في ظل التداعيات بالحرية والديمقراطية وجمع الاصوات لمناصفة المرأة والوقوف بوجه كل من ينتهك حرياتها وحقوقها والدعوة لمساواتها مع اخيها الرجل, نجد انتهاك لحقوقها بل ابسط حق من حقوقها وهو زواجها في سن مبكر وفقدانها للأمان, فهو اكبر ظلم وانتهاك لأبسط حقوقها. فياترى لماذا تلجأ بعض العوائل لتزويج فتياتهن الصغيرات والآتي لم يصلن سن الرشد ,وما هو السبب؟؟ هل الخوف على شرف هذه الفتاة أم الفقر الذي يعيشون به أم هي العادات والتقاليد والجهل؟ تعددت الأسباب ولكن الموضوع واحد هو انتهاك شديد لحرمة الطفولة وسلب الأمان منها, ونقصد الأمان الداخلي الذي تعيشه الفتاة في بيت أهلها
في الحقيقة وفي ظل التطور السائد والثقافة والحرية الواسعة المتاحة الآن, كلنا نعتقد أن هذا الأمر قد مضى وانقرض ولم يعد له سابق وجود وان كان قد يكون في القرى والأرياف ولكن الكارثة الكبرى إن هذا الأمر موجود في المدينة وبيننا وبأشكال متنوعة, وأصبح يزداد يوماً بعد يوم. وبكل بساطة عندما تسأل الأهل عن السبب يكون الجواب بكل سهولة هو أن استقرار المرأة وسترها يكون بين ايدي الرجل مهما كان عمرهُ أو درجة ثقافته, بل حتى مستواه المادي. لكن هل يمكن ان نقول ان هذا هو السبب الحقيقي؟ أم هو مجرد مخرج يتخذه الأهل من اجل إقناع أنفسهم وإقناع الناس في المجتمع بأن استقرار المرأة وزواجها منذ الطفولة هو الحفاظ عليها وعلى سمعتها فضلاً عن التخلص من مسؤوليتها. وليس هذا فحسب ولكن نجد أن أكثر الشباب وحتى كبار السن يفضلون الفتيات الصغيرات لعدم اطلاعهن على الحياة بشكل واسع وعميق فهي كالعجينة يمكن تشكيلها كيفما يحب ويريد ,وهذا الأمر هو ظلم للفتاة يقع عليها فوق ظلم أهلها لها, متجاهلين مشاعرها وعواطفها وحتى غاياتها النفسية وتطلعاتها المستقبلية, ففي اغلب الأحيان لا يوجد آي توافق بسبب فارق السن بين البنت القاصر والرجل. ونتيجة هذا الأمر هي واحدة ,سكوت وموافقة مع عدم اعتراض, ولكن هذا السكوت والموافقة قد تؤدي إلى طريقين مسدودين, أما قبول المرأة العيش بقية عمرها على هذه الحالة من عدم الرضى والوفاق ,أو الطلاق والذي أصبح الآن ظاهرة كبيرة جداً ليس في الدول العربية فقط, بل في مدن العراق بصورة عامة ,حيث يشكون من طلاق صغيرات السن من عمر (11-16) سنة ,وهذه النتيجة متوقعة في زمن اصبح فيه زواج القاصرات وباءا الهدف منه التخلص من مسؤولياتهن ورميهن باحضان زوج لا يحسن التعامل معهن
اسراء نزار