاء » . وفي هذا السياق فإن دوافع ارتكاب جرائم الحاسوب ، ويعبر عنها ( بالأسباب الرئيسة لظاهرة الغش المعلوماتي ) ، تتمثل بالشغف بالإلكترونيات ، والسعي إلى الربح ، والدوافع الشخصية أو المؤثرات الخارجية ، والأسباب الخاصة بالمنشأة.

ويمكننا بيان الدوافع التالية التي يتمثل بعضها بالباعث للجريمة وفق التحديد السابق في حين يمثل بعضها غاية مرتكب الفعل (1):

أولا : السعي إلى تحقيق الكسب المالي

حقيقة الأمر أن إشباع غريزة حب التملك والحصول على المال بأقصر الطرائق وأسهلها ، السبب الرئيس للعديد من الجرائم ، ومنها الجرائم الإلكترونية ، حيث أشارت إحدى المجلات المتخصصة في الأمن المعلوماتي securite informatique إلى أن الرغبة في تحقيق الثراء من بين العوامل الأساسية لارتكاب الجريمة المعلوماتية حيث أشارت إلى أن 43 % من حالات الغش المعلن عنهـا قد بوشرت مـن أجـل اختلاس الأموال ، و ٢٣ ٪ من أجل سرقة المعلومات ، و 19 % أفعال إتلاف ، و ١٥ ٪ سرقة وقت الآلة ؛ أي الاستعمال غير المشروع للحاسب الآلي لأجل تحقيق أغراض شخصية .

ثانيا : التحدي وإظهار البراعة

يميل مرتكبو هذه الجرائم « إلى إظهار تفوقهـم ومستوى ارتقاء براعتهم ، لدرجة أنه إزاء ظهور أي تقنية مستحدثة فإن مرتكبي هذه الجرائم لديهم ( شغف الآلة ) يحاولون إيجاد ، وغالباً ما يجدون ، الوسيلة إلى تحطيمهـا ( والأصـوب التفوق عليهـا ) ، ويتزايد شيوع هذا الدافع لدى فئة صغار السن من مرتكبي جرائم الحاسوب ، الذين يمضـون وقتاً طويلاً أمام حواسيبهم الشخصية في محاولة لكسر حواجز الأمن لأنظمة الحواسيب وشبكات المعلومات ، ولإظهار تفوقهم على وسائل التقنية ، ولا بد أن نشير هنا إلى أن هذا الدافع ( مجرد قهر النظام ) دفع بالعديد من الدارسين والفقهاء إلى المناداة بعدم مساءلة مرتكبي جرائم الحاسب الذي يتمثل باعثهـم بإظهار تفوقهـم ، واعتبار أعمالهم غير منطوية على نوايا أئمة . هذه أبرز الدوافع إلى ارتكاب جرائم الحاسوب ، وهذا لا يعني توقفها عند هذه الدوافع ، إذ تنطوي النفس الإنسانية على بواعث نفسية متعددة وتنجه الإرادة البشرية إلى تحقيق غايات متناهية ، فقد تبعث على ارتكاب الجريمة مشاعر الحقد والكراهية ، أو يحركها شعور الفاعل بجنون العظمة ، أو كسب المنافسة التجارية أو الصناعية عبر التجسس على مقدرات الغير أو استخدام النظام لمصالح وأغراض شخصية أو غير ذلك ».

أساليب الجريمة الاليكترونية(1):

1-    صناعة ونشر الفيروسات : إذ تعد هذه الجرائم الأكثر تأثيرا وانتشارا معتمدة في أكثر الأحيان على شبكة الانترنت التي أصبحت تدخل في إعمالنا وبيوتنا وحياتنا اليومية وتؤدي الى تحقيق بعض أهداف الجريمة الالكترونية كحذف المعلومات أو تعديلها أو نقلها إلى أجهزة أخرى وإحداث خسائر اقتصادية ومادية كبيرة وتعطيل الأجهزة وعمل المؤسسات بكافة أنواعها.

2-    حصان طروادة : وهو البرنامج الذي يقوم على توفير مدخل للمخترقين إلى أجهزة تحتوي معلومات غير مصرح لهم بالدخول إليها ولا يتطلب استخدام هذا النوع من البرامج إلى خبرات تقنية لحقيق الهدف ، ويكثر استخدام هذا الأسلوب على مواقع الانترنت بإذ يقوم المخترق بتعديل او تغيير المعلومات الموجودة في الموقع بما يخدم هدفه .

3-    إيقاف عمل الخادمات ( Serves ) : من خلال إغراق أجهزة الخادمات في المؤسسات ( لاسيما تلك المرتبطة في الانترنت ) بعدد هائل من طلبات التشبيك مما يؤدي إلى إيقاف عملها وتحقق الخسائر التي يهدف إليها القائم بهذا العمل

4-    انتحال الشخصية : وهي جريمة العصر والتي تقوم على مبدأ انتحال شخصية أخرى والقيام بممارسات وإعمال غير مشروعة او استخدام هوية الشخص الضحية لتحقيق استفادة مادية بطريقة تجعل من الصعب اكتشاف الفاعل الحقيقي .

5-    الابتزاز والتغرير : باستخدام أساليب عدة مما ذكر وعادة ما يكون الضحية من قليأتي الخبرة او المعرفة الالكترونية أو من الأطفال أو النساء وتستخدم أيضا لهذا الهدف مواقع المواعدة على الانترنت او البرامج الحوارية.

6-     تشويه السمعة : وذلك بنشر معلومات حصل عليها المجرم بطريقة غير مشروعة او معلومات مغلوطة وتهدف إلى كسب مادي او سياسي او اجتماعي معين .

7-     النصب والاحتيال : كبيع السلع أو الخدمات الوهمية أو سرقة معلومات بطاقات الائتمان واستخدامها وتوفر الانترنت مجالا واسعا للقيام بهذه الإعمال إذ إن الإطار الوهمي الذي يمكن ان تغلف فيه الانترنت من يقوم بهذه العملية تسمح له بالاختفاء في إي وقت يشاء وبعد قيامه بالجريمة. 

دوافع الجرائم الالكترونية (1):

          أ‌-          السعي لتحقيق الربح : يأتي السعي لتحقيق الربح في المرتبة الأولى مـن سـلـم دوافـع ارتكـاب جرائم المعلوماتية . ففي دراسة أشار إليها الأستاذ بـاركر نجـد أن نسبة 43 % من حالات الغش المعلن عنها قد بوشرت من أجل الحصول على المال .

       ب‌-       اثبات الذات : الباً ما يكون الدافع لدى مرتكبـي الجـرائم المعلوماتيـة هـو الرغبـة في إثبات الذات ، وتحقيق انتصار على تقنية النظم المعلوماتية ، من دون أن يكـون لديهم نيات أئمة.

       ت‌-       التهديد والانتقام : يمكن أن يكون الدافع لارتكاب الجريمـة تعـرض الـشخص للتهديـد والضغط مـن الآخـرين ، في مجالات الأعـال التجارية والأخـرى الخاصـة بالتجسس والمنافسة ، أو سعي بعض الموظفين إلى الانتقام من المنشآت .15 وقد يكون الهدف تهديد الشخص وابتزازه لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه ، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعين.

       ث‌-       الدوافع السياسية : تعد الدوافع السياسية من أبرز المحاولات الدوليـة لاختراق شبكات حكومية في مختلف دول العـالم ، كـا أن الأفـراد قـد يتمكنـون مـن اخـتراق الأجهزة الأمنية الحكومية . كذلك أصبحت شبكة الإنترنت مجالاً خصباً لنشر أفكار العديد من الأفراد والمجموعـات ، ووسيلة للترويج لأخبـار وأمـور أخرى قد تحمل في ثناياها مساساً بأمن الدولة ، أو بنظام الحكـم ، أو قـدحاً في رموز دولية أو سياسية والإساءة لها بالذم والتشهير .

        ج‌-        لدوافع الإرهابية : امتدت الجريمة الإلكترونية لتشمل صور الجريمة المنظمة ؛ حيـث ظهـر الإرهاب الإلكتروني على الشبكة ، وأخذت الجماعات الإرهابية مواقع لها على الإنترنت ، تمارس أعمالها من خلالها ؛ كـالتحريض عـلى القتـل ، بالإضافة إلى تـعـلـيـم صـنع المتفجرات والقنابـل ، عـلاوة عـلى نـشر أفكارهـا الإرهابيـة ، وأصبحت تقوم بشن عملياتها الإرهابية عبر الإنترنت مـن خـلال التلاعـب بنظم وبيانات نظم خاصة .


(1) فاروق ابو زيد , الصحافة المتخصصة , (القاهرة: عالم الكتب, 1986), ص130.

(2) مركز هردو لدعم التعبير الرقمي, الجريمة الالكترونية, (القاهرة: 2014),ص7.

(3) عبد الحليم موسى يعقوب, الاعلام الجديد والجريمة الالكترونية ,(القاهرة: الدار العالمية للنشر والتوزيع,2014),ص218.

(1) فوزية عبد الستار, شرح قانون العقوبات, ط2, (القاهرة: دار النهضة العربية ,1992),ص51.

(2) كامل السعيد, شرح الاحكام العامة في قانون العقوبات الاردني والقانون المقارن, ط2 (عمان: دار الفكر للنشر والتوزيع, 1938), ص156.

(3) محمد العريان, العقوبات ومخاطر تقنية المعلوماتية ,(الاسكندرية: دار الجامعة الجديدة للنشر ,2004), ص44.

(1) مداوي سعيد مداوي القحطاني, الجريمة الالكترونية في المجتمع الخليجي وكيفية مواجهتها, (قطر: بحث منشور من قبل وزارة الداخلية القطرية, 2016), ص18-20.

(1) نادية صالح مهدي, الاثار الاقتصادية للجرائم الالكترونية ,(كلية العلوم السياحية ,جامعة كربلاء ), مجلة الادارة والاقتصاد, المجلد الثالث, العدد التاسع, ص5.

(1) ناصر محمد البقمي, مكافحة الجرائم المعلوماتية وتطبيقاتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ,(ابو ظبي : مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ,2008),ص 10-11.

2021/11/14

وسائل الإعلام التفاعلي وتأثيرها على الاسرة والطفل

 اعداد طالب الماجستير:حسن علاء فاضل

مقدمة

ان وسائل الإعلام ولاسيما التفاعلية منها في ظل غياب الرقابة الذاتية والمؤسساتية قد تشكل خطرًا وتهديدًا على حياة الاطفال واسرهم اذ ما ينتج وينشر في غالبية  تلك الوسائل لا يصلح لمشاهدة الاطفال؛ لما يحمله من تأثيرات سلبية على سلوكياتهم وصحتهم النفسية والجسدية وعملية اندماجهم في المجتمع والتفاعل معه بالطرق السليمة، ان المشكلة الاكبر هي عدم معرفة الاباء والامهات بالمخاطر التي يتعرض لها اطفالهم نتيجة التعرض لتلك الوسائل باستمرار ومشاهدة المحتوى الضار، وما يلاحظ اليوم هو امتلاك الكثير من الاطفال لأجهزة الهاتف الذكي، وامكانية وصولهم لشبكة الانترنيت واهمال الاسرة لهم، مما زاد ذلك من الاثار السلبية الواقعة عليهم.

اولًا: الاثار السلبية لوسائل الإعلام التفاعلي على الاسرة والطفل

   ان عملية تربية الاطفال وتنشئتهم وتثقيفهم والحفاظ على قيمهم وسلوكياتهم السليمة مهمة تقع على عاتق الاسرة والمدرسة، إضافة إلى وسائل الإعلام التي من الممكن استخدامها كأداة تربوية وتعليمية لما تحمله من تأثير على الاسرة والاطفال، حيث  اظهر استطلاع للرأي أجرته جمعية أصدقاء الصحة النفسية القطرية، أن وسائل الإعلام تؤثر في سلوك الأطفال بنسبة 34%، يليها الوالدان بنسبة 32%، فالأصدقاء 20%، ثم المدرسة بنسبة 14%، وأوضحت الجمعية أن وسائل الإعلام لها آثارها السلبية في حياة الاطفال، ومن هذه الآثار انها تقدم مفاهيم عقائدية وفكرية مخالفة للفطرة، وتنمي مشاعر العدوانية و سلوك العنف وحب الجريمة والاستهانة بحقوق الآخرين ومشاعرهم، كما أنها تعيق عملية تطور قدرات الطفل، وتساهم في اضطراب النظام اليومي للطفل، وعدم التزامه بالأوقات المحددة للنوم بالإضافة إلى إصابته بالكثير من الأمراض الصحية ([1]).

ويعد الإدمان من أهم الآثار التي قد تشكل خطرًا على مستخدمي وسائل الإعلام الجديد وبالتحديد الشبكة الاجتماعية وقد تزايدت في الآونة الأخيرة البحوث النفسية التي تؤكد على أن الاستخدام المبالغ فيه لشبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يسبب إدمانا نفسياً يشبه نوعاً ما في طبيعته الإدمان الذي يسببه التعاطي الزائد عن الحد للمخدرات والكحوليات([2]).

   وان الآثار السلوكية والأسرية لإدمان وسائل الإعلام والتقنية الحديثة يمكن تلخيصها بما يأتي([3]):

  1- تقليص العلاقة بين الطفل والأسـرة، بل واغتراب كل فرد في الأسـرة في عالمه الخاص بعيدًا عن الآخر.

 2- القضـاء على الكثير من النشاطات والفعاليات المهمـة للنمو المتوازن للطفل ، كاللعب الحقيقي الجماعي المشترك، وممارسة الرياضة ، والقراءة، والهوايات المفيدة .

 3- السهر وتغيير عادات النوم، واعتياد سلوكيات غذائية غير صحية في الوجبات والأطعمة والمشروبات.

 4- تعـرض الطفل بسبب الأوضاع السيئة فـي الجلوس والمتابعة لساعات طويلة يوميًا إلى أضرار صحية، مثل تشوهات العمود الفقري، وضعف البصر، والسمنة والبدانة

5- التعرض للإخفاق الدراسي، وضعف تطوير المهارات الدراسية، وتدني المستوى التحصيلي،  وقتل روح الإنتاج والإبداع لدى الطفل .

6- استنزاف طاقة الطفل الفكرية واستهلاكها، وشـحن ذاكرته بكل ما هو سلبي وغير مفيد.

 7- تمـرد الأطفـال وإصابتهـم بالغضب والعنف، عند محاولـة وضع حدود وضوابط لاستخدام وسائل الإعلام والتقنية الحديثة من قبل الوالدين، أو تحايل بعضهم لاستخدامها والدخـول إليها كالإنترنت مثلاً مـن دون علم الوالدين، أو تحديًا لهم.

ثانيًا : زيادة مخاطر تأثير وسائل الإعلام التفاعلي على الاطفال في ظل جائحة كوفيد 19

ان ظهور وتفشي جائحة كورونا (( كوفيد -19)) ادى الى زيادة استخدام الاطفال لوسائل الإعلام ومنها مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنيت،  ويأتي ذلك نتيجة الاجراءات الوقائية المتبعة ضد الجائحة، حيث اغلاق المؤسسات التعليمية وبقاء الاطفال في المنازل والتعلم عن بعد من خلال الانترنيت، مما زاد ذلك من مخاطر تعرضهم للمحتوى العنيف او الاباحي المنتشر في  بعض وسائل الإعلام، ومن المؤكد ان ضعف الرقابة الاسرية وعدم متابعة الاطفال احد الاسباب التي تؤدي إلى زيادة تأثيرات محتوى هذه الوسائل على حياة الاطفال وتنشئتهم الاجتماعية.

وذكرت منظمة الامم المتحدة للطفولة ((اليونيسف))  في بيان صحفي نشر على موقعها في 15 ابريل 2020 تأثّر أكثر من 1.5 بليون طفل ويافع بإغلاق المدارس في جميع أنحاء العالم، وينخرط العديد من هؤلاء الطلاب حالياً في دروس إلى جانب أنشطة اجتماعية عبر شبكة الإنترنت، وقد يؤدي إمضاء وقت أكبر على المنصات الافتراضية إلى تعريض الأطفال إلى الاستغلال الجنسي والاستدراج عبر شبكة الإنترنت، في حين قد تؤدي زيادة الوقت غير المراقب على الإنترنت لتعريض الأطفال لمحتوى ضار وعنيف، إضافة إلى زيادة خطر تعرضهم للتنمر الرقمي([4]).

ومن  أثار التعرض للمـحـتـوى القائم على العـنـف في سلوك الاطفال الاتي([5]) :

1- في ألعاب الفيديو العنيفة يشـارك الطفل بنفسـه فـي العنف، بالقتل والضرب والتخريـب والتفجيـر والسـحق والخطف وغيـر ذلك، وربمـا كان ذلك بأداة تحكم على هيئة مسدس في يده، فتكون بمثابة تدريب شخصي فردي له.

2- إن الإدمان على مشـاهدة العنف يؤدي إلى تراكم المشـاعر العدوانية، والعزلة وقد يقود الطفل إلى خطر الانحراف نحو جانب العنف، ومعاداة المجتمع .

3- الإدمـان على ألعاب الفيديو العنيفة يؤدي أحياناً إلى إصابة الأطفال بتشنجات عصبية، تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم، حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي .

 4- بعـض الألعـاب تعتمد على أن قتل الشـرطة نوع من البطولة، بدلاً من أن ينشـأ الأطفال على حب النظام واحترام الشرطة، ورجال الأمن .

 5 - إدمان العنف يؤدي إلى تبلد إحسـاس الطفل تجاه ضحايا العنف، وعدم الشـعور بمعاناتهم.

واما أثـار الـتعـرض لـلمـحـتـوى الاباحي هي ([6]) :

1. إن مواقع الانترنت الإباحية، وألعاب الفيديو ذات المشاهد الخلاعية، والقنوات الفضائية الهابطة، تقتل البراءة في الأطفال، وتشـوش أفكارهم، وتشـوه جمال طفولتهم.

 2. إن تعرض الطفل للمحتوى الإباحي يؤثر سلبياً على شخصيته، ويوجـهـه نحو مناطـق تفكيـر أكبر من سـنه، لا يقـدر نموه العقلي على استيعابها، ويطلق بداخلـه نـوعـاً من الخلل والاضطراب، ويؤدي إلى الاغتراب بين الطفل وأسـرته ومجتمعه.

3. إن الطفل يتعلم السلوك الذي يشاهده، دون إدراك لصحة هذا السلوك أو خطئه، وحـتـى عندمـا يدرك خطأ هذا السلوك فإنه يختزن في العقـل الباطن، ويخرج عندما تتاح له ظروف خارجية محفزة .

 4. إن حب الاستطلاع لدى الطفل يتحول أحياناً إلى محاكاة وتقليد الشيء الذي شاهده.

ثالثًا : الدور الايجابي لوسائل الإعلام التفاعلي واهدافه اتجاه الاطفال والاسرة

ان وسائل الإعلام قد يكون لها دور ايجابي ومهم في تربية الاطفال وتثقيف الاسرة، اذا عملت على تحسين برامجها وتقديم رسائل إعلامية تناسب الاطفال وتلبي حاجاتهم واهتماماتهم و تساعد الاسرة في عملية التنشئة والتربية والتعليم، وهذا ما هو مفترض ان تقوم به الوسائل الإعلامية وخاصة التي توجه برامجها للأطفال لأنها كما ذكرت سابقًا يمكن استخدامها كأداة لتربية الاطفال.

وان وسائل الإعلام لها اهدف تعمل على تحقيقها اتجاه الاطفال، ومن أهم هذه الأهداف ([7]):

  1- إمتاع الطفل والترفيه عنه وتسليته وإشباع رغباته.

 2- إعلام الطفل بما يدور ويجري حوله في عالمنا الواسع ليواكب العصر ويعايش الأحداث، ويتابع أنباء الدنيا والعالم بقدر ما يستطيع وضمن اهتمامه.

 3- التعاون مع البيت والمدرسة في تعليم الطفل وزيادة معرفته، وتيسير برامج الدراسة عليه وتدريبه على الاستذكار وتلقي المعلومات.

٤ـ المساعدة على تربيته وتوجيهه للسلوك الطيب وتعويده على الأخلاق الحميدة، وتمثل القيم الإنسانية والسلوكية التي تجعل منه مواطناً صالحاً دون أن تلجأ إلى أسلوب الوعظ والإرشاد المباشر.

 5- الإسهام في تثقيفه ثقافة متنوعة، تتكون وفق البرامج التي تقدم بشكل فني يجمع بين المعرفة والمتعة والثقافة والتربية في مجالات شتى.

رابعًا: التفاعل الواعي للأسرة والطفل مع وسائل الإعلام التفاعلي

ان من الضروري ان تكون هناك قواعد تتبعها الاسرة في التفاعل مع هذه الوسائل، اذ هناك قواعـد عامـة لتوجيـه الأطفـال والاسرة للتفـاعـل الـواعـي مـع وسـائـل الإعلام وهذه القواعد هي ([8]) :

1- الاعتراف بوجود جوانب سلبية في وسائل الإعلام والتقنية الحديثة وأنها ليست خيراً محضاً. 

2- إدراك استحالة تجنب تعرض الأطفال لوسائل الإعلام والتقنية الحديثة بصورها المختلفة، بصفة مباشرة أو غير مباشرة .

 3- وجود قدر من الاتفاق بين الوالدين وأفراد الأسـرة في النظرة إلى وسـائل الإعلام والتقنية الحديثة، وفي أساليب التعامل معها.

4- وجود قدوة حسنة للأطفال، تكون مثالاً بسلوكها، في تفاعلها الواعي مع وسائل الإعلام والتقنية الحديثة.

5- بناء مهارة التفاعل الواعي مع وسـائل الإعلام والتقنية الحديثة من خلال ثلاثة جوانب متكاملة :

أ- الجانب المعرفي ( التفكير )

ب- الجانب الوجداني ( المشاعر والعواطف ).

ج- الجانب السلوكي ( الممارسة والتصرفات ).

المصادر والمراجع

(1   ([1]تقرير بعنوان "وسائل الإعلام اكثر تأثيرًا في الاطفال من الوالدين والمدرسة"، موقع الجزيرة نت، ينظر الى الموقع https://www.aljazeera.net/news/ ، تاريخ الزيارة 16 اكتوبر 2021، AM  :11:15.

([2]) عبيدة صبطي، الإعلام الجديد والمجتمع، ( مصر: المركز العربي للنشر والتوزيع، 2018م)، ص 73.

([3]) فهد عبد الرحمن الشميمري، التربية الإعلامية: كيف نتعامل مع الاعلام،( الرياض:  مؤسسة التربية الإعلامية، 2010م)، ص 265.

(([4] موقع منظمة الامم المتحدة للطفولة (( اليونيسف))، ينظر الى الموقع https://www.unicef.org/ar/ ، تاريخ الزيارة 16 اكتوبر 2021، PM :1:00.

([5]) فهد عبد الرحمن الشميمري، مصدر سابق، ص 263.  

(([6] فهد عبد الرحمن الشميمري، مصدر سابق، ص 264.

(([7] احمد حسن الخميسي، تربية الاطفال في وسائل الإعلام، ( حلب : دار الرفاعي للنشر، 2009م)، ص 11.

([8])  فهد عبد الرحمن الشميمري، مصدر سابق، ص 271.

التربية الاعلامية الرقمية

اعداد طالبة الماجستير : مريم احمد

التربية الإعلامية هي عملية توظيف وسائل الاتصال بطريقة مثلى من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرسومة في السياسة التعليمية والسياسة الإعلامية للدولة. ولذا لا يقتصر تأثيرها على الطلبة في المدرسة، وإنما يتعدى ذلك إلى التأثير في الآباء والأمهات والأخوة والأخوات داخل الأسرة، وإلى التأثير في كافـة أفـراد المجتمع1.

إن إطلاق مصطلح (الإعلام التربـوي) يشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة يمكن أن يكون اقرب إلى الصواب وأكثر إفادة للعملية التربوية والبحث العلمي التربوي وبخاصة أجهزة الإعلام 2.

 

ظهر مفهوم التربية الاعلامية اواخر الستينات من القرن الماضي "كوسيلة تعليمية" اذ ركز الخبراء على امكانية استخدام ادوات الاتصال ووسائل الاعلام لتحقيق منافع تربوية ملموسة  وبحلول السبعينات من ذات القرن بدأ النظر الى التربية الإعلامية على انها "مشروع دفاع" هدفه حماية الاطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الاعلام فانصب التركيز على كشف الرسائل المزيفة والقيم غير الملائمة الا ان هذا المفهوم تطور في السنوات الأخيرة ليتحول بالإضافة الى ذلك الى مشروع تمكين يهدف الى اعداد الشباب لفهم الثقافة الاعلامية التي تحيط بهم, وحسن الانتقاء والتعامل معها والمشاركة فيها بصورة فعالة ومؤثرة 3.

مـنظـمة اليونســكو والتربيــة الإعــلامــية4:

1- تعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) الداعم الأكبر عالمياً للتربية الإعلامية.
2- تقرر مؤتمرات ( اليونسكو ) أهمية التربية الإعلامية بعبارة مهمة: " يجب أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة ."

3- تشــير إلى أن الإعــلام يملــك سلــطة مؤثــرة على القيــم والمعتـقــدات والتـوجـهــات والممارسات في مختلف الجوانب اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.

4- من خلال أنشطة اليونسكو المتعددة في هذا المجال  فإنها تعد التربية الإعلامية جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم وتوصي بضرورة إدخال التربية الإعلامية حيثما أمكن ضمن المناهج التربوية الوطنية وكذلك إدخالها ضمن أنظمة التعليم غير الرسمية والتعلم مدى الحياة.

- وفي العام 1982 خصصت الندوة العامة لليونسكو لمناقشة شؤون التربية الإعلامية وتحدياتها وذلك لأن وسائل الإعلام قد أصبحت متاحة وبسهولة في كل منزل، وكان الهدف الأهم هو التوعية والإرشاد في كيفية متابعة وسائل الإعلام.

- لذلك سعى اليونسكو ومنظمات إعلامية وأكاديمية عديدة على تبني التربية الإعلامية الرقمية والعمل على أشاعه هذا المفهوم في كثير من دول العالم بعده الخيار الاكثر حضورا لمواجهة تحديات الانفتاح الإعلامي الكبير، حيث تم أخيرا تبني هذا المفهوم عربياً وكانت الريادة لدول لبنان والسعودية التي عملت على ادخال هذه المفردة ضمن مناهج بعض المواد الدراسية للمدارس الثانوية وبعض الكليات، ثم دخل العراق على نفس الخط.

 _______________________

1- حسن شحاته، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2003م.

2- نائلة حسن، الاعلام التربوي والاذاعة المدرسية ،(عمان:الاكادميون،2015)،ص14.

3- فهد بن عبد الرحمن, التربية الاعلامية, (الرياض: دار اقرأ الدولية, 2010م), ص19 .

4- سحر خليفة سالم ، التربية الإعلامية الرقمية الخيار الوحيد 24 يناير2018،ينظر الى/   0https://aoija.org

التربية الاعلامية الرقمية مجموعة القواعد التي تحدد المهارات والسلوكيات الخاصة بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة والمطورة وخلق دمج بين القيم التربوية المجتمعية التقليدية والعالم الرقمي لأجل مواكبة المستجدات على الساحة العالمية وايجاد درجة متقدمة من الوعي بها1.

إن فكرة التربية الإعلامية الرقمية انطلقت في الوطن العربي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة وجاءت كضرورة ملحة وهدف لزيادة المعارف في الجوانب التحليلية والنقدية للنص الإعلامي سواء الذي يقدمه الإعلام العربي أو الأجنبي، وتعتبر الجامعة الأمريكية ببيروت نقطة الانطلاق العربية الأولى عندما بدأت أول ورشة علمية عقدت عام 2006، بهدف التعرف إلى مفهوم جديد للإعلام في ظل عولمة الإعلام ودخول عصر تقنيات الاتصال والمعلومات وتأثيرها في تبدل الكثير من المفاهيم الاجتماعية والفكرية لدى المواطن والمجتمع. فالتطور الذي لحق بالاتصالات الشبكية أعطى دفعاً كبيراً نحو تفعيل ممارسة الثقافة التشاركية لأفراد المجتمع، وإلى توافر مجموعة من موارد جديدة، وتسهيل تدخلات جديدة لمجموعة متنوعة من الجماعات التي ناضلت طويلاً ليكون صوتها مسموعاً2.

 اهداف التربية الإعلامية الرقمية3 :

1- الهدف الأساس من التربية الإعلامية الرقمية هو لحماية أفراد الأسرة والأطفال من الأفلام المرعبة والخلاعية وغيرها.

2- تنمية مهارات التفكير الناقد والمشاهدة الواعية واكتساب المبادئ الأساسية لتحليل وتفسير ونقد كل ما يُقدم من مضامين إعلامية ذات أهداف مقصودة وغير مقصودة.

3- دعم الهوية الثقافية وتكوين جيل قوي منتج ومبدع يُساهم في تنمية بلاده عبر إمداده والمعارف لفهم الأيدولوجيات الخاصة بوسائل الإعلام  وتزويده بالثقافة الإعلامية الهادفة لحصر ونقد ما يُشاهد ويتلقى.

4- اكساب الخبرات اللازمة لمساعدتهم على الاستخدام الأمثل لوسائل تكنولوجيا الاتصال ومواكبة التطورات المستمرة بل والسريعة في المجتمع المعلوماتي المُحيط بنا.

5- تحويل الجمهور من الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام, الى الاستهلاك الايجابي والانتاج الواعي بحيث يكونوا قادرين على التعبير عن افكارهم بواسطة وسائل الاعلام.

 _____________________

1-حسن سعد, جميل محي, التربية الرقمية, مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية ,2019, ينظر الى alnahrain.iq/post/47

2- زهیراحدادن، مدخل لعلوم الإعلام والاتصال،(الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2002)، ص 13- 14.

3-محمود عبد العاطي مسلم وآخرون, تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية,  بحث مستل من رسالة  دكتوراه الفلسفة في التربية النوعية, مصر, جامعة بنها, 2017, ص11 .                                                             

أهمية التربية الإعلامية الرقمية 1 :

1-تعلم الطالب مهارات التحليل والتقييم والتفسير للمعلومات الواردة اي ان يكون المتلقي ناقدا في أستقاء أية أخبار او معلومات و يكون واعي تقنيا من خلال اكتسابه لمهارات التعامل مع وسائل الاتصال والإعلام الحديثة والتي تتعلق بمهارات تصميم المدونات ومهارات التصوير والتصميم (الجرافيك) لإنتاج بعض انواع النصوص.

2- تمثل الرافد الحقيقي لتغذية عقول الجماهير بالمعلومات والأفكار وتحقيق مبتغاها وتجسيد اتجاهاتها في ذات الوقت، كما ثبت أن للصورة فيها أثر بالغ في التراسل وإثارة رؤية التحليل العلمي.

3-استخدام مهارات التفكير الناقد وإدراك اثر الإعلام بالشكل الإيجابي والسلبي على المجتمع. الانتقال التدريجي إلى المدرسة الإلكترونية وفقاً لخطة معدة بشكل محكم، تلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع من النواحي المختلفة، وتكون بتكلفة معقولة وذات مردود منتظر عالٍ.

4-التأهيل والتدريب، التجهيزات (حواسب ووسائط متعددة)، البرمجيات (التشغيلية والتعليمية)، الشبكات (المحلية والإنترنت)، التحديث ومعدلاته، الخدمات والصيانة.

5- دوراً بارزاً في إكساب الطلاب الثقافة الاجتماعية النقية وامتلاكهم مهارات النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات والربط بين الأشياء والمتغيرات ، فضلاً عن المهارات التركيبية ومهارات الحديث والقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والثقافية التي تساعدهم على الاتصال الفعال2.

 

مراحل التطورات والتحولات للتربية الاعلامية والرقمية 3:

مرت العملية التعليمية بمراحل عديدة من التطور التدريجي لخدمة العلم والمعرفة وتطور أدوات نجاحها:

 المرحلة الاولى شكلت المحادثة في الماضي ميداناً علمياً لإيصال العلم والمعرفة من المعلم إلى الدارسين وفق منهج الشرح والتعليق والرد على الاستفسارات، وهذه جاءت ضمن مرحلة بدائية في منظورنا الحالي، لعدم توافر أدوات التعليم الأساسية من الورق والقلم وحتى عدد الدارسين الذي كان قليلاً.

 _المرحلة ثانية أكثر تطوراً وانفتاحاً تناولت أساليب تعليم جديدة تعتمد الورق والقلم وأدوات الدراسة الأخرى واعتماد القراءة والكتابة الأساس في نقل المعارف والعلوم، وأتيح لأعداد كبيرة من الناس أن تتلقى العلم والمعرفة من المعلم وتتبادل معه جوانب العملية التعليمية، فضلاً عن انفتاحها على المرحلة بالانفتاح على الصحافة المطبوعة التي اعتبرت مرحلة جديدة من النهوض الفكري للمجتمع.

_المرحلة الثالثة مرحلة الانفتاح على التجمعات التعليمية من المدارس والكليات والتي تميزت بتجمع الطلاب والأساتذة والموارد الأكاديمية مع بعضها وفي هذه المرحلة كانت التقنية المتاحة هي قاعات المحاضرات والمكتبات ومع الوصول بالمجتمعات إلى عصر تكنولوجيا المعلومات.

_المرحلة الرابعة برزت التقنية  الرقمية التي قادت إلى تطورات كبيرة في المجالات المختلفة ويمكن وصف العصر الحالي ودوره في عملية التغذية الفكرية بالعصر الرقمي، إذ إن التعليم في هذا العصر يعتمد على المدرسة الإلكترونية حيث التقنية الجديدة من الحواسيب والأجهزة المرتبطة بها والشبكات وبخاصة الإنترنت أدوات شائعة ادت إلى تغير جذري في العملية التعليمية وهذه المرحلة ما هي إلا نتاج للعصر الإلكتروني بجزئه الرقمي وما يقدمه من تقنيات: أجهزة التلفون – آلات الفاكس – الكاميرات – اجهزة الحاسوب.

________________________

1- شريفه رحمة الله سليمان : " استخدام تكنولوجيا الاتصال في نشر مفهوم التربية الإعلامية بمدارس دولة الإمارات العربية المتحدة " ، ‏رسالة دكتوراه (غير منشورة) جامعة  القاهرة كلية الإعلام  ، ص ۷۱ .       

2- محمد بن شحات الخطيب : " دور المدرسة في التربية الإعلامية " ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الأول للتربية الإعلامية ،الرياض ، ۲۰۰۷ .

3-ينظر" كرداغ فريدة "التكنلوجيا ودورها في العملية التعليمية "رسالة ماجستير (غير منشورة)،جامعة عبد الحميد بن باديس كلية الادب العربي والفنون 2016، ص ص27-31.

 

                                                          3

المصادر والمراجع:

 

1- حسن سعد, جميل محي, التربية الرقمية, مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية ,2019, ينظر الى alnahrain.iq/post/47.

2- حسن شحاته، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2003م.

3- زهیر احدادن، مدخل لعلوم الإعلام والاتصال،(الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2002)، ص 13- 14.

4- سحر خليفة سالم ، التربية الإعلامية الرقمية الخيار الوحيد 24 يناير2018، ينظر الى / .    0https://aoija.org

5- شريفه رحمة الله سليمان : " استخدام تكنولوجيا الاتصال في نشر مفهوم التربية الإعلامية بمدارس دولة الإمارات العربية المتحدة " ، ‏رسالة دكتوراه (غير منشورة ) جامعة القاهرة كلية الإعلام  ، ص ۷۱ .

6- فهد بن عبد الرحمن, التربية الاعلامية, (الرياض: دار اقرأ الدولية, 2010م), ص19 .

7- كرداغ فريدة "التكنلوجيا ودورها في العملية التعليمية "رسالة ماجستير (غير منشورة)،جامعة عبد الحميد بن باديس كلية الادب العربي والفنون 2016، ص ص27-31.

    8- محمد بن شحات الخطيب : " دور المدرسة في التربية الإعلامية " ، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الأول للتربية  

    الاعلامية، الرياض ،2007.

 

9- محمود عبد العاطي مسلم وآخرون, تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية, رسالة  دكتوراه(غير منشورة) الفلسفة في التربية النوعية, مصر, جامعة بنها, 2017, ص11 .

 10- نائلة حسن، الاعلام التربوي والاذاعة المدرسية ،(عمان:الاكادميون،2015)،ص14.