كتابة :علا الجبوري
حربك هي حزني
والمي وانكساري،ضعفك هو خيبة املي،حزنك هو دافعي لتقديم جّل مااملك لكي اراك عراقِ
كما آلفتك عيني وكما عرفك قلبي،حربك حربي وانتصارك فخري وصمودك وقودي. في اَي حرب تعكر صفو وسلام وامن اَي
بلد تحت اَي مسمى فأن هناك مجموعة من المتغيرات التي تصاحب أصوات القذائف وأضواء
الانفجارات ورائحة الدماء.والعراق منذ احتلاله عام ٢٠٠٣على يد القوات الامريكية
والى يومنا هذا فأن جزءاً كبيراً من ملامحه كبلد مستقل وآمن قد أخذت بالانحسار حتى
لا تكاد ترى.
فما بين نزاع سياسي وحزبي وطائفي فقد العراق وما زال يفقد الكثير من عراقته
وحضارته وتراثه وهيبته.
فيما عدا الحرب
الظاهرة للعيان وأهدافها واتجاهاتها الواضحة،فأن هنالك حرباً اخرى قلما يلتفت
اليها المواطن العراقي وقلما يدرك أخطارها وابعادها وتأثيراتها على المدى القريب
والبعيد الا وهي (حرب التغيير المجتمعي).والتي يصارع فيها المواطن العراقي دون ان
يعي هذا الصراع،فما بين محاولة الحفاظ على القديم بما يحمله من قيم وعادات ومابين
مواكبة الجديد بما يحمله من افكار ومفاهيم مستحدثة وأغلبها لا يتوافق مع ما فطرنا
عليه كمجتمع له قيم ودين وعادات ملزم بتطبيقها اصبح المواطن العراقي يخوض غمار هذه
الحرب وحده والتي استنزفت كل طاقاته العقلية والجسدية والنفسية وهو يعافر لكي لا
ينقسم في مئة اتجاه في محاولة للوصول الى الرضا والسلام الداخلي.
ومابين الاقتناع بالجديد والإقناع
بالقديم اصبح التشتت والضياع ونكران الهوية هو عنوان المواطن العراقي في الوقت
الحاضر.وما آل اليه الانفتاح الغير مدروس على العالم الخارجي والانفصال عن الواقع
المعاش فُقدت الكثير من القيم مثل حق الجار وصلة الرحم والهرع لمساعدة المحتاج
والتي أصبحت عادات نادراً ما نراها بين الناس .مجتمعنا مازال يعافر ليتأقلم مع
الجديد الوارد من المجتمعات الأخرى حتى وان لم يكن راضٍ عنه لكنه يحاول جاهداً ان
يتقبلهاحتى لا يخرج عن القطيع فيجد نفسه يواجه كل تقلبات الحياة وتغيراتها لوحده
وحتى لايبقى وحيداً يصارع من اجل حياة ليست بحياته. والتكنولوجيا على الرغم من إيجابياتها الكثيرة
الا ان سلبياتها اثرت بشكل مباشر على العقل والأفكار والمفاهيم فأصابت المنظومة
المجتمعية في الجذور وعلى مختلف الأصعدة سواءالاسرية او الطبقية او الصداقة وغيرها
.
فأصبح الواقع مثل الكابوس الذي نهرب منه الى واقع افتراضي نحن من قام بتصميمه
احلام يقظة لا تثمر سوى العزلة والوحدة وضياع الوقت ونكران الذات والجهل بالنفس
وتجاهل معنى الحياة .العالم الافتراضي الذي رسمناه كما يحلو لنا اختزلنا من الواقع
الذي هو خريطتنا في الحياة ومسارنا وسعينا وذهب بنا الى عالم اكثر ما يمكن ان يقال
عنه انه عالم خيالي افتراضي لا وجود له
. حربٌ شوهت ماافنى
شهدائنا حياتهم لسطر تاريخه وتحريره وتوج أنبياء صفحاته بنقاء الفخر والعزة ورصف
الأدباء والشعراء والعلماء اجمل الكلام في تمجيده وتبجيله ،شوهت هذه الحرب تاريخ
رصين من القيم والمبادء التي ورثناها من السلف وكنا نأمل بأن نورثها للخلف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق