بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر
إلا ذوت ووريق عمرك اخضر
مرت بك الدنيا وصبحك مشمس
ودجت عليك ووجه ليلك مقمر
بغداد بالسحر المندى بالشذا
الفواح من حلل
الصبا يتقطر
بالشاطئ المسحور يحضنه الدجى
فيكاد من حرق
الهوى يتنور
بالسامرين أثابهم من لهوهم
وهج
الضحى وكأنهم لم يسمروا
قصي فنحن وراء ألفك ليلة
أخرى يطول بها
الحديث ويقصر
عن عصرك الذهبي ما طال المدى
إلا وناصع وجهه
المتصدر
وستفخر الأجيال بعدك إنها
كانت
على بقيا بساطك تسمر
بغداد استقصي الحوادث واكتشفي
غبشاً
يطوف بصبحها فيتغير
وحذار أن تثقي برأي مؤرخ
للسيف لا لضميره ما يسطر
وتساءلي عن معرض يجلوك في
أبهائه صور تسر وتسحر
لمفكر يجلو دجاك وقائد
يروي به ظمأ الفتوح فتزهر
ومهندس يبني الصروح وشاعر
بنشاه يسرج ليلها ويعطر
ولزارع في الحقل يدفن عمره
فتمد منه غراسه وتعمر
ومعلم لم يدر شارب كأسه
ماذا يقطع من حشاه
ويعصر
بغداد أولاء الذين تعلموا
أعباء مجدك في الخلود و أوقروا
فإذا تصفحناك سفر كرائم
لم نلق
إلا صورة تتكرر
للشاعر العراقي(مصطفى جمال الدين)
هذه القصيدة تحية للمدينة الخالدة في عيدها الألفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق