ذات صباح في منطقة
الشالچية كانت هناك
إختبارات لإختيار لاعبي أحد منتخبات الفئات العمرية عمو بابا كان حاضراً نصرت ناصر وغيرهم فجاء ذلك النحيل يسير بخطوات
كسولة لم يعره أحد
اهتماماً فمظهره لا
يوحي بما سيكون بدأت
الاختبارات نهض عمو بابا
من كرسيه مبتسماً على غير العادة وكأنه أمسك
بخارطة الكنز الضائع أشار عليه فبدأت الحكاية عام ١٩٨١ مع منتخب الشباب هدافاً
للبطولة وعام ٨٣ هداف
لبطولة كأس فلسطين للشباب في المغرب ب ٨ أهداف وبظرف سنوات قليلة صار نجماً لا يشق له غبار.
وهو بالعشرين
من عمره بدأ مع
الزوراء فإنتقل للرشيد ثم عاد النورس لعشه هو صاحب القول الفصل في حضورنا المونديالي هدفه الوحيد في مرمى حارس بلجيكا
هو كل ما نملك من ذكريات في المونديال ظل محتلاً
ومسيطرا على منطقة الجزاء عقداً وبضع سنين فحتى عام ١٩٩٣ كان هو الأوحد في خط هجوم المنتخب وبعدها تكررت محاولات ابعاده التي
ردت خائبة فبكل مرة كان
يشير فيها له إصبع مدرب او ناقد بأنه مشكلة المنتخب يعود ذات الاصبع ليشير له ثانية على انه الحل حتى اختار هو الرحيل عام ١٩٩٧ فإعتزل بقمته دون ضجيج وترك فراغاً طال سنيناً حتى ملاءه
آخر.
احمد راضي هذا الأنيق الساحر كان ماركة
عراقية تضيف لصورة العراق بهاءاً فحين يذكر
العراق آنذاك يذكر جيشه
المنتصر ورئيس بلاد
بارز وبابل
وشهرزاد والسندباد والساهر
واحمد راضي كانوا معاً
محاور حديث من يتكلم عن العراق اعتزل ابو
هيا لكنه لا زال
يلعب بذكريات من عاصروه بذات الجمال والاناقة واللمسة الساحرة اعتزل وترك بصمته فالبعض حين يرحل يترك أثراً فوق رمال تمحيه أدنى ريح واخرون يحفرون في الصخر خطواتهم فتظل شاخصة لا تمحى واليوم ونحن بعام ٢٠١٨ اي بعد ٢١
عاماً من آخر لمسة للساحر في الملاعب لا زلنا نكتب
عنه وبكل فخر فهو احمد راضي لاعب القرن وأفضل لاعب عراقي بآسيا لعام ١٩٨٨ وهو الساحر.
علاء محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق