ما يميز الانسان العراقي تعدد
اهتماماته وفضوله العلمي وحبه للمعرفة ، ومن المبدعين ذوي الاهتمامات الابداعية
المتنوعة الكاتب والمترجم وكبير مصممي الصحافة ( فخري خليل ) هو مترجم تمكن من
ترجمة عيون الكتب الغربية ونقلها الى اللغة العربية ليفتح في ذلك أفاقا"
واسعة او نوافذ يطل منها القارئ العربي على الانجازات الفكرية والادبية لمبدعي
الغرب وفنانيهم ، وهو ايضا مصمم اسهم في تصميم الكتب والمجلات الثقافية والمتخصصة
منها على وجه التحديد . ولد فخري خليل في مدينة الموصل عام 1931 ثم ما لبث والده
ان انتقل الى بغداد العاصمة واستقر في مركزها وفي محلة عريقة من محلاتها المعروفة
انذاك وتدعى محلة ( الطوب) التي تقع بمواجهة وزارة الدفاع وقريبا من الميدان
وانتقل فيما بعد الى الاعظمية حيث انهى دراسته الابتدائية والثانوية .
دخل دار
المعلمين العالية سنة 1949 وكانت هذه الدار في تلك السنوات مطمح الطلبة من
الدارسين في الفروع الانسانية ، وعندما تخرج منها عين مدرسا للغة الانكليزية
واستمر في عمله مدرسا لمدة سنتين ثم سافر الى امريكيا وحصل هناك على شهادة
الماجستير في الادب الانكليزي وبعد عودته عين في قسم العلاقات الثقافية في وزارة
التربية ، ثم شغل موقع رئيس تحرير مجلة ( العاملون في النفط ) للفترة من 1960-1972
تلك المجلة التي كانت واحدة من المنابر التي اعلن الجيل الخمسيني عن صوته من
خلالها . وفي فترة 1972 ــ 1974 عمل مديرا للاعلام السياحي ثم ما لبث ان اصبح رئيس
تحرير مجلة ( السياحة) وخلال الفترة كان يمارس الكتابة والترجمة ونشر بعضا"
من كتاباته وترجماته في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، كما انه اصدر العديد
من البوسترات والفولدرات ، فضلا عن اصدار كتاب سياحي ،كما اسهم في ترجمة كتاب (
ثلاثة قرون من الادب الامريكي ). عين مدير مكتب بغداد لمجلة ( فنون عربية ) التي
تصدر في لندن واستمر العمل لمدة عامين وخلالها قام بترجمة كتاب ( بغداد) الذي وضعه
بالانكليزية جبران خليل جبران واحسان فتحي والذي تولت اصداره أمانة بغداد . منذ
عام 1948 عمل في مجلة افاق عربية بصفة سكرتير تحرير ومترجم ، وكذلك عمل سكرتير
تحرير مجلة دراسات تاريخية ومشرفا فنيا" في مجلة دراسات فلسفية في بيت الحكمة
. لقد كان لعلاقته بالاديب الراحل جبران خليل جبران اثر فعال في حياته فقد شجعه
على ترجمة عدد من الكتب في الفن التشكيلي وبلغت عشرة كتب ولاهمية تلك الترجمات
وثراء مادتها الفنية فقد أعتمد بعضها في كلية الفنون الجميلة في بغداد كمصادر يرجع
اليها الباحثون والدارسون من الاساتذة والطلبة في بحوثهم ودراساتهم الجامعية
والعليا . ان عمله في الصحافة لم يات وليد تفكير عارض او رغبة طارئة ، فمنذ كان
طالب في المرحلة المتوسطة كان يساهم في اصدار مجلات على نطاق محدود وتتناولها
الايدي من اقرانه واصدقائه واقربائه . يعتز كثيرا بأستاذية الاديب الراحل جبران
خليل جبران فقد افاده في كل شيء خلال عمله معه في مجلة ( العاملون في النفط ) كما
راجع اغلب الترجمات التي قام بها واستمر على ذلك حتى وفاته . أن اديبا"
ومترجما بارعا" مثل فخري خليل امتلك تجربة عريضة وثقافة واسعة لابد ان تكون
له رؤية في الحياة او فلسفة تعد منطلقة في كل ما كتب او ترجم او صمم وتتلخص فلسفته
تلك في الاثر الذي ورد عن السلف الصالح والذي مفاده ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا"
وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا" )
علياء عبد الحافظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق