هو حاتم بن عبد الله الطائي امير قبيله طي ويلقب بأبي عدي وأبي سفانه وهو
من شعراء الجاهليه اشتهر بكرمه واشعاره، وكفله جدّه سعد بن الحشرج بعد وفاة أبيه، وحرص
على تنشئته والاهتمام به حتّى وصل مرحلة الشباب، وعينه جدده راعياً ومسؤولا عن
الإبل ويُقال أن رجالاً آتوا عند حاتم فأكرمهم ووزع عليهم إبل جده بعد معرفته بأنهم
شعراء فغضب جدّه عندما علم بالخبر وتخلى عنه، ويقال أن ملكيه الابل تعود لأبيه
وليس لجده وظل حاتم الطائي على هذه الحال التي كان عليها من كرمم وسماحة في
النّفس، وعدم تخلف عن العطاء والبذل حتى وفاته من خلال استقراء بعض فصول حياة هذا
الشاعر الماجد الكريم حاتم الطائي..
وجدنا أن ثلاث نساء أثرن في شعره وحياته: أمه
وزوجته اسمها ماويه بنت غفزر وكانت زوجته ماويه تلومه على اتلاف المال ويرد عليها
ويقول ويحك ياماوية أن الذي خلق الخلق متكفل بأرزاقهم ولم يكن حاتم يمسك شيئا
ماعدا فرسه وسلاحه فإنه لايجود بهما ثم جاد بفرسه في سنه مجدبة وذبحها وقصة ذبحه
لفرسة التي اشتهره بها حاتم الطائي ترويها زوجته ماوية فتقول أصابت الناس سنة
أذهبت الخلف والظلف وقد أخذني واياه الجوع وأسهرنا فأخذت سفانه ابنتي وأخذ عديا
وجعلنا نعللهم حتى ناما فأقبل علي يحدثني ويعللني بالحديث حتى أنام ثم قال لي نمتي
فلم أجبه فسكت ونظر في الخباء فإذا بشيء قد أقبل فرفع رأسه فإذا امرأة فقال ماهذا
فقالت يا أباعدي أتيتك من عند أولاد يتعاوون كالكلاب أو كالذئاب الجائعة فقال
أحضري أولادك فوالله لأشبعنهم فرجعت لأولادها مسرعة فرفعت رأسي وقلت ياحاتم بماذا
تشبع أطفالها فوالله مانام أولادك من الجوع الا بالتعليل ، فقال والله لأشبعنك
وأشبعن أولادك وأولادها ، فلما جاءت المرأة نهض قائما وأخذ سكينا بيده وعمد الى
فرسه فذبحها ثم أشعل نارا وأعطى المرأة سكينا وقال قطعي وأشوي وكلي وأطعمي أولادك
فأكلت المرأة وأشبعت أولادها فأيقضت أولادي وأكلت وأطعمتهم فقال والله أن لهذا لهو
لؤم تأكلون والحي مثل حالكم ثم مشى على النزل بيتا بيتا أنهضوا وأذهبو حول النار
فاجتمعوا على الفرس ولم يبقوا منها شيئا أما حاتم فتقنع بكسائه وجلس ناحية ولم
يذقها وهو أشدهم جوعا.
ترك حاتم بصمات واضحه المعالم من ذكرالأجواد الكرماء
والأسخياء وأهل المعروف نال عز الدنيا وحسن الصيت وخلود جميل الذكر توفي حاتم
الطائي عام ٦٠٥ ميلادية ولم يدرك الإسلام.. وتشير بعض الدراسات إلى أن حاتم الطائم
كان يعتنق المسيحية.. وتؤكد بعض القصائد التي بقيت من شعره أنه كان يؤمن بالله
الواحد والرحمن.. ومن هذه الأبيات كلوا اليوم من رزق الإله وأيسرو فإن على الرحمن
ررزقكم غَدا أخذ حاتم من قبيلته طي اسمه وأخذت منه شهرتها حول العالم العربي .
عمر عدنان ضاحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق