أنا العراق لساني قلبه ودمي فراته
وكياني منه انشطار وهكذا عرف الجواهري نفسه وعرفه الآخرون ب الشاعر العرب الأكبر
وكبرياء العراق (نهر العراق الثالث) بالرغم من كل ذلك فإن الموطن العراق وبشكل خاص
ممن لم يتجاوز عمره العقد الرابع لا يعرف الكثير عن هذا الرمز الثقافي والوطني
الشامخ نتيجه التعميم منذ عام2003..
ولد في عام 1899في النجف ذلك المركز
الديني والأدبي العريق تحدر من أسره عريقة في علوم الفقه والأدب والشعر عرفت
الجواهري نسبه لمؤلف جليل يحمل اسم (الجواهري الكلام في الشرح شرائع الإسلام )
المحقق الحلي ألفه لشيخ (محمد حسن أحد أعلام الفقه في عصره والمرجع الديني البارز
للطائفة الشيعية في زمانه قد كان هذا الكتاب أحد ثلاثه كتب لا يمكن أن يرشح في
الاجتهاد الفقهي أمام إذا الم يدرسها وطارحته الكتاب حتى عرف به مؤلف صاحب
الجواهر) ومنها جاء اسم (آل الجواهري )كان والده (الصارم ) يسعى لإعداد كي يتبوأ
مكانه دينيه مميزه وهو التقليد الجاري في الأسر النجفيه المعروف ولذلك رفض عليه
منهجا صارم بعد أن ختم القرآن في أن يحفظ كل يوم خطبه من (نهج البلاغة ) وقطعه من(
آمالي الغالي ) وقصائده من (ديوان المتنبي )وغير ذلك من واجبات وبعد إتمام المطلوب
يسمح الصبي بالخروج ليلعب مع اترابه وقاد ولع الجواهري المبكر في الشعر إلى الغوص
في بحور و دواوينه (سارقآ )معظم الجهد والوقت مما كان يفترض فيه ان يكون مصحوبا
على علوم الفقه والشريعة ..
نشرت أول قصيده عام 1921وتوالى نشر العديد
منها في العام نفسه غادر النجف إلى بغداد عام 1927 ليعمل في التعليم وآثر تجاوزات
طائفية ظالمه ومقيته استقاله من الوظيفه وليعين في العام نفسه في ديوان التشريفات
الملكيه للملك فيصل الأول وصدر صحيفه الأولى( الفرات) الغي امتيازصحيفه (الفرات)
بعد صدور عشرين عددا منها فقط بعد إغلاق الجريدة (الفرات) عاد إلى التعليم مرة
أخرى ..
وصل نقده وتحديه للسلطان والأوضاع
الاجتماعيه الباليه في قصائده التي كانت تنشر في كبريات الصحف والمجلات داخل
العراق وخارجه ولم تكن النتيجه بأحسن مما كان مع جريده (الفرات) فاحيل على مجلس
الانضباط التعليمي و لينتهي الأمر استقالته من التعليم ليعود إلى عالم الصحافه من
جديد بدأ يعارض سياسه الحكم إثر احساسه بانحراف الانقلاب عن أهداف الإصلاح
الموعودة وحكم عليه بالسجن وايقاف الجريده عن الصدور إثر خروجه من السجن بعد سقوط
حكومه الانقلاب أصدر جريده الشهيره (الرأي العام )والتي كان يتعاقب إغلاقها و
صدورها عبر السنوات طويله في عام 1939ترحل عقابه الجواهري الأولى (مناهل ام فرأت
)أثناء حضور مؤتمر في لبنان غادر العراق إلى إيران بعد قيام حركه مايس عام
1941لمعارضه لها بسب قناعته بأنها تتجاوب سواء أراد القائمون بها ذلك او لم يريدوا
مع (نوايا سفاح البشر هتلر )كما يسميه الجواهري في مذكراته وتخلصا من الضغوط عليه
لتسخير جريدته لشتم العائله المالكه وتأييد الحركه حيث يقول في الجزء الأول من
مذكراته لقد كانت بريطانيه خصما مباشرا لوطني ومنذ ثوره العشرين عاد إلى العراق
بعد فشل حركه (رشيد عالي الكيلاني )..
ورفض إغراءات السلطان الجديدة بإعادة
اصدار جريدة (الراي العام )لان المطلوب منه كان شتم القائمين بالحركه ومدح العائله
المالكه والسلطه الجديدة ولم يعاوداصدار الجريدة الأبعد هدوء الأحوال في وقت لاحق
في عام 1941ودون الاستجابة لرغبات السلطات تلك السلطات الحاكمة تعتقل الجواهري إثر
انتفاضة تشرين 1952في بغداد الجواهري يعاود من جديد اصدار صحيفه الشهيره (الرأي
العام ) والتي عطلت كالعادة عام 1954لمناهظتها سياسه الاحلاف العسكري
ولفرضهاالمستمر للحكم في ثوره 14تموز عام 1958عاد إلى معترك الصحافه والسياسة لبدء
الخطوات الثوره الأولى وليعاود اصدار جريدته (الرأي العام )انتخب عام 1959رئسيا
الأول اتحاد للأدباء العراقين ونقيبا لأول نقابه للصحفيين في العام ذاته ترأس وفد
اتحاد الأدباء العراقين إلى الكويت بدأت مسارات السلطه الجديدة في الانحراف عام
1959وبدات الجريدة (الرأي العام )(الجواهري)وهو نقيب الصحفيين ورئيس لاتحاد الادباء
العام ويشكل مباشر نقد هذا الانحراف ومحاوله تبيان مخاطرة وجر ذلك على الشاعر
الكبير غضب السلطان الانتهازيين الحاقدين معا وتعرض أثرها إلى مختلف المضايقات اللئيمه..
انتهز دعوته لتكريم (الاخصال الصغير )عام 1971في
لبنان ليغادر العراق عبر بيروت إلى العاصمة (براغ)وليحمل ضيفا على اتحاد الأدباء
هناء أصدرت السلطات انقلاب شباط الدموي عام1963قرارا بإسقاط الجنسيه العراقيه عنه
وحجز أموال وأموال أولاده (المنقوله وغير المنقوله )ولم تكن هناك لا منقول ولا غير
منقول لا (شاعر العراق الأول )(وشاعر العرب الأكبر )ولا لمن معه ترأس حركه الدفاع
عن الشعب العراقي )التي انبثقت في براغ بعيد انقلاب شباط الدموي وفي العام نفسه
بعد أن ألغت الحكومه انقلاب 1968قرار إسقاط الجنسيه عنه ووجهت له دعوه رسميه
العوده عاد إلى الوطن بعد تغرب دام سبع سنوات أستقبل استقبالا جماهيريا حافلا ومنح
عام 1975م جائزة الكتاب والأدباء والأسيويين والاغريقين (اللوتس)
غادر العراق في اوأئل 1980م لتغرب
جديد دام يعيش العمر منه استنكاراورفضا المطالع محنه العراق الجديد ومعاناة شعبه
ولم تفلح مختلف الدعوات بمختلف الصور التوسطات بعودته قدم في نهايه 1983الاقامه في
سوريا بدعوه من الرئيس (حافظ الأسد )ضيفا مكرمة معززا حتى للحظات الاخيره من حياته
وفي 8/1/1992توفيت زوجته رفيقته مسيرته العصبيه والتأثره المتمردة لأكثر من نصف
قرن السيدة (امونة الجواهري) أثر نوبه قلبية أثناء وجودهما في لندن ليعود الجواهري
مفجوع مع جثمانها على طائرة سورية رسميه خاصة ليستضيفها التراب السوري في متربة
(السيدة زينب) بدمشق ولم تستقم صحة الجواهري أثر فراق زوجته (نصف وطنه)الهائم معه
في دروب التغرب العسرة والتصاعد محنه وعذاباته النفسية بعدها حدا يصل به أن يكون
آخر كلماته قبل رحيله بأيام (موت المعجزة) ..
في ربيع عام 1992م زار الجواهري
جمهورية إيران الإسلامية بدعوة رسمية نهاية العام نفسه دعوة أردنية رسميه للمشاركة
في حفل توزيع جوائز الدولة التقديرية لوجود العلم والثقافة في الأردن ليكرم بوسام
رفيع هناك من الملك حسين بن طلال في فجر 27/7/1997رحل الشاعر العظيم وكان وداعة
مهيبآ على الصعيدين الرسمي والشعبي ولم تعسف كل الاحتياطات لتنظيم مسيرة الموكب
حين إفتتاح جموع البعدين والمشردين والعراقيين الغاريت من الجور المغولي في بغداد
و المتجئين إلى سورية لحمل نعش عاليآ هادرا بدعائها وتكبيرها للفقيد كأنها ستنزل
الصاعقة وغضبها على حكم الطغاة في العراق ليرقد الجواهري وإلى اليوم تحت أبيات
(دجلة الخير) محفورةفعلى شاهدة ضريحة في متربة السيدة زينب بدمشق ... حييت سفحك عن
بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين كلمة أخيرة لابد منها أشير فيها إلى جهد
وتعب الكبير للشاعر العراقي الجواهري كان رجلا شجاع مثقف كانت ثقافته عالية لا
توصف. المصدر:كتاب الجواهري قصائده....وتاريخ...ومواقف اختيارات التوثيق/د.كفاح
محمد مهدي الجواهري رواء جواد الجصاني مؤسسة سندباد للطباعة والفنون/دمشق-ص-9223
تصميم الغلاف/عمار فلاح الجواهري طبعة 2013م عدد النسخ3000...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق