الحكاية أدب جميل فكيف إذا كانت في
حضرة نبي؟! والإصغاء لها
ماتع فكيف إذا كان راويها سيد الأولين والآخرين؟! هنا حكايه
لا تشبه الحكايا لأن راويها لا يشبه الرواة ! وهو الذي
ماضل وما غوى وما نطق يوما عن الهوى "علمه شديد القوى"
فجاءنا بحديث "ان هو الا وحي يوحى
"! مع النبي (صلى الله عليه وسلم ) وهو كتاب صدر
فيه اكثر من 50 دروس وعبر وحكم ماخوذه ومقتبسه من النبي (ص) تناوله الراوي أدهم
شرقاوي "قس ابن ساعدة ،وطبعه في دوله الكويت سنه 2017
تناول الكتاب عدت من
الدورس ومنها :- الصدقة، روى البخاري ان الرسول الله (ص) قال : قال رجل لأتصدقن بصدقة
، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون ،تصدق على سارق! فقال لهم :
اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعهافي يدي زانية فأصبحو يتحدثون :
تصدق الليله على زانية! قفال : اللهم لك الحمد لأصدقن بصدقه فخرج بصدقته فوضعها في
يدي غني فاصبحوا يتحدثون تصدق على غني ! فقال:
اللهم لك الحمد ، على سارق ، وعلى زانيه ، وعلى غني ! فقال له:
اما صدقتك على سارق فلعله ان يستعف عن سرقته واما الزانية فلعلها ان تستعف عن
زناها واما الغني فلعله يعتبر فينفق مما تعطاه الله ! فكان الدرس منها هوه اخذ
بايدي الناس الى الله وارسل لهم صفوة خلقه عليه الصلاة والسلام فلا تنظر في ذنوب
الناس كأنك رب وانظر اليهم كأنك عبد وان زكاة الهديه التي حباك الله اياها ان تاخذ
بايديهم الى الله فما كان ان تهتدي بقوتك ولكنه سبحانه من عليك فانظر في اهل
المعصيه كما تنظر في اهل البلاء ان المرض اهون من الضلال فقد يكون رفعه في الاجر ،
اما الضلال فعاقبته وخيمة ! (رجلان من
لخشب) روى مسلم في
صحيحه ان النبي (ص) قال : كانت امرأة من بني اسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين
طويلتين فاتخذت رجلين من خشب وخاتمأ من ذهب مغلق مطبق ثم حشته مسكآ وهو اطيب الطيب
فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها وكانت اذا مرت بالمجالس حركته فنفح ريحه !
فالعبره
من هذه الروايه ولدرس منها هو ان تهتم المرأه بالمظهر كثيرآ لسببين : الاول، ان
عندها غريزة ان تشتهى والثاني ، انها تميل الى الرجال اكثر من ميله اليها! وهذا
ليس مذمه لكنها فطرة الله التي عليها الناس وكل مخلوق خلق من شي يبقى فيه شي من
اثر تلك الخلقه فادم - اي الرجل مخلوق من تراب لهذا هو اقل عاطفه واكثر سعيآ
للانتاج بينما حواء - اي المرأة مخلوقه من ادم لهذا هي اكثر ميلآ اليه يميل الرجل
الى المراةميل الكل الى جزء ..بينما تميل المرأة الى الرجل ميل الجزء الى كلها
! (قضاء سليمان عليه السلام ) روى
البخاري في صحيحها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- كانت امرأتان بنائها
فجاء الذنب فذهب بابن إحدهما فقالت صاحبتها:إنما ذهب بابنك وقالت الاخرى :انما ذهب
بابنك فتحاكما الى داود عليه السلام فقضى به للكبرى فتخرجتا الى سليمان بن داود
عليهما السلام فأخبرتاه فقال: ائتوني بالسكين اشقه بينكما فقالت الصغرى: لاتفعل
يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى!
فالعبره هنا من
الدرس هو ان فضل الله الأنبياء عليهم السلام بعضهم على بعض فأولوا العزم من الرسل
افضل الأنبياء على العموم أما على الخصوص فقد يعطي الله نبيآ أمرآ لم يعطه لغيره
وهذا لا يقتضي فضل المعطى على الذي لم يعط فهارون عليه السلام افصح من اخيه موسى
عليه السلام بشهادة موسى نفسه، ونص القران الكريم ولا اخلاف ان موسى افضل من هارون
عليهما السلام وكلاهما فاضل ! وسليمان
عليه السلام اوتي ملكآ لم يعطه احد قبله ولا بعده وكان عيسى عليه السلام فقيرآ وهو
افضل من سليمان وكلاهما فاضل ! ولان الله
لداود الحديد ولم يلنه لمحمد (ص) فالأفضليه اذا انما تكون بالمجموع والعموم وليس
بواحدة فقط وهذا أمر يجب ان لا يغيب عن اذهاننا ونحن نقرآ وهذه القصه كما لا يجب
ان ننظر لحكم داود عليه السلام بالخطأ بالمحض فلا شك انه اجتهد في الحكم وقضى بما
راه من ادلة وقد تكون الكبرى افصح لسانآ من الصغرى ولما لم يكن من بينة لهذه او
تلك كان منه ما كان .
نور الهدى جواد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق