باتت مزاولة
الطب اليوم في المستشفيات الحكوميه والاهليه في عموم العراق تشكل هاجسا مقلقا
للمريض وتجعله يفكر عشرات المرات وقد يتراجع عن الذهاب للفحوصات بسبب كثرة الاخطاء
الطبيه المميته التي يسمعها يوميا ،حيث اصبح السفر للعلاج في الخارج هو الحل للمرضى الذين تتوفر لديهم
الامكانيات والذين وقعوا ضحية هذه المستشفيات التي لم تقم بأتخاذ معايير الحيطه
والحذر اثناء العمل الطبي وعدم الاهتمام الكافي بالمريض وعدم الاهتمام بتعقيم
الادوات الجراحيه قبل العمل بها.
وكذلك وصل الحال
الى ان تكون حتى اسرة المرضى قذرة
ورائحتها لا تطاق والممرات تملأها القطط والفأران والازبال ايضا وليس بعيدا عن المستشفى حيث انتشرت في الاونه الأخيرة ظاهره
اتفاق الطبيب المختص مع احدى الصيدليات القريبه منه فيقوم البعض منهم بكتابه رموز
لا يفهمها الا الصيدلي المتفق معه وبعضهم يصف دواء لا يكون متوفر الا في هذه
الصيدليه ولا يخفى على احد ان الصيدلي احد المستفيدين حين يبيع الدواء بأسعار
خياليه تتجاوز في اغلب الاحيان امكانية المريض .
مع عدم مراعاة اضطرار المريض
للعوده الى الصيدليه ذاتها عند حاجته لتكرار وصفه الطبيب وادى ممارسه من هم غير مؤهلين للمهنه الى المخاطره بحياة
انسان وتجربه عليه ما يخطر في عقولهم عسى ان يكون صحيحاً واستعمال مصطلح (اما)
فأما ان تكون مصاب بهذا المرض او ذاك ! فأصبح من الطبيعي ان نسمع عن مريض في
المراره يخرج من العمليه مستأصله احدى كليتيه ! او عمليه استأصال اللوزتين تؤدي
بالمريض الى الغيبوبه لعدة سنوات!
ولم تتوقف
الى هنا ممارسة التجارة فهم عباره عن سلسله مرتبطه ببعض تبدأ من الطبيب الى
الصيدلي الى المحلل الذي يستقبل المريض ليأخذ منه اسعار خياليه ويعطي نتائج
التحاليل بأجهزه قديمه غير دقيقه بعيده عن المعاييرالعلميه الصحيحه خاصه وان معضم
العاملين في المختبرات الطبيه من خريجي الكليات الاهليه الذين نجحوا بأموالهم وان
صاحب المال لا يهتم لخبرات العاملين او كفائتهم ليكون المواطن الضحيه الوحيده لكل
ذلك وايضا كان لمراكز التجميل نصيباً من هذه التجاره فأصبحوا
يزاولون مهنه الطب بحجه التجميل فيعملون ويروجون لدعايات كاذبه حتى يصدقوهم الناس
ويقعوا في الفخ فعملية شفط الدهون اصبحت من اسهل العمليات التي تستغرق ساعه
واحد ومن ثم موت المريضه مباشرةً وايضا الهوس بالشد والتصغير والتكبير ادى الى حقن
النساء وفئه قليله من الشباب بمواد حارقه وان لم تكن حارقه فتكون مسرطنه ولا ينفع
الندم او رفع دعوى لانهم ارتادوا المركز غير مجبرين .واخيرا لا يسعني الا ان اقول ان مهنه الطب مستمره بهذا
الحال مادام الطبيب والصيدلي وصاحب المركز والمختبر مستفيدون ولا توجد رقابه
مفروضه عليهم ولاعقوبه تطبق في حقهم فهم لا يهمهم المريض وحياتهِ ولا يهمهم القسم
الذي اقسموه في يوم من الايام ما دامت ارباحهم الماليه الضخمه جاريه .
ذرى علي عبد الوهاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق