المستطرف في كل فن مستظرف للشيخ الإمام محمد بن أحمد الخطيب الابشيهى وهو
مشتمل على كل فن ظريف وفيه الاستدلال بآيات من القرآن وأحاديث صحيحة وحكايات حسنة
عن الأخيار ونقل فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في ربيع الأبرار وابن عبد ربه في
العقد وفيه لطائف عديدة من منتخبات الكتب المفيدة وأودعه من الأمثال والنوادر
الهزلية و الغرائب والدقائق والأشعار والرقائق، صدر بنسخة جديدة في 2003م عن دار
عالم الكتب للطباعة والنشر بعدد صفحات 526صفحة تحقيق سعيد محمد اللحام.
تعلم محمد بن أحمد الأبشيهي
العلم في مصر من قرى الفيوم أقام في المحلة ، ورحل الى القاهرة
غير مرة وأستمع الى دروس جلال الدين البلقيني وقد درس الفقه والنحو وولي خطابة
بلدته بعد أبية توفي سنة ٨٥٢ هجري وقيل سنة ٨٥٠ هجري ، وهو أديب مصري معروف وله
مؤلفات عديدة غير المستطرف في كل فن مستظرف منها ( تذكرة العارفين وتبصرة
المستبصرين ) وكذلك ( أطواق الأزهار على صدور الأنهار ) _ أما نحن في صدد الحديث
عن المستطرف من كل فن مستظرف يحتوي الكتاب على أربعة وثمانون بابا لكل باب عنوان
مفصل سنذكر بعضها " في مباني الإسلام ،في العقل والذكاء والحمق والذم ، في
القرآن العظيم وفضله وحرمته،في العلم والأدب ، في الآداب والحكم ،في الأمثال
السائرة ،في البيان والبلاغة والفصاحة ،في الاجوبة المسكتة والمستحسنة ورشاقة
اللسان ".
في كل باب من هذه الأبواب نقل كل ما قيل في هذا المعنى من أيات
وأحاديث نبوية وشعر وحكايات وقصص أدبية وهو كتاب مستوعب حضارة العرب والاسلام في
كل فنون المعرفة التي توصلوا إليها وفيها النوادر والغريب وظريف الشعر والأخبار
وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية والتركية وطبع في جميع المطابع العربية .
وفي الختام عندما يخطر على بالك الحنين لمخزوننا الأدبي و حس الدعابة المصاحب
للذكاء وهو كان أمر محمودا عند العرب فهو من الكتب التي تثري المكتبات الأدبية
العربية فمعظم عشاق الأدب يعاودون مطالعته في حالات الإشتياق ...
قدم الكتاب لا يمنع من الإستمتاع به بل قد يكون سببا للاستزادة في
معرفة رافد من روافدنا الأدبية ففيه تنوع معرفي كبير لإن ثقافة و معارف الناس في
تلك الحقبة الزمنية كانت متشربة بالتعددية ففيها كان من المستحب التوغل في الأدب و
الفلك والفلسفة والكيمياء و غيرها من المعارف إجمالا فبالنسبة لمن عاصروا ذلك
الزمان هي روافد لنهر واحد وهو العلم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق