عبد الله فوزي
من أعلام
ورموز آهل الخير والصلاح والبناء والبذل والعطاء، ومن المُرَبّين
الدُعاة القادة، الفريدون من نوعهم، نحن بحاجة اليهم اليوم لكي ينيروا لنا الدرب
في عتمة الظلام والواقع المؤلم، فهو يعدُ من رواد البناء والعطاء والتربية
والإصلاح، انه الحاج ميمون عويد الكبيسي الذي أسس مع عدد
من إخوته، أشبه بجمعية لبناء مساجد بغداد والمحافظات، فهي صروح
تشهد له يوم القيامة بأنه أول من قام ببنائها واشرف عليها
بنفسه على مستوى بغداد بل في العراق كله من أقصاه إلى أقصاه، وهو من
الرعيل الأول والذين كانت أفعالهم أكثر من أقولهم، وكانوا
يطبقون ما يقولون، همهم الأول والأخيرإن يرضوا ربهم.
له مواقف كثيرة،
يتكلم قليلا ويعمل كثيرا وهو المراقب المباشر لعملية بناء إي مسجد،
يراقب كل الذين يعملون في المسجد وله نظرة ثاقبة، فيفهم كل ما يتعلق
بالبناء، نظريا وعمليا، كلما عجز مقاول عن حل مشكلة ما في ما يخص البناء إلا وجد
الحل عنده، وكلما أخطأ عامل أو حاول التلاعب إلا كان هو المرصاد الذي يعيد العملية
الصحيحة، وكم أصلح من الأخطاء واكتشف ما كان سيؤثر على جودة البناء و
سلامته.
ساهم في
بناء أكثر من 150 مسجد بالعراق وخارجه ، دائما ما كان يحمل
في سيارته كل من يراه ماشياً على قدميه قائلا: زكاه الدابة ظهرها، كما
كان يتفقد كل الأقارب إي انه كان شديد الاهتمام بصلة الأرحام.
قامات
العراق
يذكر الدكتور عدنان
محمد سلمان رحمه الله في كتابه سيرة وذكريات وكتاب صفحات من التاريخ في
العراق حيث يذكر إن الحاج ميمون رحمه الله ولد 1934في مدينة
كبيسة بالعراق وعاش في الفلوجة ودرس فيها وكان شاعر وأكثر
شعره في المناسبات الدينية .
ولقد شارك في
المظاهرات عام 1948 إثناء اشتداد
القضية الفلسطينية وألقى قصائد شعرية إنشادا مع انه كان
بالابتدائية، ويذكر الدكتور رحمه الله إنالحاج ميمون قد تخرج من
كلية الآداب جامعة بغداد قسم اللغة العربية، ولم يفترق عن دكتور عدنان
منذ عام 1952 وحتى وفاته رحمهما الله، كما إنهما عملا سوية في
العراق وفي السعودية عندما أعيرتخدماتهما هناك عام 1966.
ويذكر أيضا انه
كان في شبابه يشترك دائما في مخيمات الدعوة الكشفية والتي غالبا ما تكون
على ضفاف نهر الفرات آو على مجرى مشروع الحبانية، ويحضر في المخيم
الكشفي مجموعة من الشباب يستمعون فيه إلى دروس تثقيفية وبرامج تتضمن
تربية دينية وروحية وثقافية، واغلب المشاركين من المعلمين والموظفين من
آسر آهل الرمادي المرموقة.
درس وعظ
في بناء مسجد
يقول احد
زملاء الحاج: حضرت في احد الأيام تجمع عام كنت قد حضرته لافتتاح مسجد
في إطراف بغداد، فأبهرني ما رأيت وما سمعت من أخي الحاج ميمون رحمه
الله كان من الذين يتابع باستمرار بناء المساجد، وكان السبب في بناء هذا المسجد،
فسمعته قال رحمه الله:
لقد قمنا وانتم
معنا ببناء هذا المسجد والهدف الحقيقي ليكون أساس لبناء أهم وأعظم شيء في
الحياة إلا وهو بناء الإنسان، إنني شخصيا لم أنفق ولم أبذل كل الجهد من
أجل هذه الجدران أو من أجل مكان تقام فيه الصلاة فحسب، وإنما ضحينا جميعا من أجل
الأهداف الذي نتمنى أن يحققها هذا المسجد، دينياً وثقافياً واجتماعيًا، وأملنا أن
تستهدف أنشطة المسجد كل الفئات أطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا، رجالا وتساءا،
وحتى غير المصلين لابد أن تستهدفهم أنشطة المسجد، لأننا نريد أن يساهم المسجد في
نشر قيم الإسلام الحق والتعارف والتعايش بين أفراد المجتمع حتى
وإن اختلفنا في الآراء.
منظومة
تربوية
كان
من الأعمدة التي تقود مدرسة التربية الإسلامية، وكان جزء من
المنظومة التربوية لا يمكن الاستغناء عنه، فلقد كانت التربية الإسلامية عبارة
عن منظومة قيمية تربوية أخلاقية يوجهها ويقودها الشيخ عبدالوهاب السامرائي رحمه
الله، حيث كان السامرائي يحسن انتقاء الملاك التدريسي للمدرسة من خيرة
المربين وأكفأ المعلمين، ومن المشهود لهم بالتقوى والصلاح والكفاءة العلمية ومنهم
الحاج ميمون عويد رحمه الله الذي
كان منالمتميزين.
وراء كل
مسجد او جامع عظيم رجال
المرحوم الحاج
ميمون رحمه الله كان من الجيل الأول في هذا العمل المبارك ومن اقرأنهالإخوة الدكتور
عدنان والدكتور فاضل السامرائي وغيرهم من أهل الفضل والسابقة الذين ساهموا في
العمل في هذه بناء الجيل المبارك من الخمسينات من القرن الماضي
وساهموا في تربية جيل من شباب.
اضطر
للهجرة إلى الأردن في بداية الأحداث الطائفية، ودرس في مدارس
العراق وخصوصا في مدرسة التربية لفترة طويلة وتخرج على يده وغيره
من الإخوة المدرسين أجيال من الشباب الذين التحقوا بركب
هذه الدراسة لاحقا، ساهم في بناء المساجد في معظم مناطق البلد هو من
شاركه من الاخوه أمثال الحاج عباس وغيره بشكل دائما ومستمر. نسأله تعالى أن يدخله
الفردوس الأعلى ويرحمه من سبقه من أخواننا إليه تعالى أنه نعم المولى
ونعم المجيب.
الرعيل الأول دعاة
وبناء
وقال الدكتور
رياض الدليمي عن ما كتبه الشيخ مؤيد الاعظمي عن المرحوم الحاج ميمون الكبيسي
قائلا: إلى رحمه الله تعالى وتقبله الله قبول حسن وادخله في عباده
الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا كان
رحمه الله تعالى من الأوائل في تاريخ العراق ومن شبابها النشطين في
الفلوجة وبغداد وكان شاعراً منافحا عن دعوته ولطالما ألقى قصائده في
الاحتفالات والمظاهرات وكان يتمتع بروح مرحة
شفافة يأنس إليهإخوانه ولم أراه في يوم
من الأيام إلا وهو دائما البشرى مبتسما.
وكان ممن ساهم في
بناء المساجد في العراق كله ولاسيما القرى والأرياف مستغل فترة
الحملة الإيمانية في تسعينات القرن الماضي هو وخال زوجته ورفيق دربه
المرحوم الدكتور عدنان محمدوالمرحوم العميد عبد الرحمن العاني رحمهم الله
ورحمنا جميعا، فكان كل يوم له مسجد جديد يذهب إليه، غفر الله له وأعظم
اجر أهله وألهمهم وأخونهومحبيه الصبر وتقبل الله حسناته
وتجاوز عن سيئاته وأكرم نزله ووسع مدخله آمين يا رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق