كتابة : اميمة رباح
من فتاة ريفية
إفريقـية مهزومة ومن طفولة شنيعة وفقر إلى
أشهر نساء العالم. فعلى الرغم من حياتها الشاقة والصعوبات التي تعرضت لها خلال
مسيرتها وفي طفولتها إلا أنها لم تستسلم لليأس، بل تحدّت جميع الصعوبات بعزم
وإصرار وسارت على طريق النجاح بخطى واثقة وثابتة صاحبة
الاسم الأنثوي الأكثر تأثيرا
أوبرا وينفري ولدت 29 يناير 1954 عاشت طفولة مشتته مع جدتها لم تحصل على
طفولة بالمعنى المفهوم كان من الطبيعي إن
تكبر تلك الطفلة لتكون مراهقة متمردة وبالفعل واجهت وحشية العالم الذي كاد أن
يفترسها بوحشية من نوع أخر , أدمنت جميع المواد المخدرة وكانت تصرفاتها خارجة عن
السيطرة حيث تطور بها الأمر إلى أن تم إرسالها إلى مركز لإعادة التأهيل لم تستسلم
أوبرا وبدأت قوتها وعزيمتها بشق طريقة بذلك السن الصغير وكان أول ما فعلته هو
الالتحاق بنادي الخطابة في مدرستها وهو ما ساعدها على صقل موهبتها في التأثير
بالناس ومساعدتهم تخرجت من جامعة تينسي بدرجة البكالوريوس في الفنون المسرحية وبدأ
مشوارها الإعلامي وهي في سن السابع عشر وفيما بعد أصبحت مسؤولة إعلامية أمريكية ،
وممثلة ، ومذيعة برامج حوارية ، ومنتجة تلفزيونية ، ومُحسِنة. اشتهرت ببرنامجها
الحواري برنامج أوبرا وينفري ، الذي كان البرنامج التلفزيوني الأعلى تقييمًا من
نوعه في التاريخ وكان مشتركًا محليًا من عام 1986 إلى عام 2011 في شيكاغو وهو
برنامج يومي يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي حقق
نجاحات ساحقة وانتشر إلى جميع إرجاء العالم ليصل إلى ملايين الناس ليغير حياتهم
وهم جالسون في بيوتهم .
امتازت أوبرا باللباقة والفصاحة والمواضيع الجدية
والاجتماعية في برنامجها مما اكسبها حضور مميز وعلاقات واسعة مع المسؤولين والسياسيين
والمشاهير ومن ثم أصبح العالم كله يشاهد برنامجها وأصبحت حديث الصحف والمجلات
وأصبح برنامجها يعرض في أكثر من مئة دولة على مستوى العالم , أنشأت بعد ذلك شركة
إنتاج خاصة بها تسمى استوديوهات هاربو لتصبح بذلك ثالث امرأة تمتلك شركة إنتاج
وكانت من أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم .
اهتمت أوبرا كثيرا بالفقراء والمساكين
واستثمرت الملايين في سبيل مساعدتهم بشتى الوسائل . أطلق عليها لقب "ملكة
جميع وسائل الإعلام" ،وكانت أغنى أميركي أفريقي في القرن العشرين وأول
ملياردير أسود في أمريكا الشمالية وتم
تصنيفها كأفضل محسناً أسود في أمريكا ، تجاوزت
أوبرا طفولتها القاسية وأدركت معنى الحياة إلا وهو العطاء والمساعدة دون انتظار
المقابل , فآثرت أن تمنح ما افتقدته في طفولتها لأطفال آخرين يكبرون لينقذوا غيرهم
وتستمر متتالية حب خالص وإنسانيه لم يقدر على تشويهها كل البؤس الذي تعرضت له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق