في
رائعة من روائعه يقول الإمام علي عليه السلام فيما يروى عنه: (العقول أئمة الأفكار،
والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الأعضاء ). يشير الفلاسفة
إلى ثالوث مهم يشكل جملة النشاط الإنساني، وهو ثالوث (الفكر والشعور والسلوك). ومن
ناحية فلسفية تترتب هذه العناصر بعضها على البعض، وينتج بعضها بعضا، فالمصب هو السلوك،
والمنبع هو الأفكار, والواسطة المحركة هي الشعور، فتكون المعادلة على الشكل التالي:
فكر > شعور > سلوك الفكر هو القاعدة الأساسية للسلوك بحسب محمد باقر الصدر رحمه
الله، وينتج عن ذلك الفكر شعور مجانس له، وهذا الشعور هو الدافع والمحرك لسلوك ما مجانس
له أيضاً. فالأفكار الإيجابية تولد مشاعر إيجابية مسانخة لها، وهي بدورها تنتج سلوكاً
إيجابياً مطابقاً لها. كذلك العكس، فأي أفكار سلبية سوف تولد مشاعر سلبية، وهي سوف
تنتج سلوكيات سلبية. هذا ما نستشفه من كلمة الإمام علي عليه السلام السابقة، فالعقول
تنتج أفكاراً(العقول أئمة الأفكار)، وهذه الأفكار هي التي تتحكم بطبيعة المشاعر( والأفكار
أئمة القلوب)، /لاحظ أن القلب هو منزع المشاعر والعواطف/، وهذه المشاعر هي التي تحرك
الحواس والأعضاء (السلوك). وعلى ذلك فأي خلل في السلوك هو نتيجة لخلل في الأفكار في
مرتبة سابقة، كما أن أي محاولة للإصلاح لابد أن تبدأ بالقاعدة الأساسية، أي بالأفكار
بالدرجة الأساس، كما أن إصلاح الأفكار يتقوم بأصلاح العقول، لأن الأفكار مرتبطة بطبيعة
العقل الذي ينتجها. وهذا ما أدركه إفلاطون سابقاً حيث شخص أن المشاكل التي يعاني منها
المجتمع هي (معرفية) بالاساس
اسراء سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق