آخر الأخبار

2016/11/27

الفنان التشكيلي والحرب ...فن الازمات


الجميع يعلم ان الفن لغة لاتحتاج الى حروف بل الالوان والخطوط التي بأمكانها ان ترمز لمواضيع كثيرة بأمكان المتلقي في اي بقعة من الارض ان يعي الدلالات من ورائها.... قبل ان ابدأ بتفاصيل مقالي ماعلي ان استشهد بأحد الفنانين الكبار الذي عبرت لوحته الجورنيكا عن قسوة والم الحروب والنزاعات ..استوحى بيكاسو لوحته من الحرب الاهليه الاسبانيه عندما قامت الطائرات الحربيه الالمانيه والايطاليه المساندة لقوات القوميين الاسبان بقصف مدينه غورنيكا وكانت ترجمة لمآساة الحرب ومعاناة الافراد مذكرتا بما تخلف الحروب من دمار ورمزا مضادا للحرب وتجسيدا للسلام..بحيث احرجت هذه اللوحة الجداريه مجلس الامن عند اجتماعه سنه 2003ليعلن الحرب على العراق فقاموا بغطائها بقماش ازرق بحجة ان الوانها تؤثر على الاضاءة عند تصوير وقائع المؤتمر ..لذا نجد الحرب في قلب الفن وثمة علاقة معقدة وكبيرة بين الفن والسياسه... وعندما نستعرض ما يمر به بلدنا من عشرات السنين محاولين البحث عن ذاك الفنان الذي جعل من الوانه وخطوطه مقالا بالامكان ان يغير ويدون الواقع المؤلم ...كما ان التطورات السياسية الحاصله لابد لها ان تؤثر على الفنان واحساسه ويكون عمله الفني ردة فعل على الاعتقاد السائد بأن الفن وخصوصا التشكيلي هو شئ ترفيهي لمجرد المتعه البصريه وانه يبتعد عن المجتمع المحيط ولايمت اليه بصلة..
ومقولة الفن للفن هي فلسفه ليست واقعيه فعندما يتأثر الفنان بما يدور حوله من ظروف اجتماعيه وسياسيه سيكون مصدى الهامه..لذا نجد الغرب اسس علاقه متينه مابين الفن والسياسه وهذا هو الاساس الذي تبنى عليه اللوحه المشبعه بعوالم الجمال وتذهب بنا بعيدا الى عالم حالم هربا من الواقع المؤلم وان الفن هو الخوض في قلب مشاكل المجتمع. لذا على الفنان ان يكون متفاعلا مع حركة التاريخ الحياتيه اليوميه ذات العمق الفكري وان يكون راصدا جيدا لكل التحولات الفكريه والوجدانيه.ويتحرر من القواعد الاكاديميه في ظل تقلبات وتناقضات مايمر به المجتمع . مااريد الوصول اليه ان السياسه والحرب حاضرة وبشده في بلدي فيجب على الفنان عندما يراقب مايدور من معارك تحرير لمدننا العراقيه المغتصبه من قبل داعش ان يلعب بتلك العجلة الدائرة من خلال تأثيرات الصورة في زمن الحرب والسياسه. واختم مقالي بتساؤل عن موقع فناننا العراقي من كل مايدور في المحيط المحلي والاقليمي والعالمي وماهي نسبة امتلاكه للثقافة السياسيه التي تجعله واعيا ومبصرا .وهل سنرى يوما ما اعمالا فنية كالجورنيكا تتحدث عن اصوات القنابل والموت والدمار بمستوى تلك التحديات والتضحيات في بلدي.

نادين علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق