أفرزت الظروف التي مَر بها العراق, الكثير من الظواهر السلبية التي لا تزال تلقي بظلالها القاتمة على المجتمع العراقي. فكانت أقرب إلى مأساة تهدد مستقبل أبناءنا ,فظاهرة هروب الأطفال من المدرسة من القضايا الاجتماعية والتربوية الخطيرة ، لما لها من تأثيرات عدة أهمها على الطالب نفسه وعلى المجتمع بشكل عام .حيث أصبحت هذه الظاهرة تتفشى بين شرائح المجتمع أطفال ومراهقين ,تاركة العديد من المشاكل والعقبات الخطيرة امام مجتمع محافظ كالمجتمع العراقي, فمنهم من اصبح متسولا ً يجول شوارع المدينة واخر رافق اصدقاء السوء وانجرف معهم بانتهاك الحرمات كادمان المخدرات او الكحول وثالث اصبح مجرماً يسرق وينهب وحتى يَقتل...
وهذه الظاهرة تكاد تكون موجودة في جميع البلدان ولا يمكن أن يخلو مجتمع منها, إلا أنها تتفاوت في درجة حدتها. ويمكن تعريف التسرب او الهروب ببساطة هو إهدار تربوي هائل وتأثيره سلبياً على جميع نواحي المجتمع وبنائه ,فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد وبالتالي يزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية منها كالسرقة والاعتداء على الغير وممتلكاتهم. ويؤدي التسرب إلى تحول اهتمام المجتمع من البناء والأعمار والتطور والازدهار إلى الاهتمام لمراكز الإصلاح والصلاح والإرشاد وإلى زيادة عدد السجون كما يؤدي إلى استمرار الجهل والتخلف وبالتالي سيطرة العادات والتقاليد التي تحد وتعيق تطور المجتمع كالزواج المبكر والسيطرة الأبوية المطلقة والتفرد بالرأي وغيرها من السلبيات.ونحن كمجتمعات عربية لا يمكننا ان نغفل عن هذه السلوكيات ولا بد من الرجوع لمسبباتها وأيجاد حلول لها, لان أهمالها يؤدي الى تفكك المجتمع وبالتالي تخلف هذه المجتمعات ونشر الفساد داخلها بدلاً من رفع مستوى الطلبة التربوي والعلمي والنهوض بهم لبناء مجتمع متقدم راقي ينافس المجتمعات المتحضرة الاخرى.
سالي كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق